يشكو أساتذة جامعة الأزهر بفرع البنات وفروع جامعة الأزهر بالأقاليم احتكار أساتذة الكليات الشرعية بالدراسة للدراسات العليا "تدريس ووضع امتحانات" وحرمانهم من ذلك واعتبروا ذلك احتكارا للعلم غير مقبول وتقليلاً من شأنهم وتشكيكا في قدراتهم وطالبوا الجامعة بإنصافهم ومنحهم حقهم في تدريس الدراسات العليا ووضع الامتحانات وفي السطور القادمة آراؤهم. أكدت الدكتورة آمال ياسين استاذ الفقه بجامعة الأزهر علي أن الدراسات العليا بجامعة الأزهر ما هي إلا فوضي عارمة فهي تتمركز في ايدي اساتذة الكليات الشرعية للبنين بالدراسة ويحرم منها اساتذة فرع البنات واساتذة المواد الشرعية بالاقاليم .. فهذا احتكار للعلم نرفضه شكلاً وموضوعاً وتقليل من شأن وهيبة كل اساتذة المواد الشرعية بباقي فروع جامعة الأزهر. وأضافت : هذا الاحتكار لم يأت من فراغ كما أن اقبال طلبة الدراسات العليا علي اساتذة الدراسة جاء بسبب قيام هؤلاء الاساتذة دون غيرهم بوضع أسئلة الامتحانات وإذا ما طلب منا وضع نماذج امتحانات يتم تجاهلها ونفاجأ بأسئلة مغايرة عنها تماماً وهذا السبب الرئيسي في عزوف طالبات الدراسات وحضور محاضراتنا. واستطردت : لا تقوم لجامعة الأزهر قائمة طالما أن أصحاب العقول المتحجرة مازالوا قابعين في أماكنهم يحقرون من شأن مَنْ يريدون ويرفعون شأن أصحابهم وذويهم .. فنحن اساتذة وحاصلون علي أعلي الدرجات العلمية فلماذا هذا التقليل من شأننا والتعامل معنا بهذه الدونية وان كان للجامعة مبرر في ذلك وهو ما يشاع أن هناك بعض الاساتذة بالاقاليم يمنحون طلبة وطالبات الدراسات العليا تقديرات عالية لا يستحقونها فهي تقدر علي ايقاف هذا الهرج لا أن تأخذ الصالح في الطالح وتجعل الطلبة ينظرون إلينا نظرة دونية كما أنها بهذا تنفرنا من البحث العلمي وتحول بيننا وبين الابداع والتميز. ووافقها الرأي الدكتور محمود مهني نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع أسيوط سابقاً قائلاً : احتكار اساتذة الدراسة بالقاهرة للدراسات العليا انتقاص من حق وهيبة علماء الاقاليم الذين تتلمذوا علي أيدي كبار العلماء واليوم جامعة الأزهر تشكك في قدراتهم وعلمهم وخلقت أزمة ثقة بينهم وبين الطلاب فصار استاذ القاهرة هو العالم الأوحد وما دونه لا يعرف شيئاً .. لذا نطالب بعودة الدراسات العليا جملة وتفصيلاً وتدريساً ووضع أسئلة وامتحانات شفوية بفروع جامعة الأزهر. أضاف : مركزية الدراسات العليا يكبد طلبة الأزهر الذين هم في الأساس من الفقراء والمساكين تكاليف باهظة وهذا ما جعلهم يعزفون عن الدراسات العليا سواء البنون أو البنات وهنا تكمن الخطورة مع مستقبل جامعة الأزهر .. لذا لابد من إعادة النظر في هذا الموضوع. من جانبه قال الدكتور إبراهيم الهدهد عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر : الغرض من توحيد الدراسات العليا بين طلبة جامعة الأزهر هو تحقيق العدالة وتوفير مبدأ تكافؤ الفرص وليس كما يقال احتكار للعلم أو تعظيم لشأن اساتذة القاهرة وتقليل من شأن باقي الاساتذة .. لكن شكوي البعض من هذا ليست في محلها. وأشار الدكتور صابر طه عميد كلية الدعوة الاسلامية بجامعة الأزهر إلي أن الجامعة تنوي انهاء هذه الحالة من البلبلة والشد والجذب حول الدراسات العليا وذلك باتخاذها قراراً بإنشاء كلية الدراسات العليا وتشمل كل الفروع والأقسام بالقاهرة ثم كلية اخري بالوجه البحري وثالثة بالوجه القبلي. وأضاف : ليس عدم وجود هذا الأمر بفرع البنات أو بفروع الجامعة بالاقاليم نوع من الاحتكار كما يقول البعض لأننا نكن كل الاحترام لكل اساتذة جامعة الأزهر وهذه المركزية وتوحيد الأسئلة شئ طيب ورقي بالعملية التعليمية.