ستظل هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم علامة مميزة لانتصار الإسلام والمسلمين وهي علامة فريدة ومضيئة في تاريخ المسلمين. ولذا ألهم الله فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب بأن جعل هذا الحدث الجلل بداية للتقويم الهجري وهي ليست فراراً ولا جبنا بل انتصار وصدق الله العظيم حيث يقول : "ألا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم" [سورة التوبة]. ولنا في هجرة المصطفي صلي الله عليه وسلم العظة والعبرة حتي تكون نبراسا لنا في الحياة حيث وضعت الهجرة كما يقول الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأساس لبناء أمة عظيمة ستظل باقية إلي يوم القيامة. والحق أن هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم نستلهم منها الكثير والكثير من العبر والدروس العظيمة ومنها: 1 أن لكل شيء سبباً فالنجاح له أسباب والفشل له أسباب. ورسول الله صلي الله عليه وسلم قد اتخذ كل الأسباب الموصلة إلي النجاح فتمت الهجرة بنجاح منقطع النظير. 2 الفدائية والتضحية من أجل نصرة الإسلام ونصرة رسول الإسلام صلي الله عليه وسلم وستظل فدائية وشجاعة علي بن أبي طالب "رضي الله عنه وكرم الله وجهه" موضع فخر واعتزاز لكل مسلم حيث ينام مكان النبي صلي الله عليه وسلم وهو يعلم أن الموت محيط به وصدق الله العظيم حيث يقول : "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" [سورة الأحزاب]. 3 الصداقة الحقيقية تتضمن معني البذل والتضحية. وقد تجلت الصداقة في أروع صورها في الصديق أبي بكر الذي ضحي بكل ما يملك من أجل صحبة الرسول صلي الله عليه وسلم في هجرته. وهذه الصداقة باركتها السماء وزكاها الحق جلا وعلا في قوله : "الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" [سورة التوبة]. عبدالواحد عبدالعزيز عبدالواحد مدرس أول اللغة العربية