تعليم القاهرة ترفع درجة الاستعداد للعام الدراسي الجديد    شعبة المستوردين: مبادرة تخفيض الأسعار تخفف الأعباء عن كاهل المواطنين    الأونروا: يجب تغيير سياسة المنع الكامل لادخال المساعدات الإنسانية إلى غزة    الخارجية الفلسطينية: استباحة الاحتلال والمستوطنين للضفة الغربية انتهاك صارخ وتكريس لمخططات التهويد والضم    الشوط الأول| بايرن ميونخ يضرب لايبزج في افتتاح الدوري الألماني    تشكيل تشيلسي أمام وست هام في الدوري الإنجليزي    إبراهيم مدكور يكتب: الرئيس يصدق.. والرياضة تنطلق    ضبط وكر لتجارة المخدرات بكلابشة والقبض على عنصرين شديدي الخطورة بأسوان    الداخلية تكشف حقيقة تعرض سيدة للضرب وتحطيم شقتها بالدقهلية    توافد جمهور «ويجز» في العلمين.. قواعد وإرشادات الحفل    أهلها يحجروا عليها| جمهور السوشيال ميديا يرد على أنباء عودة «حسام وشيرين»    ترامب: الوضع الراهن في غزة يجب أن ينتهي    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل    ليس بطلًا.. بل «مجرم حرب»    كندا تتراجع عن الرسوم الجمركية العقابية على السلع الأمريكية    التعادل السلبي يحسم مباراة السكة الحديد مع الترسانة في دوري المحترفين    خسارة سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند    كرة طائرة - منتخب مصر يخسر أمام تايلاند في افتتاح بطولة العالم سيدات    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    موعد إجازة المولد النبوي 2025 للقطاعين الحكومي والخاص (رسميًا)    رواية مختلقة.. وزارة الداخلية تكشف حقيقة تعدي شخص على جارته    موقف بطولي على قضبان السكة الحديد.. إنقاذ شاب من الموت تحت عجلات القطار بمزلقان الغمراوي ببني سويف    الإيجار القديم والبكالوريا والأحزاب.. وزير الشؤون النيابية يوضح مواقف الحكومة    إسلام عفيفى يكتب: الصفقات المرفوضة وتحالفات الضرورة    مدرب توتنهام: لا مكان لمن لا يريد ارتداء شعارنا    الوادي الجديد تطلق منصة إلكترونية للترويج السياحي والحرف اليدوية    صراع الخير والشر في عرض مدينة الأحلام بالمهرجان الختامي لشرائح ونوادي مسرح الطفل    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    الماتشا تخفض الكوليسترول الضار - حقيقة أم خرافة؟    لغة لا تساوى وزنها علفًا    بعد مداهمة وكر التسول.. حملات مكثفة لغلق فتحات الكباري بالجيزة| صور    «التنظيم والإدارة» يعلن توقف الامتحانات بمركز تقييم القدرات.. لهذا السبب    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    محمود فوزي: الحكومة جادة في تطبيق قانون الإيجار القديم وحماية الفئات الضعيفة    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    المجاعة تهدد نصف مليون في غزة.. كيف يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل؟    