شواطئ مارينا هي الأبعد عن الأحداث التي تمر بها البلاد مازالت كما هي جنة رجال الأعمال والطبقة الراقية في الوقت الذي يمتلئ به ميدان التحرير بالمعتصمين علي الرغم من حرارة جو القاهرة ليبقي التحرير هو جنة الثوار .. بعد أن شهدت مارينا أكبر ركود في تاريخها ظهرت إعلانات عن »الخيام الرمضانية« وحمامات السباحة والشواطئ مجهزة بكشافات إضاءة وفرق إنقاذ لتشجيع »المصيفين« علي السباحة بعد »الفطار«.. وموائد إفطار »شعبية« و»فارهة« علي رمال البحر.. وأسعار مخفّضة للإقامة بالفنادق. حيث يمثل هذا الصيف أكبر تحد لقطاع السياحة خاصة المستثمرين- كبارا وصغارا حيث شهد بداية الصيف أكبر ركود في تاريخ مارينا ،لذا وضعوا مجموعة من الحيل والخطط البديلة لمواجهة شبح الركود الرمضاني. وتشمل الخطة الاعتماد بشكل رئيسي علي الفترة المسائية التي تلي موعد الإفطار، بمجموعة من التجهيزات، تشمل الاعتماد علي الحفلات الغنائية والخيام الرمضانية الساهرة، بالإضافة إلي ابتكار أشكال وحيل جديدة لتناول الإفطار في جو صيفي، وهو ما ستنفذه المطاعم القريبة من شاطئ البحر، في قري الساحل الشمالي، حيث ستقوم بتهيئة أماكن مخصصة لتناول الإفطار علي الشاطئ مباشرة، بهدف إضافة الطابع الصيفي علي الإفطار الرمضاني، كما يقول »محمد شلبي« صاحب سلسلة محلات أسماك الجمهورية بالإسكندرية ومارينا، الذي يري أن موسم الصيف هذا العام ألم يشهد حركة البيع المعتادة، ولم يستطع التجار تحقيق نسب الأرباح المعتادة مثل كل عام. المستثمرون الأذكياء ابتكروا خلال هذا الصيف مجموعة من الحيل الجديدة لتمكنهم من تجاوز فترة شهر رمضان. وذلك عن طريق تجهيز الشواطئ لتصبح آمنة للسباحة بعد المغرب، وذلك من خلال نشر كشافات إضاءة قوية علي الشواطئ، بالإضافة إلي تزويدها بفرق إنقاذ، مما سيشجع »المصيفين« علي السباحة بعد »الفطار«، كذلك المنتجعات والفنادق التي تمتلك مجموعة من »حمامات السباحة«، ستعمل خلال الفترة المسائية لتمكين المصيفين من السباحة. أما الفنادق فتتجه إلي خفض أسعار الإقامة بها لتشجيع المصيفين، حيث تستعد مجموعة كبيرة من الفنادق التي لا تعتمد علي السائحين الأجانب إلي تقديم تخفيضات خلال رمضان تصل إلي 20 ٪. فبعد أن كانت مارينا تشهد إقبالا شديدا من قبل أولاد الذوات تغير حالها جذريا حيث توجهنا إلي مارينا لرؤية شواطئها لنعرف كيف تغير حالها بعد الثورة توجهنا أولا إلي أشهر الشواطئ الخاصة في مارينا شاطئ لابلاج الذي كان يملك امتيازه أشرف صفوت الشريف هذا الشاطئ الذي كان في السابق عند دخولك إليه تجد مساحة ضخمة مخصصة كجراج لركن السيارات حيث ينتشر مجموعة من الشباب للمساعدة في ركن السيارات وأمام باب الدخول ستشعر أنك علي وشك الدخول لإحدي الجهات المهمة، فبالإضافة للبوابة الإلكترونية المتطورة هناك أكثر من خمسة »بودي جارد« للتأكد من شخصية الرواد كما توجد فتاة لتفتيش حقائب السيدات، ودخول هذا الشاطئ الخاص كان إما بكارت العضوية أو بالتذكرة وسعر التذكرة 150جنيها للفرد، ورغم السعر المرتفع فإن الشاطئ كان دائما مزدحماً بالزوار ويزداد ازدحاما في الويك إند، وهذه التذكرة بوابة عبور لعالم آخر، ربما يظن الكثيرون أنه لا يوجد في مصر أصلا الشاطئ من الداخل كان ديكوره بسيطاً للغاية عبارة عن كراس عشبية وشماس ودش علي البحر، بالإضافة إلي غرفتين لتغيير الملابس والاستحمام والألعاب المائية، كما كان يتميز بوجود اللانشات ال »جيتسكي« الشهيرة، اللانش الذي يصل إيجاره في الساعة الواحدة إلي مائة جنيه، أما الجيتسكي فيصل إيجاره إلي 50 جنيهاً في الساعة، وكان المكان يضم مجموعة كبيرة من الرعاة الذين يحرصون علي توصيل رسالتهم الإعلانية لرواد المكان. اما التصوير فكان ممنوعاً داخل شاطئ »لا بلاج«، حفاظاً علي خصوصية روادها من صفوة المجتمع ،لأن رواده كانوا من أهم شخصيات المجتمع من أبناء الوزراء والفنانين ولاعبي كرة قدم ورجال أعمال اشتهر لابلاچ أيضا بالحفلات الفنية والغنائية وموعدها يوم الجمعة من كل أسبوع حيث يزدحم المكان برواده عن آخره، وكان الشباب والفتيات يستمتعون بحياتهم لأقصي درجة والأنشطة السائدة هي الرقص