هل تعاني الزميلات في الصحافة المصرية تمييزًا علي أساس النوع يحول دون وصولها إلي المواقع القيادية في الصحف وعضوية مجلس نقابة الصحفيين؟ تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للصحفيين زعم وجود تمييز ضد المرأة في الصحافة المصرية مستدلاً علي ذلك بأن نسبة المرأة في عضوية نقابة الصحفيين تصل إلي 48 ٪ من اجمالي الجمعية العمومية ومع ذلك عدد من يشغلن المواقع القيادية محدودة للغاية اضافة إلي أن مقعدًا واحدًا تشغله الزميلة عبير سعدي في مجلس النقابة الذي يضم 13 مقعدًا. واللافت أن الزميلات المتحدثات في التحقيق المنشور بذات الصفحة من صحافة وصحيفون استدلوا بنفس المعيار وهو شغل زميلة فقط لعضوية مجلس النقابة ومع دعمي لحق المرأة في تولي جميع المناصب القيادية شريطة أن تمتلك الكفاءة، وايماني اليقيني بأن التمييز في المجتمع المصري لا يقتصر علي النوع بل يعانيه الذكور والإناث في عدد ليس قليلا من المواقع ومنها الهيئات الفضائية التي يشغل فيها الموقع صاحب الصلة بأعضاء تلك الهيئات وتجاهل صاحب المستوي الاجتماعي الأقل وأن كان الأكثر كفاءة علمية من أقرانه فإنني لا أتفق مع من يري أن تمييزًا يمارس بحق الزميلات علي أساس النوع. والسبب في اعتقادي هو أن المرأة السبب الرئيسي في غيابها وليس النظرة الذكورية، ففي ظل انغلاق المجتمع في عهد سابق شاهدنا نماذج تمكنت من غرس أقدامها في تربة الحياة العامة، ومنهن من لا يمكن للتاريخ أن يتجاهلهن، وهنا أذكر نماذج في العمل الصحفي ونقابة الصحفيين وقبل ذكر النماذج أطرح تساؤلات للتفكير بصوت عال: كم صحفية خاضت المنافسة علي مقاعد مجلس نقابة الصحفيين مقارنة بعددهن في الجمعية العمومية؟ وكيف يمنح صحفي صوته للزميلة عبير سعدي ولا يمنحه لأخري علي أساس النوع هل هذا منطقي؟ وكيف وصلت الزميلات سناء البيسي وإقبال بركة وفريدة النقاش والدكتورة هالة مصطفي وإيمان حمزة لرئاسة التحريرفي هذا المناخ الذكوري المتطرف ضد المرأة الذي تتحدثون عنه؟! الحقائق تقول إن المرأة التي تطغي كفاءتها لا تقوي المعوقات مهما كانت علي منعها من بلوغ غايتها، فالمائة المؤسسون لنقابة الصحفيين بينهم 4 زميلات من أساتذة المهنة هن فاطمة اليوسف وفاطمة نعمت راشد ونبوية موسي ومنيرفا عبدالحكيم، كما أن الأستاذة أمينة السعيد شغلت عضوية المجلس عام 1954 وهو المجلس الذي شهد التعديل القانوني الذي أخرج ملاك الصحف من عضوية النقابة ومجلسها بنص القانون 155 لسنة 1955 . ثم شغلت المقعد الأستاذة نوال مدكور 1968 في عهد نقيب النقباء كامل زهيري ثم فاطمة سعيد أمينة صندوق مجلس النقابة عام 1975 وهو المجلس ذاته الذي نجحت فيه الأستاذة أمينة شفيق أي مقعدين شغلتهما زميلات في مجلس واحد عام 1975 حتي شغلت أمانة الصندوق في عام 1983 . مجلس النقابة عام 1989 شهد نجاح الزميلتين أمينة شفيق لتشغل موقع سكرتير عام النقابة وسناء البيسي، وهو العام الذي ازداد فيه سيطرة الإسلاميين وتعالت نبرة التطرف.. إذن اقتحام المرأة بجرأة وإثبات كفاءتها هو الأساس فالسيدة فاطمة اليوسف نجحت في تخطي الصعاب وأسست روزاليوسف تلك المؤسسة العريقة وهند نوفل أسست أول مجلة في مصر عام 1982 فكيف للصحفيات أن تشتكين من التمييز أم أنها مصطلحات نرددها حتي باتت حالة.