غناها محمد المصري المسلم.. مع أخيه مينا المصري المسيحي في ميدان التحرير تفاؤلا.. بالثورة وبالمستقبل وبقدرتنا علي خلع كل المفسدين في الأرض المصرية.. تحدوا بها كل مؤامرات خفافيش الظلام لإشعال نار فتنة مصطنعة ومصنعة في أقبية أمن الدولة لإلهائنا عن الجرائم والأعمال السفلية التي تدبر لنا لسرقة خير مصر وبيعها لكل أنواع الأعداء.. خيب الشباب بثورتهم كل المؤامرات ولكن للعجب.. جاء حكامنا الجدد عن جهل أو تعمد ليعيدوا إنتاج الفيلم القديم ولكن أثبت المصريون مرة أخري.. أنه أعظم وأروع وأطهر وتكاتفوا وأشعلوا شموعا ورددوا معا.. لمينا ومحمد .. ليه الثورة (المستمرة) جميلة وحلوة وإحنا مع بعض!! كلنا مسئولون في هذه الجريمة والمؤامرة وكلنا مسئولون عن الضحايا والقتلي والمسحولين والمصابين مجلسا عسكريا وحكومة وشباب ثورة وأحزابا ومرشحي رئاسة.. وأخيرا الأغلبية الصامتة لقد رأينا الظلم ولم نأخذ أي موقف رصدنا تباطؤا وافترضنا حسن النية.. خذلنا الاختلاف ولم ننتبه إلي خطورته.. خرج الفلول من الجحور ولم نقطعها بقانون العزل.. ظلم الأقباط وأدرنا وجوهنا.. حتي لطمنا جميعا ووصمنا بالإجرام وكانت النتيجة.. مواجهة بين الشعب والجيش.. لا .. لن أبكي.. لن أشق الهدوم حسرة علي الشباب الذي اغتيل بقلب بارد.. في ليلة مجزرة ماسبيرو فالأمر أصبح خطيرا.. لايحتمل التجميل والتخفيف من الحقيقة المرة الحقيقة التي تقول إن الظلم يقود إلي أسوأ النتائج يتوقف العقل.. عندما ينزف القلب. ولكن هنا .. لم يتوقف العقل.. بل غدر به. لقد وقفنا جميعا »صامتين« والكنائس تحرق الواحدة تلو الأخري ولايحاسب أحد. وقفنا صامتين ولجان تقصي الحقائق تتشكل ولا تظهر لها أي نتيجة. ونصمت.. عندما تقام مجالس عرفية.. سيئة السمعة لإنقاذ الجاني من العقاب. صمتنا عندما وجدنا نوعا من العلاقة غير الشرعية.. تضرب مقولة إن المجلس العسكري يقف علي مسافة واحدة من كل القوي الوطنية. للأسف مضطرة رغم الخوف الذي يعبث بي مثلما كان الحال في عصر المخلوع.. بأن يزورني زوار الفجر ليعتقلوني لأنني أسأت للذات الجمهورية والآن الذات العسكرية .. عندما قام بعض المحسوبين علي التيار الإسلامي المتشسدد بقطع طريق الصعيد لأيام وأيام. لم نر اليد الحازمة والبلطجية تبرطع في بر مصر ولا كلمة لقوات الشرطة المتكاسلة.. المؤدية بالإهمال للثورة التي ثارت علي ممارساته الإجرامية ضد شعب مصر .. خدمة لنظام المخلوع لم يكن علي مسافة واحدة.. والتباطؤ في حساب المفسدين في الأرض وخاصة فلول النظام وقتلي الثوار من الحساب الحاسم.. الناجز وفوق كل هذا لم تأخذ بصرخات الغضب من جرحي الثورة بكل أنواعها المادي والمعنوي. وخاصة إخواننا المصريين المسيحيين. وفي هذا كان الثوار وإخوانهم الأقباط علي مرمي نيران غير صديقة. كان الظلم هو شعار الذي رفعته كل الأطياف الاجتماعية. لم يدل أيضا بقرار واحد يوحد ربنا يطمئننا .. إن عهد النظام قد غادرنا إلي الأبد. وأن العدل سوف يسود.. وأول من سوف يتمتع بتلك الحماية هم الأقل حظا في المجتمع. الأقباط والنساء.. لم يتعلموا ولاة الأمر شيئا مما حدث للنظام السابق لم يحمدوا ربنا إن الله قد حمي مصر من ثورة الجياع والعشوائيات التي ظللنا .. كلنا ندعو الله أن ينقذنا منها. وجاءت ثورة 25 يناير السلمية.. لتحمي مصر المحروسة بفضل ربها من مصير مجهول .. ولكن.. ظللنا نتابع القرارات الفوقية التي تأتينا بغتة وظللنا نراقب أسوأ الاختيارات السياسية ووجدنا أنفسنا نعاني من لعنة المستشارين الذين يوسوسون للمجلس العسكري في الغرف المغلقة كشياطين الإنس والجن بأسوأ النصائح وأخطرها بشكل.. مفضوح للثورة ورجالها. ومع ذلك .. لم نسكت وصرخنا بأعلي صوت. هناك شيء ما يدبر في الخفاء ثم أصبح بحكم ما يراه علي أرض الواقع من استهداف لمطالب الثورة بهراوة الشرطة العسكرية ومعها الشرطة المدنية المجروحة في سلطاتها الإلهية. تعلن عن نفسها جهارا دون خجل من جرائمها واستقواء بما تراه من حنية وتدليل من حكومة د.عصام شرف التي لم تتحرج من أن تختار من نظام مبارك نفس الرجال الذين قضوا علي شرف مصر طوال 30 عاما. ولكم في اللواء المشرف علي اللجنة العليا للانتخابات نموذج صارخ في تكرار نفس النموذج الذي زور انتخابات 2010. ومثله العشرات حتي إن قانون العزل السياسي لن يطبق علي أحد بعد أن انفتح باب الانتخابات. يعني بالبلدي.. بعد العيد .. مايتفتلش كحك!! لن أبكي ولن أصرخ ولن أيأس وسأظل أهتف هتاف التحرير ثورة.. ثورة.. حتي النصر ثورة في كل ميادين مصر!! نعم .. وليست الثورة هي التجمع في الميادين ولكن الثورة الآن بجنب نزول الميدان عندما يتطلب الأمر النزول لإنقاذ سياسة ما .. هي الوقوف بجانب الحق والدفاع عن كل مظلوم.. وإدلاء شهادة (حق) عندما يتطلب الأمر كذلك. ولذلك .. أقول.. إن موقعة الجمل أو تحويل مسار مليونية 9/9 السلمية التي تحولت بقدرة قادر إلي التعدي علي السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن القاهرة والسفارة السعودية خطة وفخ نصب للثوار لغرض في نفس يعقوب. وقد تجلي هذا الغرض في تفعيل قانون الطوارئ. ومرة أخري بئس المستشارين .. المتذاكين علي أولي الأمر والشعب في آن واحد. فلقد اكتشفت اللعبة وهي عن الماتش الأمني ولجنة تقصي الحقائق غير الرسمية أو ربما الرسمية الأخري أثبتت أن الذي فعل هذا مأجورون من رجال أعمال وبتغطية أمنية. ملعون .. يا باشا. وحكاية أن الشرطة والجيش غير مسئولين عن حماية أي مليونية حكاية مثيرة وكثير الضحك أيضا. ففي (العند) الذي يمارس ضد الثوار. هو يعني تعترضوا علي الأسياد الجدد. اشربوها.. ولكم عندنا إذن المظاهرة ولنا عندكم العقاب الملائم هكذا لعبوها .. وتكرر الأمر في موضوع العباسية (رغم أنني كنت ضد التحرك ناحية وزارة الدفاع حتي لايعطوا الفرصة للهو الخفي ليضرب الثوار وتشويه قصدهم النبيل. وهو الهتاف من أجل تكملة تحقيق مطالب الثورة. ولكنني في أسوأ كوابيسي كنت أتخيل إن خطة (دق الإسفين) بين الجيش المصري وشعب مصر .. الذي حذرنا منها جميعا .. وكانت بشائرها هالّة في أحداث كثيرة تشي أن القادم أسوأ. ومع ذلك تركوا الأمور تصل إلي تلك النتيجة الكارثية. ❊❊❊ كان السؤال المرعب الذي يتردد بأصوات خافتة.. هل المسئولون مع الثورة أم ضدها؟ هل هم كارهون لها .. أم حجم المسئولية وسوء المستشارين.. وضعف الوزراء وعدم وجود خطة واضحة للانتقال بالبلاد من المرحلة (توابع الثورة) هو الذي يجعل كل القرارات مترددة.. أو خاطئة أو غير فاعلة. ولكن بصوت أعلي كلنا عرفنا وتأكدنا أن أحداث الفتنة الطائفية من حرق كنيسة أو البحث عن الأخوات كاميليا وتوابعها أو أسلمة فتاة أو تنصير مسلمة. كلها كانت من خطط (الدولة الفاسدة) لإلهائنا عن خطة نهب مصر رغم تحذير العالم والداخل والجنين في رحم أمه بأن الخطة القادمة لإفشال أي تحول حقيقي للديمقراطية في مصر. هو إحداث فتنة طائفية!! ومع ذلك ودن