في إطار الخطة السنوية للتدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة تم تنفيذ أكبر مناورة بالذخيرة الحية نفذتها تشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية علي الحدود الغربية، التي استمرت علي مدار عدة أيام بهدف رفع الكفاءة القتالية لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة، والتاكيد علي تنفيذ كافة المهام المكلفة بها علي مختلف الأصعدة، والمناورة تدريب مشترك بين كافة الأسلحة وبين طرفين »العدو، القوات» هدفها قدرة القوات المشاركة علي مجابهة العدائيات المطلوبة حفاظا علي أمننا القومي. تضمنت المناورة مراحل المشروع الاستراتيجي التعبوي »جالوت- 8 » وإجراءات تنظيم التعاون وعرض القرارات لقادة تشكيلات المشاة الميكانيكي والمدرعة وعناصر المدفعية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، بمشاركة تشكيلات من القوات الجوية ووسائل وأسلحة الدفاع الجوي وعناصر الإبرار الجوي من الوحدات الخاصة وتنفيذ العديد من الأنشطة التخصصية شملت رفع درجات الاستعداد القتالي وتنفيذ مخططات التحميل للأسلحة والمعدات وفتح طرق ومحاور التحرك للقوات، وإجراءات تنظيم التعاون والتنسيق بين كافة الوحدات والتشكيلات المنفذة للمشروع. أما المرحلة الرئيسية للمناورة التكتيكية بالذخيرة الحية »رعد - 26» فشملت إدارة أعمال القتال لاقتحام الحد الأمامي لدفاعات العدو بمعاونة تشكيلات من القوات الجوية التي نفذت طلعات الاستطلاع والتأمين للمعاونة في دعم أعمال القتال للقوات القائمة بالهجوم، تحت ستر وسائل وأسلحة الدفاع الجوي وبمساندة المدفعية لتدمير الاحتياطيات وإرباك وتدمير مراكز القيادة والسيطرة المعادية، وقامت العناصر المدرعة والمشاة بتطوير الهجوم واختراق الدفاعات المعادية والاشتباك معها وتدميرها بمعاونة الهليكوبتر المسلح وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات للتصدي لهجمات العدو المضادة وحرمانه من استعادة أوضاعه الدفاعية علي كافة الخطوط المختلفة، والتعاون مع الوحدات الخاصة في تنفيذ مهمة القضاء علي بؤرة إرهابية بتجمع سكني وتأمين السكان المحليين من العناصر الإرهابية وإعادة تشغيل المرافق العامة، وتحقيق الاستقرار المجتمعي بإمكانيات القوات المسلحة والقضاء علي كافة العناصر الإرهابية المتسللة برا وبحرا قبل وصولها إلي خط الحدود الدولية، حيث قامت عناصر القوات البحرية بالتعاون مع قوات حرس الحدود بتأمين الساحل البحري وتكثيف الدوريات الساحلية لصد وتدمير العناصر الإرهابية المتسللة عبر البحر وتأمين خط المرور الساحلي، وظهر خلال المرحلة المهارات الميدانية والقتالية العالية لكافة الأسلحة والتخصصات المعاونة وقدرتها علي التعامل مع الأهداف الميدانية وغير النمطية وإصابتها من الثبات والحركة، وإدارة أعمال القتال في العمق وسرعة تنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين بدقة وكفاءة عالية، كذلك أعمال التأمين الإداري والفني لكافة العناصر المشاركة في المناورة وتنفيذ إجراءات الإمداد بالتعيينات والمياه والوقود، وتقديم الدعم الطبي وإخلاء الجرحي والمصابين. مصدر عسكري، أكد أن إجراء مناورة بالذخيزة الحية علي الحدود الغربية » المشروع الاسترتيجي» جالوت -8 والتكتيكي رعد -26» تأتي في إطار الخطة السنوية للقيادة العامة للقوات المسلحة بهدف رفع مستوي الكفاءة القتالية لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة، والتأكيد علي تنفيذ كافة المهام المكلفة بها علي مختلف الأصعدة، موضحا أن كل الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة تضع خطتها السنوية للتدريب علي مستوي الأسلحة أن تبدأ في بداية العام التدريبي، وفي النصف الثاني من العام تبدأ التدريبات المشتركة بين مختلف الافرع الرئيسية من المناورات التكتيكية بالذخيرة الحية بمشاركة عناصر المدرعات والمشاة الميكانيكي والمدفعية وتشكيلات القوات الجوية، البحرية، الدفاع الجوي، المقاتلات الجوية ذات الطرازات المختلفة لتنفيذ طلعات استطلاع لدعم أعمال قتال القوات وتدمير كل الاحتياطيات المعادية بمساعدة المدفعية. وأشار المصدر العسكري إلي أن المناورة تمت بتنفيذ عدة أنشطة تدريبية بالذخيرة الحية بمشاركة كافة عناصر معركة الأسلحة المشتركة الحديثة وبيان لاقتحام بؤرة حدودية والقضاء علي العناصر الإرهابية المسلحة قبل اقترابها من خط الحدود الدولية، وتأمين الحدود البرية والساحلية علي الاتجاه الاستراتيجي الغربي بالتعاون مع الأفرع الرئيسية وحرس الحدود بالإضافة إلي عرض قرارات قادة التشكيلات والوحدات المقاتلة والمعاونة لمواجهة العدائيات المختلفة وكيفية القضاء عليها وقيام عناصر القوات البحرية بالتعاون مع قوات حرس الحدود بتأمين الساحل البحري وتكثيف الدوريات الساحلية لصد وتدمير العناصر الإرهابية المتسللة عبر البحر وتأمين خط المرور الساحلي. وأشاد المصدر، بالدور الوطني لشيوخ وعواقل مطروح في التعاون والتصدي لمحاولات التسلل والتهريب عبر الحدود، وشدد علي أن القوات المسلحة قادرة علي مجابهة كل التحديات والعدائيات التي تستهدف أمننا القومي وسوف تظل قواتنا المسلحة عند حسن الظن بها للدفاع عن شعبها والتصدي لكل من تسوِّل له نفسه المساس باستقرار كل المنطقة العربية، مؤكدا أن رجال القوات المسلحة يملؤهم العزيمة والإصرار في الحفاظ علي أعلي معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي مع التفاني في تنفيذ كل ما يكلفون به لتأمين كافة الحدود المصرية لحماية مقدراتها ومكتسبات شعبها العظيم. من جانبه قال اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، إنه توجد خطة تدريب سنوية تبدأ في إطار الخطة السنوية للقوات المسلحة بهدف تدريب كل الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة في بداية كل عام تدريبي لرفع مستوي الكفاءة القتالية للقوات والتأكيد علي تنفيذ كل المسئوليات المكلفة بها واستطلاع الأرض، مشيرا إلي أن النصف الثاني من العام التدريبي تكون التدريبات المشتركة بين كافة الأفرع والأسلحة المقاتلة طبقا لنوع المناورة وهو تدريب مشترك بين كافة الأسلحة وبين طرفين »العدو، القوات» هدفها قدرة القوات المشاركة علي مجابهة العدائيات المطلوبة إذا اقتضي الأمر. وقال سعيد، إن هذه المناورات التي تجريها القوات المسلحة ومنها المناورة رعد -26 والمشروع التكتيكي جالوت -8» توجه رسائل من خلال مشاركتنا مع الدول الصديقة علي تبادل المعلومات ومعرفة نقاط القوة والضعف وتلاشيها مستقبلًا، مشيرا إلي أن المناورات يتم فيها التدريب علي مختلف الأسلحة المتطورة الحديثة التي دخلت الخدمة من الصواريخ بعيدة المدي والطائرات لأن القوات المسلحة هدفها مواكبة أوجه التحديث والتطور في منظومة الأسلحة الدفاعية من خلال التدريبات المستمرة عليها وإعطاء الثقة في قواتنا المسلحة بأنها لن تسمح بأي عدائيات ضد الوطن علي مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للحفاظ علي أمننا القومي. اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق، قائد قوات حرس الحدود الأسبق، أكد أن هذه المناورة