لاتزال العلاقات صعبة بين البابا بنديكتوس السادس عشر والمسلمين رغم كل الجهود لاعادة الثقة بعد تصريحاته المثيرة للجدل التي ادلي بها عام 2006 واستشهد فيها بأقوال امبراطور بيزنطي حول الإسلام والعنف. ومع تنديده ب¢العنف غير المقبول¢ الذي ترافق مع تظاهرات مناهضة لفيلم مسيء للإسلام. أدان الناطق باسم الكرسي الرسولي فدريكو لومباردي ¢الاستفزازات¢ بحق المسلمين في إشارة إلي هذا الفيلم الذي كان وراء الهجوم علي القنصلية الأمريكية في بنغازي ما ادي إلي مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين. وفيما نجح البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في اقامة علاقة ثقة واحترام مع المسلمين. فان البابا بنديكتوس السادس عشر لا يحظي بنفس الشعبية. ومن غير المتوقع ان تنزل حشود من المسلمين لاستقباله خلال زيارته إلي لبنان خلافا للحماسة التي كانت تلف مجيء البابا يوحنا بولس الثاني. وقد شكل ¢الربيع العربي¢ مرحلة صعبة للمسيحيين. لا سيما وانه مع ظهور المطالب الديموقراطية ظهرت بعض القوي الإسلامية التي تستخدم خطابا يراه بعض المسيحيين غير مريح لهم. ومنذ التدخل الأمريكي في العراق عام 2003. غالبا ما يتم تقديم المسيحيين من قبل هذه القوي علي أنهم اتباع الامبريالية الغربية. وفي 2006 اثار البابا بنديكتوس السادس عشر في جامعته القديمة رجنسبورج خلال زيارة إلي مسقط راسه في ألمانيا. موجة احتجاج كبري حين استذكر مقطعا من حوار دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي و¢فارسي مثقف¢. إذ يقول الامبراطور للمثقف ¢أرني ما الجديد الذي جاء به "النبي" محمد. لن تجد الا اشياء شريرة وغير انسانية مثل امره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف¢. وثارت بعد ذلك ضجة كبري في العالم الإسلامي والفاتيكان. وبعد شهر علي الخطاب. وجهت 38 شخصية مسلمة رسالة مفتوحة إلي البابا بهدف ¢التوصل إلي تفاهم متبادل¢. وهذه المبادرة وسعت عام 2007 مع رسالة جديدة من 138 شخصية من 43 دولة. لكن الجرح لم يندمل رغم تصريحات البابا المهدئة وجهود الكاردينال جان-لوي توران مسئول الفاتيكان للحوار بين الاديان. وعادت التوترات لتظهر في يناير 2011 حين دفعت ادانة البابا للاعتداء علي الكنيسة في الإسكندرية "21 قتيلا" بجامع الازهر إلي تجميد علاقاته مع الفاتيكان. وبحسب اوساط مطلعة علي شئون الكرسي الرسولي فان البابا ارتكب هفوة كبري في رجنسبورج لكنه اراد الاضاءة علي نقطة حساسة جدا وهي العلاقة بين الدين والعنف في وقت تدعو فيه تيارات جهادية من الإسلام علنا للعنف. وقال البروفسور جيوفاني ماريا فيان مدير صحيفة اوسيرفاتوري رومانو لوكالة فرانس برس ¢مع رجنسبورج. ظهرت تحديات المسالة: يجب التصدي لاستخدام الدين لغايات عنف¢ بغض النظر عن ماهيتها. وفي اسيزي. خريف 2011 وأمام مسئولين دينيين من العالم اجمع. تطرق البابا مجددا إلي مسالة العنف باسم الله متحدثا عن ¢قساوة¢ الارهاب التي ¢تساهم في تدمير¢ الدين معبرا ايضا عن ¢خجله¢ من اعمال العنف التي ارتكبها المسيحيون في زمن بعيد. ومن رغنسبورغ وفي زياراته إلي افريقيا أو الشرق الاوسط. أدلي البابا بتصريحات ايجابية جدا حول الإسلام المعتدل الذي يشكل غالبية مؤكدا علي ضرورة التعايش بين الأديان السماوية.