شهد العالم ضجة واسعة بعد قرار ادارة فندق مصري بصبغه بالصبغة الاسلامية لأول مرة بالمعني الحقيقي في مدينة الغردقة أحد أبرز عواصم مصر السياحية إذ تم افتتاح الفندق بحضور قيادات سلفية. وتم تكسير زجاجات الخمور خلال حفل الافتتاح. وتم إعلانه كأول فندق إسلامي في مصر لا يقدم الخمور. وفيه حمامات سباحة خاصه بالسيدات وأخري للرجال. وفيه أدوار خاصة لاقامة السيدات. وأماكن أخري مخصصة لاقامة العائلات. من اللافت في الأمر أن هذا الفندق علي الرغم من كونه الأول في مصر بهذه المواصفات إلا أنه لم يكن المحاولة الأولي في مصر. وليس الأول في بقية الدول العربية والاسلامية كما أن التوجه نفسه قائم لدي فنادق كثيرة ويملكها متدينون ومنهم منتمون لتيارات وأحزاب إسلامية. كما أن بعض الفنادق الكبري في مصر عاشت التجربة ذاتها من قبل. ولأن هذا الفندق ليس الأول من نوعه في مصر فنذكركم بالخريطة الكاملة للفنادق الاسلامية في مصر والتي يأتي علي رأسها جميع فنادق عامر جروب برتو مار ينا وبورتو السخنة وبورتو عامر. وفندق جراند حياة في وسط القاهرة. وفندق الامان أمام سفارة روسيا. وفنادق مجموعة الوادي وفنادق في مختلف المناطق السياحية التي يملكها متدينون بل وقيادات في التيار الاسلامي وتلك هي القائمة حتي الآن لكنها آخذة في التنامي بشكل كبير. وصل الاهتمام بالموضوع لدرجة أن صحيفة "جارديان" البريطانية سلطت الضوء علي أول فندق إسلامي في مدينة الغردقة السياحية. وقالت إنه في نهاية الأسبوع الماضي احتفل أصحاب فندق "فور ون" بطريقتهم الخاصة في التخلص من المشروبات الكحولية. وبحضور شيخ سلفي وسط هتافات ¢الله أكبر¢. وهو الحدث الأول من نوعه في الغردقة. وأوضحت "الجارديان" أن الفندق لا يقدم لزواره المشروبات الكحولية. ويوجد طابق خاص بالنساء وكذلك حمام سباحة خاص بهن. ولكن فندق "فور ون" ليس أول فندق لا يقدم الكحول. كما أن هذا النوع من العمل التجاري كان موجودا قبل ثورة مصر لكن نظرا للموقع السياحي علي وجه التحديد الموجود فيه هذا الفندق. وطبيعتها في الفصل بين الرجال والنساء. فإنه يعتبر بالنسبة للبعض واحدا من عدة تطورات تشير إلي أن مصر أصبحت أكثر "أسلمة" منذ سقوط مبارك. ونقلت الصحيفة عن عبدالباسط عمر. صاحب الفندق قوله إن: "النساء يخصص لهن أفراد أمن من الإناث. ولديهن خيار السباحة في بركة منفصلة. وتمت إزالة صور شاكيرا وغيرها من علي الجدران" وقال أحد زوار الفندق: "الفندق يتيح فرصة الاستمتاع بالسياحة بطريقة لا تتعارض مع معتقداتي. ويمكن للمرأة الأستمتاع بالسباحة دون مشكلة"... مشيراً إلي أن السياحة الغربية في مصر تراجعت منذ الثورة في 2011. حيث قال أحد أصحاب الفنادق المحلية إن نسبة اشغال الفندق لا تتعدي 50%.وفي ضوء ذلك ينظر للفندق الإسلامي علي أنه محاولة ذكية لجذب السياح المحافظين من دول الخليج ومصر أيضا. في مفاجأة من العيار الثقيل كشف أسامة العشري. وكيل أول وزارة السياحة ورئيس قطاع الرقابة علي الفنادق والقري السياحية. أن الفندق الذي أثار ضجة واسعة في الغردقة الاسبوع الماضي بأنه منع تقديم الخمور وأقام حفل افتتاح شهد تكسير بعض زجاجات الخمور هو في الأصل مغلق اداريا منذ ستة أشهر بسبب مخالفات صحية وادارية. وأن هذا القرار لا علاقة له علي الاطلاق باعادة افتتاحه أو امتناعه عن تقديم الخمور . أضاف العشري في تصريحات ل"عقيدتي" أن أي فندق حين يحصل علي ترخيص إنشائه وتقييم درجته الفندقية والتي من بينها تقديم الخمور حين يمتنع عن ذلك يتم مراجعة تقييمه الفندقي مرة أخري وذلك إعمالا للقانون المنظم لذلك ووفقا للمواصفات العالمية .. مشيرا الي أن إعادة النظر