قال تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للصحفيين إن المرأة تعاني تميزا في الصحافة العربية سواء في الوصول للمناصب القيادية في التحرير أو علي مستوي التمثيل النقابي مشيراً إلي أن مصر إحدي تلك الدول فهل الصحفيات يعانين تمييزا في الصحافة المصرية؟! فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي لسان حال حزب التجمع تري أن التمييز السلبي ضد المرأة علي أساس الجنس واقع حقيقي لا يحتاج للاتحاد الدولي للصحفيين لكي يقره، فالصحفيات يعانين تمييزا كل يوم في الصحف القومية والحزبية والخاصة باستثناء الأهالي باعتبارها تنتمي لحزب تقدمي ينظر باحترام عميق لدور المرأة. وأشارت إلي أن نسبة تمثيل المرأة في المناصب القيادية في الصحف تكاد تكون منعدمة بما لا يتواءم مع نسبتهن في القاعدة الصحفية ضاربة المثال بخلو مجلس نقابة الصحفيين من التمثيل النسائي والاقتصار علي زميلة واحدة في الدورة القائمة من بين 12 عضواً بالمجلس الذي انتخبته الجمعية العمومية لافتة إلي أن نفس الوضع يتكرر في مجلس إدارة نقابة عمال الصحافة والذي يشمل 40٪ من أعضاء الجمعية العمومية صحفيات دون تمثيل. وأشارت إلي أن التمييز يتواجد أيضا في اتحاد الصحفيين العرب الذي يضم زميلة واحدة في أمانته العامة وهو ما وصفته بالواقع المؤسف وحملت المسئولية ليس فقط للجماعات الرجعية والأصولية التي هيمنت علي الحياة الفكرية ولكن أيضا علي تقاعس الحركة الديمقراطية والنسائية مما سمح للمد الأصولي بأن يسيطر علي المجتمع المصري وحركة الصحفيات انفسهن في التكاسل عن بذل جهود إضافية ليكون تمثيلهن في المناصب القيادية عادلا. ولفتت إقبال بركة رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا إلي أن المرأة اصيبت بعقدة نفسية دفعتها للتخاذل عن اتخاذ خطوات جديدة واكتفت بما وصلت إليه لاعتقادها أن زملاءها لن يختاروها وزميلاتها سوف يتخلين عنها وهو ما يحول دون وصولها للمناصب القيادية الأعلي هذا مع التأكيد علي تأثير طبيعة المجتمع الذي تسوده روح عامة تستنكر علي المرأة تولي اية مناصب عليا وفي مقدمتها التمييز الذي كرسه مجلس الدولة موضحة أن هذه الأمور هي السبب في تضاؤل نسبة وصول الكوادر النسائية للمناصب العليا في المؤسسات الصحفية مثل السنوات الماضية. وأكدت وفاء الشيشيني نائب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة أن المرأة تعاني من تمييز شديد خاصة في المناصب القيادية العليا مثل رئيس التحرير ومدير التحرير وأن فرصتها تصل إلي واحد في المليون وسط النظرة الذكورية المسيطرة علي المجتمع والتي تظهر فيما قد يشعر به الرجال من غضاضة في حال تولي المرأة الرئاسة في إحدي المؤسسات الصحفية إيماناً بمبدأ إن الرجال قوامون علي النساء. وقالت إن السبب الرئيسي في انتشار هذه النظرة خضوع المجتمع تحت تأثيرالجماعات الإسلامية المتطرفة لما يزيد علي 52عاماً والتي ساهمت في تحويل المرأة إلي شخص يهين نفسه بابتعاده عن القراءة والاطلاع والتركيز في الاستماع للشيوخ الجدد المتطرفين الذين ينتمي أغلبهم للمذهب الوهابي مما يكرس احساسها بالدونية إلي جانب الرجل لاعتمادها علي استقاء ثقافتها الدينية من مجموعة من الشيوخ ليس لديهم أي مصداقية أو كفاءة علمية أو دينية. وتري الشيشيني أن اقتصار تمثيل المرأة بمجلس نقابة الصحفيين علي واحدة فقط نابع من التمييز علي أساس الجنس في التصويت من الصحفيات انفسهن وذلك لعدم ثقتهن في قدرة المرأة علي العطاء في ظل بعض الظروف القاسية، مشددة علي أن عبء تغيير هذه النظرة يبدأ من المرأة نفسها من خلال تكثيف نشاطها الثقافي والسياسي والاجتماعي لمضاعفة عدد النماذج المشرفة في الساحة الصحفية ونبذ أي احساس بالدونية من خلال الثقة بالنفس والقدرة علي التمييز وإجبار المجتمع علي احترام حقوق المرأة والقضاء علي أي نظرة تمييز. وتري عبير سعدي صحفية بالأخبار وعضو مجلس نقابة الصحفيين أن التمييز يتضح في الصحف اليومية بشكل مضاعف عن الصحف الأسبوعية المتخصصة والتي نجد لها مثالاً ناجحاً بالصحفية فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي الحزبية لسان حال حزب التجمع وهو ما اعتبرته انتصاراً للمرأة يحتم ضرورة التركيز علي تحقيق انتصار مماثل في الصحف اليومية، مشيرة إلي أن التمييز النوعي يظهر أيضاً في بعض الأقسام بالصحف مثل القسم الخارجي الذي غالباً ما تواجه فيه المرأة محاولات دائمة للتهميش لطبيعته التي تحتاج إلي السهر لأوقات متأخرة من الليل كذريعة وحجة للتقليل من شأنها هذا بالإضافة للصورة النمطية للمرأة التي تعمل الدراما التليفزيونية علي ترسيخها في وعي الجيل الجديد لتؤثر في وجدانه ووضعها في مراتب متأخرة عن الرجل. كما أوضحت سعدي أن هناك تراجعاً واضحاً في نسبة تمثيل المرأة بمجلس نقابة الصحفيين لوجود بعض العبارات المضللة التي يستخدمها البعض في ظاهرها الرحمة وفي باطنها التمييز مثل الحديث عن مقعد المرأة داخل النقابة، وهي محاولات تحديد كوتة نسائية غير موجودة علي أرض الواقع. وقال نبيل زكي رئيس تحرير الأهالي السابق إن الصحفيات يعانين ظاهرة التمييز مضيفاً: والدليل عدم تولي أي امرأة رئاسة تحرير إحدي الصحف القومية الكبري أو حتي موقع نقيب الصحفيين رغم وجود كوكبة من الصحفيات الناجحات علي مر السنين مثل أمينة السعيد والسيدة روزاليوسف، لافتاً إلي إن ذلك ليس بسبب نقص الكفاءات النسائية، ولكن لاعتياد الرجال أن تكون القيادة دائماً ذكورية طبقاً للمنطق الذكوري، المسيطر علي المجتمع من بعض الشخصيات ذوي التفكير الرجعي وعدم المساواة بين الرجل والمرأة ولمعاناته من التأثر بموجات التطرف الديني أن تتحول في كثير من الأحيان إلي نوع من الإرهاب الفكري.