نجاح عملية دقيقة لاستئصال ورم بالمخ وقاع الجمجمة بمستشفى العامرية العام بالإسكندرية    عميد طب القصر العيني يتابع جاهزية البنية التحتية استعدادًا لانطلاق العام الدراسي    لمرضى السكري - اعتاد على تناول زبدة الفول السوداني في هذا التوقيت    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    "درويش" يحقق قفزة كبيرة ويتخطى 20 مليون جنيه في 9 أيام    الكشف الطبى على 276 مريضا من أهالى قرى البنجر فى قافلة مجانية بالإسكندرية    المقاومة العراقية تطالب بالانسحاب الحقيقي للقوات الأمريكية من العراق    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    بنسبة تخفيض تصل 30%.. افتتاح سوق اليوم الواحد فى مدينة دهب    ضبط ورشة بها 196 قطعة سلاح في الشرابية    المرور يضبط 120 ألف مخالفة و162 متعاطيًا للمخدرات خلال 24 ساعة    الاقتصاد المصرى يتعافى    مصلحة الضرائب تنفي وجود خلاف بين الحكومة وشركات البترول حول ضريبة القيمة المضافة    وزارة التخطيط ووكالة جايكا تطلقان تقريرا مشتركا حول 70 عاما من الصداقة والثقة المصرية اليابانية    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    وزير الثقافة يستقبل وفد الموهوبين ببرنامج «اكتشاف الأبطال» من قرى «حياة كريمة»    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مارينا تبوح بأسرارها بعد رحيل
گبارها إلي »بورتو طرة«

في هذا التوقيت ومع بداية فصل الصيف من كل عام.. كان طريق مصر العلمين المؤدي إلي الساحل الشمالي يعج بالسيارات الفارهة متوجهة إلي مارينا وقري الساحل الشمالي مصيف صفوة المجتمع.. إلا أن هذا الصيف وعلي غير المعتاد لم يكن الطريق مزدحما وبدا شبه خال من السيارات المرسيدس والجيب التابعة للوزراء ورجال الأعمال وأقاربهم من رجال الحزب الوطني ووزراء الحكومة السابقة.. رواد بورتو مارينا يقضون هذا الصيف علي غير إرادتهم في »بورتو طرة«.
أبواب مارينا تكاد تكون مغلقة دائما بسبب عدم دخول أي مصيفين من رموز النظام السابق ونسبة الإشغال تقترب من الصفر.. البوابة مغلقة والحارس داخل غرفته لا يخرج إلا نادرا لإدخال سيارة أو سيارتين في اليوم الواحد.. ولولا شدة حرارة الجو كنا ظننا أننا في الشتاء.. وفي الوقت الذي يتكدس فيه سجن طرة بسكانه.. كانت مارينا بدون زائرين.
كانت التحضيرات للموسم الصيفي بمارينا تبدأ مبكرا في شهر مايو عادة حيث يحضر عدد من رجال أصحاب الفيلات من رجال النظام السابق الي فيلاتهم ويحضرون معهم من يقوم بتنظيفها تمهيدا لاستقبال أصحابها ويسبق ذلك بعدة أشهر أعمال الصيانة والتجديد بجميع الفيلات حيث يذهب المهندسون والعمال ليقوموا بتلك الاعمال طوال فترة الشتاء والتي لا يذهب احد الي مارينا في تلك الفترة.. فمارينا لا ينقطع عنها الزائرون سواء كانوا من سكانها أو من المهندسين الذين يقومون بأعمال الاصلاح والصيانة وتجديد الفيلات.
فمارينا بأبوابها السبعة تستقبل بعض العمال والمهندسين فقط الذين يقومون باعمال بناء وصيانة لعدد من الفيلات بالداخل واختفت طوابير السيارات التي كان يصل طول الطابور الواحد الي اكثر من 003 متر.
لنشات في شوارع مارينا
جميع شواطيء مارينا خالية تماما.. ولا يوجد أحد يستخدم اللنشات فهي لم تغادر مرساها منذ الصيف الماضي ويوجد بعضها في الشوارع ومغطي كما هو والاتربة تغطيه بكثافة علي النقيض تماما فإن سجن »بورتو طرة« يفتح أبوابه للجميع.. ويرفع شعار مرحبا بالزوار والمقيمين حيث يسكنه الآن بعض من اصحاب القصور والفيلات بمارينا.. ويتردد عليهم الآن افراد عائلاتهم فقط بعد ان فقدوا الاصدقاء وأفراد العائلة الذين كانوا دائمي التردد عليهم بمارينا.
