علي مدار ثلاثة اشهر تقريباً تعقد وزارة الأوقاف اختبارات مكثفة لاختيار ثلاثة آلاف إمام وخطيب - للتعيين في مساجدها المختلفة والتي تعاني عجراً كبيراً - من بين 65 الفا من المتقدمين لشغل الوظيفة وهو رقم يعد الأكبر الذي يشارك في هذه الاختبارات ويرجع هذا لأمرين اساسيين. الأول ان هذه المسابقة هي الأولي منذ ثلاث سنوات حيث توقفت خلال الفترة الماضية بسبب قيام الثورة وما تبعها من احداث شهدتها البلاد. والثاني هو قرار الوزارة فتح سن المتقدمين وعدم قصرهم علي سنة تخرج معينة كما يحدث في كل مرة وهو الأمر الذي فتح الباب أمام خريجي الكليات الأزهرية المختلفة للتقدم دون شرط السن وهو ما ساعد في زيادة عدد المتقدمين الي هذه المسابقة. وهو ايضا يطرح عدة أسئلة مهمة منها كيفية استيعاب هذا العدد الكبير من المتقدمين واختيار ثلاثة آلاف إمام فقط من بينهم؟ وماذا سيكون مصير الباقي الذين لن يحالفهم الحظ وهو رقم كبير جدا يصل الي حوالي 63 الفا؟ والأمر الآخر كيف يمكن لخريج مر عليه عشر سنوات أو أكثر علي التخرج ان تأتي به فجأة وتقوم باختباره في القرآن الكريم كاملا ولا ادني شك فقد نسي هؤلاء ما حفظوه لأنهم ببساطة اضطروا للعمل في وظائف بسيطة جداً لتوفير سبل العيش لهم ولاسرهم؟ وأين هو تكافؤ الفرص بينهم وبين الخريج الحديث الذي بلا شك سيكون أكثر حفظا وتذكرا منهم؟ "عقيدتي" انتقلت الي مقر اختبارات الأئمة بمسجد الفتح برمسيس والتقت المتقدمين للوظيفة واستمعت إليهم. يقول أحمد إبراهيم القرش من المنوفية خريج كلية اصول دين جامعة الأأهر: تخرجت في الكلية في عام 2010 وهذه هي المسابقة الأولي التي اتقدم اليها حيث ان المسابقة كانت متوقفة خلال الأعوام الماضية بسبب الاحداث التي مرت بها البلاد. أضاف: العدد المتقدم للمسابقة كبير جدا والمطلوب 3 آلاف فقط وهو عدد صغير مقارنة بعدد المتقدمين. ولا يحقق تكافؤ الفرص وكنا نود لو تم زيادة اعداد المقبولين خاصة وان المسابقة توقفت خلال الاعوام الماضية فكان يمكن دمج الاعداد الخاصة بالسنوات الماضية ويكون عدد المقبولين تسعة آلاف مثلا لأن رقم 3 آلاف قليل جدا خاصة ان الوزارة بها عجز في عدد الأئمة وفي حاجة الي أعداد كبيرة من الأئمة ويمكن زيادة الاعداد لاننا في أمس الحاجة للعمل ونعول أسراً وفي حاجة للاستقرار. طوق النجاة يقول عماد حمدي دحدح خريج كلية لغة عربية جامعة الأزهر من تلا محافظة المنوفية. الاعداد المقبولة قليلة جدا جدا فكيف يتم اختيار 3 آلاف من بين 65 الفا من المتقدمين ويجب زيادة الاعداد رأفة بهذا العدد الكبير من الخريجين الحالمين بهذه الوظيفة والتي تمثل بالنسبة لهم طوق النجاة الأخير. أضاف: معظمنا لا يعمل أو يعمل في اعمال بسيطة وضعيفة جدا لا تتناسب مع مؤهلاتهم ودراستهم لسنوات طويلة داخل اروقة الأزهر المختلفة. ولهذا نطالب الوزير بزيادة الاعداد المقبولة أو الإعلان عن مسابقة أخري خلال الأيام القادمة. ظلم كبير يقول عبدالرحمن محمد عبدالله خريج كلية اصول الدين