في القوانين المنظمة لتقييمات الفنادق ومسألة ارتباطها بتقديم الخمور واردة وكل شئ وارد . من جهته أوضح رئيس رابطة الكتاب السياحيين والخبير السياحي سعيد جمال الدين أن ما تم في هذا الفندق لا يعدو كونه نوعاً من الدعاية ومجاراة الحدث والتحول السياسي واجترار العواطف. وأن هذا الفندق ليس الأول من نوعه في مصر.. مؤكداً أن جميع فنادق مجموعة عامر جروب بورتو عامر. وبورتو مارينا لا تقدم خموراً ومع ذلك فنادق خمس نجوم معتمدة وكذلك هناك تجربة سابقة في عام 2008 في جراند حياة حين تم منع تقديم الخمور. وقبلهما في فندق الأمان أمام السفارة الروسية في الجيزة . أضاف: كل ما حدث في حفل الإفتتاح دعاية وفقط. بل ودعاية ليست حقيقية.. موضحا أن السائح الغربي بطبيعته يحترم الضوابط الأخلاقية والمعتقدات الدينية للبلد الذي ينزل فيه. وأنه حين ينزل السائح في زيارة لأي مسجد تلتزم المرأة بتغطية شعرها. والرجل بعدم تناول الخمور احتراما للمقدسات الدينية. اوضح أن الفنادق يعتمد تصنيفها الفندقي علي أساس ما تقدم من رفاهية لنزلائها وليس شرطا الخمور او صالات القمار أو صالات الديسكو فهناك فنادق في فرنسا لا توجد فيها صالات طعام ورغم ذلك تتمتع بدرجة فندقية 4 نجوم لأن في النهاية الخدمة في أصلها تقدم المبيت وإلي جانب ذلك رفاهية في الغرفة من خلال شاشات الإل سي دي. والواي فاي. والواير ليس. وكلما قدم الفندق رفاهية زيادة كلما علت درجة تصنيفه وهناك أمور حديثة تحل محل أمور أخري قديمة .. عارضا إلي أن فندق سفير وغيره من الشقق الفندقية لا تقدم خمورا ومع ذلك تعتبر فنادق خمس نجوم . ضوابط فندقية يقول رئيس غرفة الفنادق توفيق كمال إن تأثير عدم تقديم الخمور علي التصنيف الفندقي يرتبط بوجود ذلك في الترخيص أثناء إنشائه فإذا كان موجودا وقت الانشاء ثم امتنع عن تقديمه أصبح ذلك إخلالا بشروط ومواصفات الانشاء وبالتالي تراجع درجة تصنيفه الفندقية.. مشيرا الي ان الصاق صفة اسلامي بأي منشأ اليوم اصبح عادة مصرية بعضها باقتناع والبعض الاكثر للرواج والتواجد. ونفي توفيق كمال أن يكون السائح العربي يأتي لمصر من أجل شرب الخمور أو غيره ثم أن الفندق الذي يمنع تناول الخمور أو تقديمها لنزلائه لا يستطيع أن يمنعهم من اصطحابها لغرفهم ضمن امتعتهم ولن يفتش الحقائب بحثا عن الخمور .. مشيرا الي ان البحرين لم تنجح في تجربة مماثلة من قبل. وعن القوانين المنظمة للمنشآت الفندقية قال توفيق كمال: هناك أشياء كثيرة في مصر تحتاج لمراجعة ضرورية لملاحقة تطور الزمن. وتطبيق الشريعة علي السياحة وارد لكن يجب ان ندرك ان استعادة المكانة السياحية في اطار ذلك سيستغرق وقتا طويلا يجب أخذه في الحسبان. والسائح الاوربي والاجنبي يحترم القواعد المنظمة لوجوده في اي بلد وخاصة ما يتعلق منها بالمعتقد والدين . بادرة طيبة يشير المهندس طارق نديم. مالك مجموعة فنادق ورئيس حزب الصرح. إلي أن إقامة فنادق اسلامية بادرة طيبة للغاية لأن غاية الفندقة في مصر والعالم ليس فقط تقديم الخمور ولا الاختلاط في حمامات السباحة ولا صالات الديسكو ولكنها أمور يمكن الاستغناء عنها بشكل كبير.. مشيرا إلي انه لا يقدم خمورا في مؤسساته السياحية التي يمتلكها ولم يؤثر ذلك علي نسبة الاشغال إذ أن الأصل في الفنادق أنها مكان للراحة والاستجمام وليس لارتكاب الآثام. وأن كل نزيل يتعامل بطريقته وبأسلوب حياته . أضاف: أعترف أنني ليس بإمكاني إجبار الأجانب علي الالتزام الكامل لطبيعة ثقافتهم ولكن الأمر يمكن أن يأتي بالتدريج. وأن هناك بعض القوانين المنظمة للفنادق وتصنيفاتها المرتبطة بتقديم الخمور وصالات الديسكو تحتاج إلي إعادة نظر .