حد فاهم حاجة.. طيب اللي فاهم أرجوه يفهمني.. ويفهم الناس اللي مش فاهمة زيي. آسف لأنني أتحدث بالعامية.. لكني لا أجد كلمات تعبر عما أشعر به بعد الكارثة الجديدة التي نعيشها وهي كارثة شارع قصر العيني أو مجلس الوزراء أو المجمع العلمي وهي الكارثة التي جاءت بعد يومين من موقعة الحواوشي. كارثة عملية تحرير منطقة مجلس الوزراء من بعض الشباب المعتصمين ذكرتنا علي الفور بنفس الكوارث المشابهة.. في موقعة الجمل والعباسية وامبابة والبالون وماسبيرو ومحمد محمود. نفس البداية الغبية في التعامل من الطرفين.. نفس التطور السريع للأحداث.. كل هذا مع اختلاف عدد الضحايا.. والذي يقال دائما انهم قتلوا من طرف ثالث. غباء المواجهات بين المتظاهرين والشرطة أو الجيش يجعلنا نعتقد أنه ليس هناك في البلد من يستطيع أن يواجه أزمة.. نحن نخلق الأزمات فقط ولكننا لا نملك القدرة علي مواجهتها.. هذه المشاهد جعلتنا نكره الدنيا وما فيها. نحن مع حق المواطنين في التظاهر.. وحرية التعبير والاعلان عن اي مطالب مشروعة.. ولكننا لسنا مع هذا الحق اذا امتد الي الفوضي والضرب والحرق. نحن أيضا مع احترام هيبة الدولة وحقها في فرض الأمن والنظام العام ومواجهة أي خروج عليهما.. ولكننا لسنا مع قتل الأبرياء واصابة الشباب المسالم وسحل الفتيات وتعريتهن وضربهن علي مرأي ومسمع من العالم كله. الموقف حقيقة غير مفهوم.. علي الاقل بالنسبة لي.. ولكن يبدو أنه غير مفهوم للكثيرين.. الصور والمشاهد التي رأيناها تقول أن قوات من الشرطة والجيش استخدمت القوة المفرطة ضد المعتصمين وقتلوا منهم عددا كبيرا برصاص حي ولا تقل لي هذه المرة أيضا أن من قتلهم مجموعة اندست بينهم.. فاذا كان هذا صحيحا فالكارثة أكبر والعذر أقبح. كما رأينا شبابا يضرب ويحرق ويدمر وهذا لا يتفق ابدا مع صورة الثوار الذين ظهروا في التحرير في 25 يناير واختفوا في 11 فبراير. حقيقة أنا لا أفهم الأسباب التي حولت احتفالية الانتخابات إلي كارثة حقيقية علي مصر كلها.. وما زلت أصر علي أن من يفهم لابد أن يفهمنا..