عظماء هم المصريون في كل المجالات. هذا ما أثبته المهندس الشاب شادي الصفتي الذي أبي القدر أن يطوي العام 2017 أيامه قبل أن يضيف إنجازاً جديداً باسم مصر، فخلال ديسمبر الماضي استطاع الصفتي انتزاع جائزة الجودة لعام 2017 في مجال صناعة السيارات، من الجمعية الأمريكية للجودة، لينهي بذلك احتكار الولاياتالمتحدة للجائزة التي تعتبر أهم جوائز صناعة السيارات في العالم. "آخرساعة" حاورت الصفتي باعتباره أول مصري، عربي، أفريقي، يحصد هذه الجائزة العالمية. • ما هي الجائزة العالمية التي حصلت عليها مؤخراً في مجال صناعة السيارات؟ - هي جائزة العام للجودة في مجال صناعة السيارات من الجمعية الأمريكية للجودة وبذلك أكون قد كسرت الاحتكار الأمريكي لإحدي أهم جوائز صناعة السيارات العالمية كأول مصري، عربي، أفريقي، بعد حصولي علي هذه الجائزة العالمية التي كانت حكراً علي خبراء الصناعة والجودة الأمريكان. وفيما يتعلق بحيثيات منحي الجائزة فقد قالت السيدة "جي دي ماركهوف" رئيسة لجنة تحكيم الجائزة "إن المنافسة كانت شديدة جداً بين 15 مرشحاً علي هذه الجائزة العالمية، لكن خبرة شادي المتميزة في الصين وأفريقيا، وإنجازاته في تطوير نظم الجودة، وإطلاق برامج تصديرية ناجحة، وتحسين جودة المنتجات بمعدلات غير مسبوقة مع شركة جنرال موتورز في شمال أفريقيا حسمت المنافسة لصالحه وصالح مصر في التصفيات النهائية". هل هناك جوائز أخري سبق أن حصدتها في هذا المجال؟ - حصلت علي العديد من الجوائز في الجودة والتصنيع في مجال صناعة السيارات وتم تكريمي في الولاياتالمتحدة، والصين، والإمارات العربية المتحدة، والفلبين، وموريشيوس. لكنني أعتز بجائزة "القيادات الصناعية الشابة" من جمعية مهندسي السيارات في الولاياتالمتحدة الأبرز عالمياً، التي حصلت عليها عام 2012 تقديراً لنجاحي مع "جنرال موتورز" في الصين. متي بدأت رحلتك إلي العالمية؟ - بدأت رحلتي للعالمية عام 2010 عندما اختارني خبير الصناعة العالمي بيتر توم مدير التصنيع بشركة جنرال موتورز ضمن مجموعة من أفضل خبراء الجودة والتصنيع بالشركة علي مستوي العالم لتطوير استراتيجيات الشركة في الصين، التي تعد السوق الأكبر والأهم لصناعة السيارات في العالم، ونجحت في تحقيق إنجازات ملموسة ما أهلني عام 2012 للحصول علي الجائزة العالمية لجمعية مهندسي السيارات. كيف ساهمت دراستك العلمية في مصر في تحقيقك هذا النجاح العالمي؟ - درست هندسة السيارات في جامعة عين شمس، وتخرجت عام 2000، وبعدها حصلت علي درجة الماجستير في الإدارة الاستراتيجية من الجامعة الألمانية بالقاهرة، بالإضافة لحصولي علي عدة شهادات متخصصة في مجالي من جامعة "أريزونا" بأمريكا، وأيضاً من جامعة "سانج يونج" بكوريا الجنوبية. ويعتبر قسم هندسة السيارات بكلية الهندسة في جامعة عين شمس من أفضل الأقسام فنياً علي المستويين الأفريقي والإقليمي، وأدين بالفضل لهذا الصرح التعليمي المتميز بعد الله سبحانه وتعالي فيما حققته من نجاح مهني، لكنني أري أن جامعاتنا الحكومية تحتاج لمزيد من الدعم المادي من الشركات الخاصة ورجال الأعمال لتطوير المعامل والأجهزة المستخدمة في التعليم. هل انقطعت صلتك بجامعة عين شمس؟ - حاليا أشارك في المجلس الاستشاري الصناعي لهندسة عين شمس مع العديد من خبراء الصناعة لنقل خبراتنا العملية لطلبة الكلية، وسد الفجوة بين سوق العمل والمؤسسات التعليمية. ما طموحاتك في مجال عملك؟ - أعمل جاهداً مع زملائي في مجال صناعة السيارات علي تعميق نسبة المكون المحلي لصناعة السيارات وفتح آفاق التصدير وسد الفجوة الموجودة بين المؤسسات التعليمية وسوق العمل حتي تستعيد مصر دورها الريادي في مجال الصناعة عربياً وأفريقياً. برأيك، هل يمكن أن يتحقق حلم تصنيع سيارة مصرية 100٪؟ - مصر بها كوادر بشرية متميزة عالمياً في مجال صناعة السيارات، وقادرون علي تصنيع سيارة مصرية 100٪ بجودة عالمية، لكن للأسف ضعف الاستثمارات وصغر حجم سوق السيارات المصرية يعوق الحلم المصري لتصميم وتصنيع سيارة مصرية 100٪، وعموماً خطوات النجاح لتصنيع سيارة مصرية تبدأ بدعم وتطوير الصناعات المغذية لصناعة السيارات وفتح آفاق التصدير، وخاصة لأفريقيا وتفعيل اتفاقيات التجارة مثل "أغادير" و"الكوميسا"، وعقد شراكات مع شركات عالمية لنقل الخبرة والتكنولوجيا إلي مصر. ما حجم الدعم الذي حصلت عليه من المقربين لك؟ - حصلت علي دعم من أساتدتي في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، وأسرتي وقد شجعني والدي ووالدتي علي دراسة المجال الذي أحبه، كما ساعدتني زوجتي وتحملت الكثير من الصعاب خاصة أثناء عملي في الصين، حيث كنت أعمل حوالي 16 ساعة يومياً لتنفيد المشروع ورفع اسم مصر عالياً، وأيضا ساعدتني شركة جنرال موتورز العالمية من خلال برامج تدريبية ناجحة ومتميزة في أفضل الجامعات العالمية كجامعة "هارفارد" الأمريكية وجامعة "سانج يونج" بكوريا الجنوبية والجامعة الألمانية بالقاهرة. بين الحين والآخر نسمع عن مخترع مصري ابتكر سيارة توفر الطاقة، لماذا برأيك لا تصل هذه التجارب إلي حيز التنفيذ؟ - لأن أي اختراع أو فكرة تحتاج لدعم مؤسسي من جامعات وهيئات بحث علمي لتنفيدها علي أرض الواقع، وأيضا يجب أن تقوم الجامعات المصرية بدور أكبر لتسويق المهندس المصري إقليميا وعالمياً. ماذا عن مبادرة نشر ثقافة الجودة في مجال صناعة السيارات التي تعمل عليها الآن؟ - أعمل مع مجموعة من خبراء الجودة والصناعة المصرية علي نشر ثقافة الجودة في مصر من خلال طرح مبادرة "شهر الجودة المصري" خلال نوفمبر 2018، وعقد العديد من الفعاليات وورش العمل وأتمني أن تتبني وزارة الصناعة فعاليات المبادرة وأن أري في المستقبل القريب وزارة للجودة لتدعيم الصناعة المصرية، وأن تستعيد مصر دورها الريادي في مجال إدارة الجودة، فالحضارة الفرعونية أول من أنشأت نظام جودة متميزا والأهرامات خير شاهد عن عظمة هذا النظام.