رغم مشاعر المرارة التى خيمت على الشارع المصرى فى أعقاب النتيجة المخيبة للآمال فى المباراة مع الأردن وفضيحة الخروج المهين للمنتخب الثانى من دور المجموعات فى بطولة كأس العرب التى تقام بالعاصمة القطرية الدوحة. وبالرغم من موجة الإحباط التى ألمت بجموع المواطنين كرد فعل طبيعى للصدمة والأسى الشديد الذى انتاب الكل نتيجة المستوى البائس الذى ظهر عليه هذا المنتخب غير المعبر على الإطلاق عن مصر ومستواها الرياضى. رغم هذا وبالرغم من ذلك.. فإننى أرى أنه ليس من الحكمة ولا الموضوعية، أن نغرق أنفسنا فى موجات من جلد الذات أو البكاء على اللبن المسكوب. أقول ذلك رغم تفهمى لحالة الإحباط التى أصابتنا جميعا فى أعقاب صدمة الثلاثة أهداف، التى اقتحمت مرمانا فى المباراة مع الأردن،...، وأقوله رغم إدراكى بأننا جميعا كنا نتمنى أن تكون النهاية مختلفة فى بطولة «كأس العرب»، وأننا جميعا كنا نتطلع ونرجو أن يحقق فريقنا بعض وليس كل الآمال المعقودة عليه من جانب الجماهير المصرية. ولكنى أقول أيضا وبوضوح أن الأمنيات وحدها لا تكفى لتحقيق الأهداف المرجوة،...، وأنه فى عالم كرة القدم كما فى كل العوالم الأخرى لا تتحول الآمال والأمنيات إلى حقائق قائمة على أرض الواقع بمجرد الرغبة فى ذلك. والمؤكد أن هذا التحول لا يمكن أن يحدث أو يتحقق لمجرد أننا نتطلع إليه أو نتمنى الوصول إليه،...، بل لا بد من توافر كل المعطيات والأسباب والدواعى والوسائل المؤدية إليه، واللازمة لتحقيقه والكافية لحدوث ذلك التحول،...، وهو للأسف ما لم يكن متوافرا ولا متاحا بالنسبة لهذا المنتخب «الثاني» المشارك باسم مصر فى كأس العرب. وفى ذلك لا بد أن نعترف بأن الكثيرين منا تصوروا بفرط الطيبة أو حسن النية المبالغ فيها، أن النتائج فى المباريات يمكن أن تكون على قدر الأمنيات، وأن الأهداف يمكن أن تعانق الشباك بموجات العواطف الجياشية والدعوات الحارة،...، وهذا بالطبع ليس صحيحا على الإطلاق للأسف. ولكن على الرغم من ذلك كله، فإننى أرى أننا يجب ألا نسمح لمشاعر الغضب والإحباط وردود الفعل الساخطة التى تملكتنا جميعا جراء ما جرى وما كان من هذا المنتخب الثانى، أن تقودنا إلى ضباب الرؤية وغياب الثقة والاستغراق فى جلد الذات.. وفى يقينى أنه من الخطأ تصور، أن هذه الواقعة هى التعبير الصحيح والدائم لوضع وقيمة مصر على الخريطة الرياضية لكرة القدم العربية، أو أنها تمثل نهاية المطاف لنا فى عالم كرة القدم العربية،...، ذلك تصور خاطئ وغير صحيح بالمرة. وفى يقينى أيضا أن من الخطأ تصور أن تلك الواقعة المؤسفة رغم مرارتها الشديدة هى خاتمة المشوار المصرى على طريق التواجد والحضور فى الميدان الرياضى العربى فى كرة القدم.