لسان الوزراء مهجور
بداية جولة »الأخبار« كانت بمارينا، حيث لسان الوزراء القديم بمنطقة 22 الذي يوجد به تجمع عدد كبير من الفيلات لبعض الوزراء السابقين ورجال الاعمال التي تطل علي البحر مباشرة.. لسان الوزراء عبارة عن شارع طويل مغلق في آخره ميدان يحمل رقم 91 يعود بك الي المدخل مرة أخري.. المنطقة تبدو وكأنها منعزلة عن باقي القرية.. توجد بوابة خاصة وحارس أمن من القرية علي مدخل الشارع لتأمين سكانه.. وعلي الرغم من عدم وجود أي من المصيفين أصحاب تلك الفيلات والشاليهات الا ان الاجراءات الأمنية المشددة ظلت كما هي من إغلاق للبوابة بصفة دائمة.. تسللنا الي داخل »اللسان« واستطعنا الوصول الي المنطقة المحظورة سابقا حتي علي سكان ورواد مارينا أنفسهم.. حيث كانت وزارة الداخلية تقوم بتأمين لسان الوزراء بجنود وضباط من الامن المركزي ورجال المباحث علي البوابة الداخلية وعلي جميع الفيلات والجراجات الخاصة.. اما حال لسان الوزراء الآن في أول صيف بمارينا بعد الثورة وبعد ذهاب عدد من الوزراء الي »بورتو طرة«. اصبح اللسان بدون وزرائه.. ورجال العادلي وزير الداخلية الاسبق لم يعد لهم وجود واصبحت مهمة تأمين اللسان علي عاتق أمن القرية.
فيلا سرور أشباح
بدأت الجولة بفيلا فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق والتي تتمتع بخصوصية نادرة.. حيث انها تقع في آخر اللسان ومطلة علي البحر مباشرة وهي فيلا بنيت علي الطراز القديم التقينا مع عم فريد الحارس الذي قضي 31 عاما من عمره في اعمال حراسة فيللات الكبار بمارينا.. قال لقد قام د.سرور بإصدار أوامره لرجاله بعمل حديقة خاصة له امام الفيلا علي الشاطيء الرملي منذ فترة لانه يحب رؤية »اللون الاخضر« في الصباح وبالفعل تم عمل الحديقة.. كما يوجد مرسي خاص ليخت د. سرور تم انشاؤه خصيصا له.. لكن الحديقة واختفي منها »اللون الاخضر« وعادت الرمال لتغطي مكانها الطبيعي بعد ان تم حبس سرور وعدم ذهاب أي شخص للفيلا منذ قيام الثورة ولم يعد يهتم احد بها.. كما ان المرسي اصبح خاويا من أي يخوت.
جيران الهنا رحلوا
جيران د. فتحي سرور كانوا من الوزراء وكبار رجال الاعمال مثل حاتم الجبلي وزير الصحة والذي يملك فيلا باللسان وفيلا أخري لنوال الدجوي وأخري لمصطفي السلاب وتوجد فيلا اخري خاصة بابنة د. سرور علي بعد عدة أمتار من فيلا والدها.. أما محمود الجمال والد خديجة زوجة جمال مبارك يملك فيلتين متجاورتين بجوار فيلا سرور وأثيرت شائعة حول قيامه ببيعهما منذ فترة لرجل أعمال شهير آخر ولكن لم يأت احد للفيلا منذ ذلك الحين وتوجد فيلا أخري لابن شقيقة احمد المغربي وزير الاسكان في حكومة نظيف.
التقت »الاخبار« بعم فريد حارس فيلا السلاب والذي حضر من أسيوط ليعمل بمارينا منذ 31 عاما وقال ان الموسم الصيفي والاجراءات الامنية الصارمة كانت تبدأ منذ منتصف يونيو استعدادا لمجئ »صفوة المجتمع«.. أما هذا الصيف فلم يعد هناك أحد سواي أنا وحارس فيلا د. نوال الأبكم.
