غريب أمر دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي تماما مثلما هو غريب أمر الولاياتالمتحدةالأمريكية والمجتمع الامريكي .. بالرغم من حالة الشعور بالقوة والسيطرة علي كل شيئ إلا أن هناك حالة من القلق التي تصل إلي درجة الرعب أحيانا تسيطر علي كثير من الأوساط في الدولتين والمجتمعين.. إسرائيل.. الدولة التي لا يتعدي عمرها الستين عاما إلا بقليل والتي أصبحت القوة المسيطرة علي مقاليد الأمور في الشرق الأوسط وتستطيع أن تصل إلي ما تريد دائما ولديها قناعة تامة أنه لا يوجد من يستطيع أن يرغمها علي أي شيئ لا تريده أو يمكن أن يقف في وجه طموحاتها ورغباتها وتمتلك أكبر قوة عسكرية حديثة ويعتبرها الكثيرون تلك حقيقة سادس أو سابع قوة نووية في العالم ولا تتوقف لحظة عن تدعيم هذه القوة .. إسرائيل هذه تشعر ويشعر شعبها بالقلق من المستقبل. يحدث هذا بالرغم من أن من تعتبرهم أعداءها والذين من المفترض أن تخشاهم ليسوا إلا جماعات ودول متفرقة متناحرة وأحيانا متقاتلة فيما بينها ومتشاحنة علي أحداث مباراة في كرة القدم أو علي الريادة في بعض الفنون ويتنابذون بالمكانات الوهمية.. والذين يمتلكون منهم بعض الثروات ينظرون إلي إخوانهم نظرة توجس وخوف وأحيانا نظرة تعالي وإحتقار ودائما ما يتصرفون علي أساس أن إخوانهم يريدون نهب ثرواتهم وإن قدموا لهم شيئا دائما ما يتبعونه بالمن والأذي. هذا هو حال من يمكن أن تخشاهم إسرائيل .. فلماذا القلق والرعب من المستقبل وكثرة الحديث عن نهاية دولة إسرائيل .. هل هو إحتراز وتأهب دائم لردع أي محاولة أو سعي للوقوف ضد أطماعها ممن تراهم أعداء لها أم أن هناك ما هو أكثر من ذلك؟! الإجابة علي هذا السؤال من داخل إسرائيل نفسها ومن تركيبة المجتمع الإسرائيلي وتحليلات الخبراء حول هذه التركيبة والأهم من ذلك الإيمان العميق لدي كثير من الإسرائيليين بما جاء في كتبهم الدينية وتفسيرات رجال الدين لها والذين يعتبرون أن تجمع اليهود فيما أطلقوا عليه أرض الميعاد وقيام دولة إسرائيل نذير شؤم يحمل في طياته نهاية هذه الدولة ولمزيد من التفاصيل لنقرأ الخبر المنشور علي الصفحة المقابلة!! هل يمكن أن يبرر ما سبق حالة القلق الإسرائيلي من المستقبل ؟!! نأتي إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية القطب الواحد المسيطر علي مقاليد الأمور في العالم كله .. الدولة العظمي التي لم يتعد عمرها الأربعة قرون والتي تمتلك أكبر قوة عسكرية وإقتصادية عرفها التاريخ .. ما الذي يمكن أن تخشاه أمريكا ويخشاه الشعب الامريكي؟ إنه نفس ما ذكرت حول إسرائيل وشعبها .. لا يوجد عدو خارجي يمكن أن تخشاه أمريكا والشعب الأمريكي علي كيانها ووجودها ولكنها نفس الاسباب التي عبرت عنها السينما الأمريكية في كثير من أعمالها والتي يتنبأ فيها صناع السينما الأمريكية بالكثير من الكوارث الطبيعية والكونية ويقدمون فيها الحلول التي يرون أنها الوسيلة المتاحة لمواجهة هذه الكوارث. ولعل هناك من لا يعلمون أن كثير من الأفلام التي قدمتها السينما الأمريكية مأخوذ من الفكر الديني الأمريكي الأصولي ومستوحي من الأساطيرالدينية لأصحاب هذا الفكر. كتبت الكلمات السابقة للوصول مع القارئ العزيز إلي إجابة عن سؤال محدد حول الطبيعة البشرية التي مهما بلغت قوتها ووصلت الي أعلي مراتب التقدم والزهو بالنفس التي تظن أنها امتلكت وسيطرت تظل حتي النهاية مدركة أن ما تفعله من أفعال وما ترتكبه من جرائم معلق في أعناقها وسوف يأتي يوم تعاقب فيه علي أفعالها من صاحب الخلق والأمر.