منذ أن أعلنت وزارة الأوقاف عنمسابقتها الجديدة للأئمة والخطباء بعد الثورة استبشر خريجي الكليات الأزهرية خيراً.. خاصة أن المسابقات الماضية كانت تتدخل فيها العديد من عوامل الاختيار أهمها إجازة أمن الدولة وموافقتها علي الذي يتم تعيينه. أيضا أن مسابقات الأعوام الماضية كان يعتريها الكثير من الشوائب والواسطة والمحسوبية في الاختيار.. وأيضا كانت مرتبطة بسنة التخرج بالنسبة للكليات الشرعية. وفي هذه المسابقة التي تم الإعلان عنها استبشر الخريجين خيراً خاصة أن الدكتور طلعت عفيفي.. وزير الأوقاف فتح الباب علي مصراعيه للتقدم لهذه المسابقة أمام جميع الخريجين في السنوات الماضية وممن تم إيقافهم من قبل أمن الدولة في الماضي وممن ثم رسوبهم في الاختبارات والمسابقات السابقة. تقدم لهذه المسابقة من جميع الكليات الأزهرية علي مستوي الجمهورية 57 ألف خريج من مختلف الكليات.. واشترطت الوزارة أن يكون المتقدم للمسابقة حافظا للقرآن الكريم. وأن يجتاز الاختبارات الشفوية في الفقه والسيرة والسنة والمعلومات الدينية العامة. والحقيقة أن الإعلان عن هذه المسابقة جاء في الوقت الذي تبحث فيه الوزارة عن سد العجز الكبير في عدد الأئمة الذي بلغ أكثر من 65 ألف أمام علي مستوي مساجد الجمهورية.. في حين أن القوي العاملة وافقت علي 3 آلاف درجة فقط للتعيين عليها. الدكتور عبده مقلد رئيس قطاع الدعوة بالأوقاف والمشرف العام علي المسابقة قال إن الوزارة فتحت الباب واسعاً أمام الجميع من الخريجين للتقدم لهذه المسابقة ولا فضل لأحد علي آخر. ولا دخل للأمن الوطني بنجاح فلان أو رسوبه.. وهذا معناه إتاحة الفرصة للجميع ومن ظلموا في الفترات الماضية ومن تم استبعادهم ومن لم يصبهم الدور بسبب الواسطة والمحسوبية كما كان يقال عن المسابقات الماضية. يقول د.مقلد.. تم الإعلان مبكرا عن مواعيد الاختبارات الشفوية لجميع المتقدمين وعددهم 57 ألف خريج.. وتم وضع جدول للمحافظات بحيث يتم اختبار جميع المتقدمين.. وأعلنا أيضا عن مواعيد للمتخلفين والذين حالت الظروف دون حضورهم من المواعيد المحددة لمحافظتهم.. وتقدم الجميع للاختبارات التي تمت في شفافية مطلقة وتم اختيار عدد من الممتحنين علي مستوي عال من الكفاءة.. ولا مجال لأي واسطة أو محسوبية وأجريت الاختبارات علي أكمل وجه حتي لا يقال أخونة أو سلفنة وخلافه.. الغريب أن نتيجة المسابقة جاءت مخيبة للآمال.. فقد حصل علي نسبة 100% من المتقدمين عشرة خريجين فقط من بين 57 ألف متسابقاً وثلاثة آلاف من الناجحين.. وحصل أكثرمن 25 متسابقاً من الناجحين علي درجات 175 درجة من 350 درجة.. وهذا معناه أن بقية المتقدمين للتسابق لم يحصلوا علي نسبة 50% من 350 درجة.. وهذا يعني أن ال 54 ألفاً الذين لم يحالفهم الحظ لم يحفظوا القرآن الكريم. هذه النتيجة معناها حسبما أفادت مصادر بالوزارة أن 95% من خريجي جامعة الأزهر لا يحفظون القرآن.. أي أنهم لم يحصلوا حتي علي نسبة 60% من الدرجات وهذه النتيجة كشفت مستوي الأداء في الجامعات الأزهرية خاصة الكليات الشرعية التي تشترط ضرورة حفظ القرآن الكريم.. وهذا يكشف أيضا التسيب في اختبارات كليات الأزهر خاصة فيما يتعلق بحفظ القرآن الكريم. الشيخ سلامة عبدالقوي المستشار الإعلامي لوزير الأوقاف كشف أيضا عن أن نسبة كبيرة من المتقدمين لا يحفظون شيئا من القرآن الكريم وأن هناك حيل وألاعيب قام بها البعض ومحاولات تزوير في الاختبارات لكن الحمد لله تم اكتشافهما ومحاسبة من قاموا بها. وأمام هذه النتيجة التي لم تتجاوز نسبة 5% أصر الشيخ سلامة عبدالقوي علي ضرورة الالتزام بالضوابط التي وضعتها الوزارة للتقدم للاختبارات في المرحلة القادمة ولن تتنازل الوزارة عن شرط حفظ القرآن الكريم. أما الناجحون فسيتم تنظيم دورات تدريبية لهم في مختلف الفنون الدعوية حتي يمكن الاستعانة بهم في أقرب وقت لسد العجز في عدد الأئمة بمساجد الأوقاف. أما الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف فيري أن الكفاءة والفكر الوسطي والثقافة الواسعة واللغة السليمة وحفظ القرآن والإلمام بسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم هي الشروط التي تم علي أساسها اختيار الأئمة في المسابقة وهذه القواعد لم يتحكم فيها أمن دولة أو أي اعتبارات رشوة أو وساطة ومحسوبية ومجاملة وإنما فقط أردنا أن نقدم أئمة يحملون لساناً صادقاً معبراً عن الدعوة الوسطية وهي بارقة أمل في وقت تشتد فيه الأزمات وتحتاج فيه للداعية الوسطي أكثر من أي وقت مضي. أضاف أن هذه المسابقة أردنا ألا نحرم منها أحداً لأي سبب وعلمنا أن المسابقات الماضية تم المنع فيها لظروف أمنية.. فأردنا أن يكون الحق للجميع دون تقيد السن.. فتقدم لنا 57 ألف خريج. ثم تقسيم الاختبارات إلي 30 لجنة في كل لجنة 40 طالباً وكثير من هذه اللجان لم ينجح فيها أحد.. وأعددنا عشرة نماذج من القرآن كل نموذج فيه أربعة أسئلة من هذه النماذج العشرة يتم توزيعها علي اللجان.. وكنا نطلب من كل متقدم أن يسحب نموذجاً وحاولنا أن تكون الأسئلة في الإطار المتوسط.. واستمر هذا الحال لمدة ثلاثة أشهر وكان يشرف عليها عضو من جامعة الأزهر وأحد الأئمة وفقاً لمعايير معينة نطمئن منها لسلامة الأسئلة. فجاءت هذه النتيجة وتم اختبار ثلاثة آلاف هم أعلي الدرجات كما ينص القانون.. أما الباقون من غير المختارين فسيتم الاستعانة بهم كخطباء بالمكافأة.