يقول الله جل وعلا فى كتابه العزيز (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل، وما تفعلوا من خير، فإن الله به عليم) ويقول أيضاً (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذى القربى اليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم)، وفى البخارى عن سهل بن سعد رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا"، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى، وأى منزلةٍ أفضل من ذلك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك"، وهذا باب خير فتحه الله، فمن كانت عنده استطاعة، فليبادر إلى فعل الخيرات. ظهر فى الأونة الأخيرة أناس قرروا أن يمنحوا الأيتام وطن الأمان، وأن يهبوا قلوبهم الحياة، فامتدت أيديهم نحوهم ترعاهم وتسقى جفاف أيامهم بقطرات الحنان والعطاء، آمنوا أن إسعاد اليتيم لا يكون بالكلام فقط، بل يتعداه إلى حيز التنفيذ، حيث الكفالة والرعاية، وأيقنوا أن كفالة اليتيم لها مذاق خاص وبحر خير لا ينضب. لعظمة شأن اليتيم، ذكره الله سبحانه وتعالى فى آياته الكريمة 23 مرة، وهو دليل عظيم على أن من يقوم بكفالته له أجر لا نظير له، خاصة أنه يرسم البسمة على وجه اليتيم ويكون مكان والده، ويحسن إليه، ويمسح رأسه، ويطيب خاطره. كفالة اليتيم، هى الشىء الذى لا نظير له، أى أن أجر كافله ليس له نظير على الإطلاق، فضلاً عن البركة الذى يجعلها الله له، والخير الذى يعمه ويحل به جزاء كفالته اليتيم. ونستشهد جميعاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير بيت المسلمين هو بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت المسلمين هو بيت فيه يتيم يسىء إليه"، وشجع المسلمين على كفالة الأيتام فى يومهم العربى المقرر الجمعة المقبلة. إن كفالة اليتيم تزود الرزق فى الدنيا والآخرة، حيث بشر النبى صلى الله عليه وسلم من أحسن إلى اليتيم ولو مسح رأسه ابتغاء وجه الله، بحسنات كثيرة، وقال: "من مسح رأس يتيم لم يمسحه، إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو فى الجنة كهاتين، فقد شكا رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فأوصاه أن يمسح رأس اليتيم". ويوم اليتيم هو اليوم الذى يكرم فيه الأيتام وتنظم فيه العديد من الأنشطة الترفيهية والاجتماعية للأيتام، وهو يوافق يوم الجمعة الأول من شهر أبريل فى مصر. وترجع فكرة تأسيس هذا اليوم فى مصر إلى عام 2004 بدعوة من دار الأورمان للأيتام لعمل حملة قومية لمساعدة الأيتام لتوعية الناس برعايتهم، فهيا بنا جميعاً مساعدتهم والوقوف بجانبهم حتى يقف الله بجوارنا جميعاً.