أستعيد بفخر أقوال الشيخ د. محمد العريفي المفكر السعودي الكبير، وسعدت في شأن مصر الجميلة بثنائه المخصوص علي نسائها من أول السيدة هاجر المصرية إلي ماريا القبطية إلي المعززة بالقرآن السيدة مريم العذراء التي وطأت أرض مصر مع وليدها عيسي عليه السلام طلبا للأمان. والتاريخ المصري حافل بنماذج مشرقة ومشرفة لنساء عظيمات أشهرهن أم المصريين صفية زغلول والسيدة هدي شعراوي وأخريات كثر طمسهن الغزو الذكوري للمجتمع الذي سلبهن حقوقا كثيرة ناضلن من أجل استعادتها وهي أصيلة ونابعة من الدين والشرائع السماوية، إلا أن نوايا التضليل الدؤوب وتأويل النصوص علي غير حقيقتها أطال أمد الكفاح النسائي إلي القرن الحالي الذي شهدت فيه نساء دول شقيقة وأجنبية حصولا مشرفا علي حقوق اجتماعية وسياسية لم تنلها نساء مصر رغم كفاحهن الطويل لاكتسابها وذلك للتيارات الذكورية المضادة لنهضة نساء مصر والتي تجيد سحقهن بالتحريم المطلق لكل ما يصدر عنهن! ومؤخرا، قام العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعيين ثلاثين سيدة في مجلس الشوري السعودي وهن بذلك يمثلن عشرين بالمائة من عدد أعضاء المجلس وهو تمثيل محترم يعكس اعتداد الدولة السعودية بالمرأة وإيمانها بدورها الحيوي في الحياة، أما في مصر فبالكاد تصل نسبة النساء الممثلات في البرلمان المصري إلي اثنين بالمائة فقط! بينما في برلمانات أخري عالمية ترتفع هذه النسبة مثل هولندا وألمانيا اللتين تصل نسبة تمثيل النساء فيهما إلي ثلاثين بالمائة داخل البرلمان وفي فرنسا تصل النسبة إلي إحدي عشرة بالمائة وفي اليابان عشرة بالمائة أما في نيكاراجوا فترتفع النسبة إلي أربعين بالمائة وهي نسبة مرتفعة تكاد تصل إلي منتصف أعضاء البرلمان هناك وهو ما يعكس إيمان المجتمعات المتطورة والناهضة بأهمية دور المرأة في تفعيل التقدم وإثراء الحياة بجوانب مضيئة ومعرفة تزيل العتامة عن نصف المجتمع المنسي. وفي كل مجتمع، يدافع كل عنصر عن حقوقه.. وخفوت صوت المرأة في البرلمان يعني وأد ملايين النساء المسحوقات بالتسلط الذكوري الذي يري في المرأة وعاء للإنجاب ولا يري قهرها المجتمعي من أجل إعالة الأسرة في غياب الزوج بالطلاق أو البطالة أو الموت وهو فصيل معروف باسم المرأة المعيلة التي يدرك أمورها ومتاعبها النساء الخبيرات بأمور أخواتهن في التعاسة ولا تجدن من يضعهن تحت مجهر المجتمع لأن تمثيل المرأة في البرلمان المصري مخجل!