جامعة الأزهر عام 2004م من المنوفية هناك حقيقة يجب الاعتراف بها وهي انني قد نسيت الحفظ فقد تخرجت من 8 سنوات ولا اتذكر شيئاً رغم انني كنت حافظاً للقرآن الكريم كاملا عند التخرج. أضاف: بسبب عدم التعيين فور التخرج اضطررت للعمل في مجال المعمار وأنا خريج كلية اصول دين حتي اعيش وانفق علي اسرتي فكيف أجد الوقت والمجهود لمراجعة القرآن يومياً حتي اظل حافظاً له. قال يجب ان يكون تعيين الخريجين القدامي بالتكليف لا باختبار فهم تعرضوا لظلم كبير وللعلم فقد تخرجنا علي ايدي اساتذة كبار وكنا نحفظ القرآن الكريم كاملا ولكن تعرضنا لظلم كبير. هل تتصور ان النسبة المطلوب تعيينها هي 1 علي 20 اي إمام واحد من كل 20 متقدماً وهي نسبة مخيفة لنا وتعني ان آمالنا في المسابقة معدومة تماماً. مأساة حقيقية يقول عبدالفتاح موسي عبدالرازق الدغوش من شبين الكوم منوفية طبعا نسيت كل ما كنت احفظه من القرآن الكريم أثناء الكلية وبعد التخرج والسبب انني اضطررت الي العمل في محل دواجن - فرارجي - حتي اعرف اعيش وانفق علي نفسي وعلي اسرتي. فكيف اواظب علي الحفظ والمراجعة. المعادلة في غاية الصعوبة بين توفير لقمة العيش والحفاظ علي العيش. نحن نعيش في مأساة حقيقية ولا أحد يشعر بنا ويدرك ما نعانيه. وهذه المسابقة الأمل الأخير بالنسبة لنا ولكنها أمل معدوم في الوقت نفسه فكيف نتساوي في الحفظ مع الخريجين الجدد. أضاف: نحن نتعرض لظلم كبير ويجب علي المسئولين ان يتدخلوا لحلها فمستقبلنا كله يترتب علي هذه المسابقة. أما عماد مسلم وهو خريج جامعة الأزهر منذ عام 2002 فيؤكد انه قد نسي تماماً ما كان يحفظه من القرآن الكريم بعد ان كان حافظاً له بالكامل. أضاف: تخرجت منذ عشر سنوات فكيف احافظ علي حفظ القرآن الكريم حتي اليوم. وقال أعمل في عمل بسيط في القطاع الخاص وطبعا حتي استطيع توفير لقمة العيش وطبعاً الامتحانات ستكون في صالح الخريجين الجدد ولن تكون في صالحنا ابداً. ونحن نناشد وزير الأوقاف ان ينظر إلينا بعين الرأفة. يقول عماد عمر الإمبابي وهو خريج منذ عام 2002 الثورة لم تصل بعد إلي وزارة الأوقاف فبعد 17 سنة من التعليم بالأزهر اجلس 10 سنوات بلا عمل ثم فجأة تقول لي تعالي وامتحن في القرآن الكريم بعد ان تم اختبارنا أثناء الجامعة وتخرجنا بعد اختبارات شاقة جدا بل واصعب من الاختبارات الحالية ولكن الآن من أين لنا الحفظ والتذكر؟ مسعود عبدالمجيد شريف خريج عام 2001 يقول كنت حافظا للقرآن الكريم كاملا ولكن اضطررت للعمل في اي عمل حتي استطيع ان اعيش وطبعا نسيت القرآن ولكن حضرت وكلي أمل ان يتم النظر إلينا بعين العطف والرأفة بعد ان ضاع مستقبلنا وضاع أملنا في الوظيفة المناسبة لنا. خيري ابوالعلا خريج كلية اصول الدين جامعة الأزهر عام 2005 بتقدير جيد. يقول: تخرجت في الكلية وكنت حافظاً للقرآن الكريم تماماً وخضعنا لاختبارات مكثفة وصعبة حتي تخرجنا ولكن من وقتها ونحن بلا عمل فكيف يكون مطلوب منا حفظ القرآن بعد كل هذه الفترة الطويلة.