تأتي ضمن الخطة التدريبية السنوية للقوات المسلحة ومخطط لها مسبقا علي جميع المستويات والاتجاهات لتأمين الحدود المصرية حفاظا علي أمننا القومي، وأن هذه المناورة توجه رسالة بأن القوات المسلحة تحمي الأمن القومي المصري علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية لأي قوي تفكر لحظة المساس بأمن الوطن وخاصة في الاتجاه الغربي من الحدود المصرية الليبية لأن ليبيا تمثل العمق الاستراتيجي لمصر، مشيرا إلي أن هذه المناورة رسالة تؤكد علي درجة الاستعداد والكفاءة القتالية العالية وجاهزية القوات المسلحة لتأمين الحدود الغربية التي تصل إلي 12كم2 وبأن قواتنا سلاحها »النصر أو الشهادة » والتصدي بكل عزيمة وإصرار لمحاولات التسلل والتهريب والهجرة غير الشرعية علي الاتجاه الاستراتيجي الغربي بالتعاون مع قوات حرس الحدود والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، واستبعد حفظي أن تكون المناورة تمهيدا للقيام بأي عمليات برية ضد أي دولة ولا تعتبر تهديدا لكنها رسالة لمن تسوِّل له نفسه المساس بأمننا القومي. وكشف اللواء دكتور محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن المناورات التي تجريها القوات المسلحة بمشاركة كل الأفرع الرئيسية تأتي في خطتها السنوية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة بمشاركة المشاة، المشاة الميكانيكي والدبابات، والمدرعات، والمدفعية، وغيرها من باقي الإدارات والأجهزة الفنية بهدف رفع الكفاءة القتالية وتطوير برامج التدريب القتالي للوحدات للضباط والأفراد من خلال الرماية بالذخيرة الحية والرماية التكتيكية، مشيرًا إلي أن هذه المناورات بالذخيزة الحية تظهر الكفاءه القتالية للقوات المشاركة وإبراز أننا نملك الردع بالقوة وهذا ما يتوافق مع تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة عندما قال إن القوات المسلحة مستعدة علي التواجد خلال 6 ساعات في أي مكان. وأوضح، أن ذلك له محوران أولا فيما يخص القوات المسلحة وثانيا انعكاساته علي المستوي الداخلي والخارجي بأنه علي الرغم من قيام القوات المسلحة بأعمال خدمية ومدنية هدفها الأول الرئيسي هو تأمين الحدود وحماية البلاد برا وبحرا وجوا من خلال التدريبات المستمرة والكفاءة القتالية لجاهزية القوات المسلحة بكافة الأفرع الرئيسية حفاظا علي الأمن القومي علي مختلف الاتجاهات الاستراتيجية. وقال الغباري، إن استخدم الذخيرة الحية بالمناورات لإظهار نوع من أساليب الردع لأي تهديد منتظر لأن التهديد يأتي من الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الغربي من الأراضي المجاورة، وأضاف أن نتائج الاشتراكات التي تمت كانت تشير إلي رفع الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة. اللواء دكتور طلعت موسي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أكد أن المناورات تتم وفق خطة شهرية من هيئة التدريب للقوات المسلحة وتسير حسب الخطة السنوية ويتم التصديق عليها من قبل القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي بهدف رفع الكفاءة القتالية من عمليتي التدريب والتسليح لمختلف الأسلحة التي يتم دخولها الخدمة بكل التشكيلات بالوحدات، منوها إلي أن كل المناورات هدفها توجيه رسائل للشعب المصري والجماعات الإرهابية بأن القوات المسلحة رغم انشغالها ببعض المشروعات القومية في محور قناة السويس ومحاربتها للإرهاب في سيناء فإن هذا لا يؤثر علي مستوي الكفاءة القتالية لحماية حدود مصر الإقليمية الغربية والشمال الشرقي.