الأمن في خدمة النظام
كان حبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق يقوم بإرسال مجموعة من جنود الامن المركزي وعدد من ضباط المباحث لتأمين لسان الوزراء فضلا عن وجود الحراسات الخاصة بهؤلاء الوزراء.. وكانت تأمينات العادلي مستمرة طوال العام لحماية تلك المنشآت.. سرور كان يبدأ يومه منذ الساعة الثالثة عصرا حيث يخرج لينظر الي »النجيلة الخضراء« امام فيلته ويستمتع بنسيم البحر والمنظر الرائع لشاطيء مارينا ثم يتناول افطاره ويقضي بعض الوقت »تحت الشمسية علي الشاطئ والمرسي الخاص به دون النزول الي المياه أو السباحة.. وبعد ذلك يأتي أقاربه وأصدقاؤه وأحبابه وحاشيته لتبدأ حفلات الشواء الليلية في الثامنة مساء ثم يذهب بعد ذلك في جولة »باللنش« الخاص به في البحر هو وبعض من حاشيته.. ومنذ قيام ثورة يناير ولم يعد احد يقترب من منطقة لسان الوزراء ولم يعد يأتي احد لتنظيف الفيلات كما كان يحدث سابقا وقد تناثرت معلومات حول وجود تعليمات من جهات عليا بالدولة لامن القرية بعدم السماح بخروج أية متعلقات شخصية من مارينا.
عزمي يعشق الهدوء
انتقلنا بعد ذلك الي مارينا 4 المنطقة 51 حيث توجد فيلا د. زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق وتقابلنا مع علاء أحد الحراس بفيلا مجاورة لفيلا عزمي وقال انه يعمل بمارينا منذ نشأتها ومن قبلها مراقيا فهو متخصص في مصايف الاغنياء.. واكد ان زكريا عزمي لم يكن يختلط باحد ولم يكن يأتي احد لزيارته في فيللته.. وعلي الرغم من انه ليس لديه ابناء الا انه كان يحضر 3 أشهر في السنة تبدأ من منتصف يونيو وحتي منتصف سبتمبر وكان يميل الي الراحة والاستمتاع بالهدوء الشديد التي تتمتع به مارينا 4 وخاصة تلك المنطقة.. ويقضي كثيرا من وقته داخل الفيلا مفضلا عدم الاختلاط بأحد. وفي نفس سياق الاستعدادات الأمنية يؤكد لنا عم علاء أن زكريا عزمي كان يحضر معه عددا كبيرا من الحراسات الخاصة والحراسات الشرطية لم يكن لها تواجد ملحوظ علي الفيلا الخاصة به.. ولكن توجد قوة من قوات الشرطة تقوم بحراسة القرية بكاملها لتأمينها.. وكان يوم زكريا عزمي »عادي جدا« علي حد تعبيره يتناول افطاره هو وزوجته علي الشاطئ ويقوم بالمشي قليلا ثم يدخل مرة اخري داخل فيللته ويخرج بعد ذلك في الليل للاستمتاع بمارينا وحفلات مارينا.. فهو كان يهوي الجلوس في الفيلا أو علي كرسي علي الشاطيء.. وعن رأي عم علاء الحارس في الثورة قال ان الثورة جاءت لتطهر البلاد من الفساد ولكن ما رأيته من د. عزمي لا يوحي بانه سارق او شارك في نهب البلاد ولكن اذا ما ثبت عليه ذلك فهو يستحق ما يحدث له الآن.. فأنا من سكان شبرا الخيمة وأعاني مما يعاني منه الشعب المصري كله.
ذهبنا بعد ذلك الي منطقة 22 وبالتحديد الي فيلا 65 الخاصة بمحمد ابراهيم سليمان وزير الاسكان الاسبق والفيللا مهجورة ولم يأت اليها احد منذ الثورة كما يروي لنا محمود 23 سنة والذي يقول انه يعمل هنا منذ عدة سنوات بعد ان ترك قريته بمحافظة الفيوم بحثا عن الرزق وجاء الي مارينا ليعمل كحارس لفيللا اصحاب مصنع شاي العروسة والتي تجاور فيلا الوزير السابق.. ويحكي لنا محمود عن يوميات مارينا 4 ويوميات سكانها فيقول ان ابراهيم سليمان كان نشيطا جدا.. وكنت أراه في الصباح الباكر في الساعة السابعة يجري في شوارع مارينا علي عكس باقي سكان مارينا الذين لايبدأ يومهم قبل الساعة الرابعة عصرا ويتريض الوزير السابق ساعة كاملة ثم يعود مرة أخري الي فيللته ليبدأ يومه بالذهاب الي الشاطئ وبعض الكافيهات المقامة علي البحيرات الصناعية بمارينا.. ويضيف ان الفيلا يأتي اليها كل 3 شهور مهندسون وعمال ليقوموا بأعمال صيانة وديكورات ومنذ قيام ثورة يناير لم يدخلها أحد ولم يأت اليها أحد من القاهرة.