من طين وودن من عجين. ومع اقتراب العملية الانتخابية وتصاعد الاحتجاج علي القرارات والمراسيم الفوقية التي تعادي أي إجماع سياسي علي نوعية وشكل الانتخابات. جاءت الضربات الاستباقية للإعلام والتهجم بصورة غزو الكفار علي المحطات. وذكرني هذا بضرب الفضائيات وفنادق مراسلي الصحف قبل سقوط بغداد. إذن وهو التفسير التآمري المتشائم السائد في عقول الثوار في الشهور الماضية. بأن هناك شيئا ما سوف يحدث.. فهل الذي حدث لمظاهرة المصريين المسيحيين هو هذا الشيء أم أن هناك شيئا آخر سوف يحدث وماحدث ليس إلا عملية تحضير له؟ ❊❊❊ ماتصورت أن بعد الثورة أن أري شبابا يضرب بالرصاص ويدهس بالمصفحات؟ وممن ؟ من الشرطة العسكرية يعني أفراد من الجيش المصري؟ وإذا كانت الرصاصة الأولي قد أصابت جنديا عسكريا .. ألم يخطر علي بال أحد .. أن القناصة قد عادت لتؤدي شغلها المتين لتدق الإسفين مابين الجيش والشعب؟ ولماذا صدروا أنفسهم وأقصد الجيش في مظاهرات مدنية وأين الشرطة وأمن الدولة. فنحن متعودون دايما .. علي تلك الممارسات القاسية فلماذا أفراد الجيش؟ وأي ساذج كان لابد أن يعرف أن في كل مرة علي الأقل في الشهور السابقة تخرج مظاهرة يترسم لها خطة لتلويث مقصدها وتحويل سلميتها إلي مصيبة وكارثة. ومع ذلك نسوا كل ما سبق.. وتم الرد علي مظاهرة كانت بها عائلات ونساء وأطفال يصرخون ويقولون. »يارب .. يارب« في هتافها الأساسي حتي خرج شعار هنا وكلام متطرف هناك. إلا أن أغلبية كانت تريد العدل في أن يعاملوا كمواطنين مصريين لهم الحق في بناء أماكن للعبادة للصلاة للزواج فأي جريمة؟ ماكنت أتصور أنني سوف أري جنازة شهداء مرة أخري ماكنت أتصور أنني سوف أستمع لصراخ الأمهات والزوجات والإخوة والأصدقاء وهم يلملمون أشلاء شبابهم؟ كنا نعرف أن أعداء الثورة سوف يتدنون إلي أحط مستوي للقضاء علي هذه الثورة التي كشفت عورتهم علنا أمام الجميع وكان لابد أن تكوي جبهاهم كما كان يحدث في التاريخ القديم. كلمة »خائن« الوطن بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني ولكنني لم أكن أتصور أن يأتي الإعلام الرسمي ليلعب نفس الدور المتدني في إخفاء الحقائق وتلوينها وفي زمرة الحماس لتقديم مسوغات الولاء.. للحكام الجدد أن يحرضوا شعب مصر ضد أشقائه. لتقع مصر (حماها) الله في أتون حرب أهلية ولكن للمرة المليون. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. في كل مرة تحدث كارثة ويتصور الملعونون أنهم قاضون علي الثورة يحدث العكس تماما. ففي مصيبة فقدان 23 شابا أو 62 شهيدا مصريا توحد المصريون .. الأنقياء الأصلاء .. أصحاب العزيمة القادرون علي استدعاء أرواحهم الأصيلة.. تكاتفوا.. وشدوا ظهر بعضهم البعض.. واحتووا الحزن كتفا بكتف.. رافضين المؤامرة. عازمين علي كشف أطرافها مهما تواطأ المتواطئون وسوف يحاسبون. كل من قتل أي إنسان مصري. مهما كان داخلية .. شرطة عسكرية .. بلطجية.. وكل من خطط لهم أو مولهم. سنكشف نحن بأنفسنا الحقائق. وكم حمينا بيوتنا باللجان الشعبية في وقت انسحاب الشرطة سوف نكلف نفس اللجان الشعبية والحقوقية والناشطين والمدونين والحقوقيين .. ورجال الفكر والسياسة والإعلام المصريين الشرفاء .. بجد. وليس شرفاء الإعلام المصري الفضيحة. سوف نتكاتف جميعا. لنعرف الحقيقة نعلنها وإني متأكدة إن شرف الجيش المصري الوطني الأصيل هو الذي يحمي تلك الحقيقة.. فالجيش ليس هو بالقطع سياسيي المجلس العسكري.