والغناء والبكيني والبحر، والجميع يمارس ما يحبه دون مشاكل لأن الشاطئ يضمن الخصوصية الكاملة لزواره وبالتالي فالرواد داخل مجتمع مغلق تقريبا لا يلتفت شخص لما يفعله الآخرون. ولكن في هذا الصيف الأول بعد الثورة تبدل الوضع تماما فقد أصبح الشاطئ مهجوراً تماما غير ممهد وكان مهملا لأقصي درجة حيث قررت شركة »مراقيا للإدارة والتنمية السياحية« المسئولة عن إدارة شواطئ الساحل الشمالي (مارينا ومراقيا وماربيللا) إلغاء المناقصة الخاصة بتشغيل الشاطئ الشهير »لابلاج« في مدينة مارينا، والمعروف ب»شاطئ الصفوة«، بعد اعتراض ملاك الفيلات والشاليهات هناك علي سيطرة إحدي الشركات الإعلانية المعروفة، التي يملكها أشرف صفوت الشريف، علي تشغيله. كما قررت الشركة تحويل الشاطئ نفسه إلي شاطئ عام للمُلاك في المدن الثلاث. وقال إبراهيم صبري، رئيس شركة مراقيا: إن الملاك رفضوا التجديد للشركة الإعلانية، خلال الجمعية العمومية التي عقدوها طالبوا بعدم احتكار الشواطئ من جانب أي شخص، مشيراً إلي أنهم اعترضوا علي ارتفاع اشتراكات الدخول إلي الشاطئ لتصل إلي 500 جنيه للفرد الواحد شهريا، فضلا عن ارتفاع تذكرة الدخول لغير المشتركين إلي 150 جنيهاً للفرد. وأضاف صبري: »الشركة كانت تقوم بزيادة سعر الموسم الصيفي للشركة الإعلانية التي تقوم بتشغيل الشاطئ، خلال ال3 شهور، حيث وصل آخر سعر لها إلي 750 ألف جنيه في الموسم، علي اعتبار أن لها خبرة سابقة في تشغيل الشواطئ وإدارتها، وكانت ناجحة للغاية«، واستطرد: »إلا أن اعتراض الملاك حال دون التجديد لها، وهو ما جعل شركة مراقيا تقرر تحويل الشاطئ إلي عام لخدمة الملاك دون رسوم دخول أو اشتراكات. وأشار إلي أنه قرر إلغاء المناقصة بعد دخول أشخاص أشبه ب »معلمين« لا يستطيعون إدارته بالأسلوب الذي يريده ملاك هذه المنطقة، مؤكدا أنه ستتم »التضحية« هذا العام بالمبلغ الذي كان يأتي من وراء تأجير الشاطئ لصالح الملاك و»تهدئتهم« أيضا. وأكد »صبري« أن نسبة الإشغال حالياً في الساحل الشمالي ضعيفة جداً ولا تزيد علي 2٪. لم يختلف الوضع كثيرا في شاطئ لافام أو الحرملك المملوك أيضا لأشرف نجل صفوت الشريف والذي قد وضع له اشتراكاً سنويا قيمته 760 جنيها للفرد الواحد وتذكرة الدخول لهذا الشاطئ كانت تباع ب100 جنيه أما عن اشتراك الخادمة أو الأطفال المسموح بإصطحابهم »أقل من 21 سنة« كان 250 جنيها فقط.وكان هذا الشاطئ خاصا بالسيدات فقط وغير مسموح للرجال بدخوله مطلقا.. ويتسع هذا الشاطيء إلي حوالي 700 سيدة يوميا وكان مسموحا فيه بكل شيء فهو مخصص للسيدات فقط، ولاقي استحسان عدد كبير من نساء مارينا والمحجبات خاصة اللاتي يفعلن ما بدا لهن داخل أسوار هذا الشاطيء. أما في الإسكندرية أكد محمد حسين رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية أنه سيقوم بعرض مذكرة علي المحافظ لاستغلال الشواطئ الخاصة ووضع ضوابط لتشغيلها موضحا أن الشواطئ الخاصة بغرب المدينة مثل "كريبيانو واكسجين " تم إلغاء الحفلات بهما نظرا مما كان يحدث من أفعال غير لائقة بمجتمعنا الشرقي وأصبح شاطئ "اكسجين" شاطئا مجانيا وتغير اسمه إلي شاطئ "بلس" حيث انها كانت شواطئ خاصة لبعض الفنادق وشخصيات عامة كما انه تم نقل كريبيانو إلي شاطئ مارينا حتي تتاح لهم الفرصة لإدارته بالصورة السابقة وذلك بالتالي اثر علي شاطئ العجمي وتراجعت نسبة السياحة فيه لهروب زبائن الشواطئ الخاصة إلي مارينا وأصبح العجمي ذات الطابع السياحي "لليوم الواحد". أضاف ان حصيلة المحافظة السنوية من شاطئ "اكسجين" كانت 260 ألف جنيه و100 ألف جنيه من "كريبيانو" و80 ألف جنيه من "نيوادميرال".. مشيرا إلي ان المسئولين بالمحافظة السابقين لم يستطيعوا اتخاذ أي قرار حيال هذه الشواطئ الخاصة المخالفة نظرا لوجود شخصيات كبيرة عربية ومصرية من قاطني هذه الشواطئ مثل العقيد معمر القذافي وقذاف الدم وغيرهما ومن المصريين صفوت الشريف في شاطئ كريبيانو.. وأضاف انه تم إلزام المستأجرين للشواطئ بتوفير أفراد الأمن والعمالة اللازمة كما قامت المحافظة بتوفير معدات الإنقاذ والجيتسكي وإعداد الأبراج للمراقبة. خالد المسلماني