قصور هايدي خاوية
علي بعد أمتار قليلة من فيلا ابراهيم سليمان تقع فيللتان متجاورتان يبدو عليهما الهجر وان احدا لم يدخلهما منذ فترة طويلة وبسؤال محمود قال انهما لهايدي زوجة علاء مبارك ولكنهما كما تري مهجورتان وتحتاجان الي اعمال صيانة وترميم كثيرة فلم يحضر نجل الرئيس السابق هنا ولا مرة والفيلا لا يوجد عليها حارس او حتي عامل يعتني بحديقتها التي تبدل حالها ولونها الي لون الرمال الاصفر.. وتشطيبات الفيلا كما تم تسليمها فلم يتم اجراء اي تعديلات عليها.
ممنوع الاقتراب والتصوير
توجهنا بعد ذلك الي مارينا 7 لزيارة فيلا وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي ورؤيتها بعد ان كان ممنوعا علي أي فرد الاقتراب منها مطلقا او حتي الاقتراب من المنطقة المحيطة بها.. سواء برا أو عن طريق البحر.. الهدوء الشديد يسيطر علي المكان لم نجد سوي الحارس رضا الذي يقوم بحراسة فيلا مجاورة لاحد رجال الاعمال »رفض ان يفصح عنه« وقال لنا إن هذه المنطقة لم يكن ليسمح لكم بالدخول اليها قبل 52 يناير.. فالمنطقة طوال العام لا يدخلها أحد ويتواجد الحراس وقوات الشرطة ليلا ونهارا لا يسمحون لاحد بالدخول الي المنطقة.. ويحكي لنا رضا عن يوميات حبيب العادلي ويوميات فيللته في غيابه او اثناء وجوده فيقول ان الفيلا يأتي اليها طقم من الضباط والمجندين مكون من 5 أفراد ليقوموا بتنظيف الفيلا يوميا ولمدة أسبوعين ثم يأتي طقم آخر وهكذا يتناوبون كل اسبوعين لتنظيف الفيلا والاعتناء بالحديقة التي اقامها الوزير الاسبق امام الفيلا علي الشاطيء لتمتد لتلامس مياه البحر وتم زراعتها بالنخيل والزهور النادرة التي كان يحبها حبيب العادلي.
لواءات لتنظيم المرور
ويروي لنا رضا ان يوم مجئ العادلي كان يوما استثنائيا حيث يأتي ضباط من الشرطة بمديرية أمن مطروح ويقوم كبار الضباط من اللواءات في هذا اليوم بتنظيم حركة المرور بالقرية.. ويصف رضا موكب العادلي بأنه اعظم من موكب الرئيس السابق حيث يتكون من 6 سيارات مرسيدس كلها سوداء اللون وزجاجها اسود »فيميه« يكون العادلي في إحدي هذه السيارات الست فضلا عن سيارات الحراسة ذات الدفع الرباعي »الجيب« ويكون في كل سيارة 3 من رجال الحراسة الخاصة بالوزير وفي أيديهم البنادق الآلية.. هذا بالاضافة الي قوات الحراسة الشرطية التي تملأ المنطقة قبل مجيئه واثناء اقامته وحتي بعد مغادرته.. ويقول رضا ان العادلي كان يقوم بحراسة الفيلا في غيابه 4 ضباط خارج الفيلا واثنان آخران داخل اسوار الفيلا في الحديقة الداخلية واثنان آخران عند الجراج الخاص به.. وعن توقيت حضور العادلي يقول رضا انه كان يحضر في 3 اشهر الصيف ابتداء من 51 يونيو وحتي آخر الصيف هو وزوجته وابنه الصغير 3 أيام في الاسبوع من الاربعاء وحتي الجمعة.. واثناء تواجده كانت المنطقة تشبه الثكنة حيث يمنع اي شخص من التواجد بالقرب من الفيلا أو الشاطيء الخاص به.
