لمصلحة من هذا الدمار والخراب والقتل الذي حدث الأيام الماضية خاصة يومي الجمعة والسبت والتي شهدت سقوط 10 قتلي و500 مصاب علي الأقل؟ من المستفيد من زعزعة الأمن والاستقرار في مصر وهي علي أول سلمة وأول خطوة حقيقية لتطبيق الديمقراطية من خلال الانتخابات البرلمانية النزيهة التي تشهدها البلاد؟ ومن وراء خلق هذه الأزمة القاتلة بين الشعب والجيش بعد ملحمة عظيمة وتوافق وانسجام شعبي طوال أيام الثورة مما جعل العالم كله يشهد للقوات المسلحة وبعد أن كانت شعارات وهتافات ثوار التحرير الشعب والجيش إيد واحدة أصبحت الهتافات الآن ضد الحكومة والجيش. هذا المشهد الحزين الدامي يتكرر كل فترة فمنذ أسابيع قليلة كان في شارع محمد محمود قتلي ومصابين من الثوار علي يد الشرطة والأن شارع مجلسي الشعب والشوري ومجلس الوزراء عشرات من القتلي ومئات من الجرحي والمصابين. أحداث دامية وعنف وضرب واعتداء علي المعتصمين وحرق خيامهم وسحل الشباب والفتيات في الشوارع حتي الفتيات تم سحلهن وضربهن بصورة بشعة وللاسف الشديد العالم كله شاهد هذه المهزلة. ومن المشاهد المحزنة التي رأيتها علي مواقع النت وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية بعض الجنود والضباط وهم يسحلون فتاة في الشارع ويضربونها بأرجلهم في أماكن حساسة مما أدي إلي تعرية جسدها العلوي بالكامل دون مراعاة أو احترام لعورة جسد هذه الفتاة التي أمرنا الله تعالي بأن نصونه ونحفظه وليس إهانته!! لا أجد مبرراً قويا لاستخدام الأمن القوة المفرطة مع الثوار والمعتصمين واستخدام الرصاص الحي في قتلهم ومنهم طفل صغير لم يتجاوز عمره 15سنة وشاب طبيب كان يسعف المصابين وشيخاً عالماً من دار الافتاء فضيلة الشيخ عماد عفت رئيس إدارة الحساب الشرعي نحتسبهم جميعاً هم وغيرهم شهداء عند الله أحياء يرزقون. ومع هذا فأنا لا أبرر ما قام به البعض من حرق المنشآت والمصالح العامة خاصة المجمع العلمي رداً علي اعتداء الأمن عليهم .. وأطالب الجميع بالامتثال للحكمة والهدوء حتي تمر هذه الأزمة بسلام وحتي لا يقتل المصري أخاه المصري. كما أطالب المجلس الأعلي للقوات المسلحة والنائب العام ووزارة الداخلية بفتح التحقيق في مقتل الثوار وتقديم الذين قتلوا أبناءنا بالرصاص الحي للمحاكمة العاجلة.