قال الله تعالي: "يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامي والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم". سورة البقرة آية "21" روي ابن عباس رضي الله عنه أن عمرو بن الجموح وكان شيخا كبيرا ذا مال كثير توجه إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يسأل ماذا ننفق من أموالنا؟ وأين نضعها؟ فنزلت الآية تعين له مواضع البذل وهم الأب والأم والأقارب والمستحقون واليتامي والمساكين والمسافرون. كما أخرج بن جريح عن ابن جريح قال: سأل المسلمون رسول الله صلي الله عليه وسلم: أين يضعون أموالهم فنزلت "يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير".. الآية وقد بينت الآية وجوه الانفاق مرتبة متدرجة الأهم فالمهم الأقرب فالقريب الأول ثم الذي يليه.. وكما جاء في الحديث الشريف "أمك وأباك وأختك وأخاك هم أدناك فأدناك. كما روي جابر بن عبدالله الأنصاري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لرجل يسأله عن من يتصدق: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول". وهكذا الإسلام يعلمنا ألا نقدم علي عمل صغر أو كبر إلا بعد أن نستبين ونستظهر حكم الإسلام فيه. وأن الاية الكريمة إذا رتبت وجوه الانفاق وفئات المتلقين للنفقة.. وقد راعت الميول الفطرية والمشاعر الإنسانية والاستعدادات الذاتية فقدمت الأهم علي المهم في يسر ليس فيه عسر وفي تلطف دون تعسف ذلك أن الإنسان السوي إنما تتجه عواطفه أول ما تتجه نحو والديه ثم إلي أقاربه ثم المحتاجين من الناس فكان الترتيب القرآن مبهرا في واقعيته مؤثرا في إنسانيته حين يبدأ بالوالدين ثم ثني بالأقربين استجابة للالتزام وصلة الأرحام وتحقيقا للتكافل والترابط العائلي ثم وسع من دائرة التراحم والتعاطف والتكافل والتكامل.. لتشمل كل محتاج من أفراد المجتمع.. من صغير ضعيف كسير الجناح كاليتيم أو المسكين.