البحر بدون العادلي
يستيقظ العادلي مبكرا منذ الخامسة فجرا ثم يخرج بعدها مباشرة ليتناول افطاره في حديقة الفيللا ثم يتريض لمدة نصف ساعة ليذهب بعدها مباشرة الي مياه البحر ليستمتع بالسباحة في المياه لمدة تزيد علي الساعتين ثم يدخل بعدها الي فيللته ولا احد يراه قبل الخامسة عصرا.. وعن وجبات حبيب العادلي يقول لنا رضا انه كان يحضر معه طقم طباخين »شيفات« من اشهر الفنادق لخدمته ولتحضير المأكولات له ولزوجته ونجله.. ويضيف ان ابنته لم تكن تزوره ابدا في فيللته بل هو من كان يذهب اليها في نفس الموكب الذي حضر من القاهرة ويخرج ليلا ليصطحبها الي كافيهات مارينا العالمية او لقضاء الوقت في بورتو مارينا او حضور حفلة لاحد الفنانين بشاطيء ال»لابلاج«.. فيلا العادلي تبدو عادية جدا ولا يظهر عليها اي اختلاف عن باقي الفيلات سوي أنه أغلق الممر الجانبي له حتي لا يقوم احد بازعاجه ولكن رضا يؤكد ان اثاث الفيلا رآه مرة واحدة فقط خلسة ووصفه الحارس ب»الذي لم أر مثله في حياتي حتي في التليفزيون«.. ويقول رضا ان حفلات الشواء التي يدعو فيها كبار رجال الدولة من الوزراء وكبار القيادات المقربة من الوزير من رجال الداخلية.. ويضيف رضا ان الفيلا كما تري خالية من أي حراس الآن ولم يحضر اليها احد منذ قيام الثورة وان في آخر زيارة للعادلي لفيللته بمارينا كان يوم جمعة وكان ذلك في أواخر سبتمبر الماضي وقام باداء صلاة الجمعة بالمسجد المجاور علي غير العادة!!
لا بلاج ولا »فام«
وبعد انتهاء جولتنا علي بعض من فيلات كبار رجال الحكومة والنظام السابق توجهنا الي شاطئ لابلاج ولافام.. فمن زار مارينا ولم يذهب اليهما فهو لم يذهب الي مارينا علي حد تعبير روادها.. ولكن سبحان مغير الاحوال.. يغير ولا يتغير.. ففي مثل هذا التوقيت من العام كان الشاطئان ممتلئين عن آخرهما بالمصيفين من »علية القوم« عائلات وكبار رجال الدولة.. لكن الحال تبدل في صيف 1102.. حيث ان شاطيء لابلاج بدا مهجورا ومكانا مقفرا ينفر منه المار بجانبه.. فالشاطيء لم يتم تمهيده وكان مهملا الي اقصي درجة كأن لم يكن هناك شاطيء بهذا المكان من قبل ولم يختلف حال شاطيء الحرملك »لافام« المملوك لاشرف نجل صفوت الشريف والذي قد وضع له اشتراكاً سنويا قيمته 067 جنيها للفرد الواحد وتذكرة الدخول لهذا الشاطيء كانت تباع ب001 جنيه اما عن اشتراك الخادمة او الاطفال المسموح باصطحابهم »اقل من 21 سنة« كان 052 جنيها فقط.وكان هذا الشاطيء خاصا بالسيدات فقط وغير مسموح للرجال بدخوله مطلقا.. ويتسع هذا الشاطيء الي حوالي 007 سيدة يوميا وكان مسموحا فيه بكل شيء فهو مخصص للسيدات فقط.. ولاقي استحسان عدد كبير من نساء مارينا والمحجبات خاصة اللاتي يفعلن ما بدا لهن داخل اسوار هذا الشاطيء.
مارينا اليوم غير الأمس
حال مارينا الآن معقل الاغنياء ومصيف كبار رجال الدولة اصبح لايسر عدوا ولكنه يسر الحبيب.. بورتو مارينا يكاد يكون خاليا تماما وبورتو طرة يحتضن ملاك مارينا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.