هل توجد لدينا في مصر إحصائية عن تعداد الكائن القاهري الشهير في عرفنا نحن المصريين ب (العِرسة).. فهذا الكائن الذي تمتليء به شوارع القاهرة وأزقتها وحواريها.. تمرق من تحت الأبواب رغم الأقفال المغلقة بمهارة شديدة وسرعة عالية.. لاتنفع معها مصائد.. وليس لها نقاط ضعف.. وهي القادرة علي المروق من ثقب الإبرة.. والمتجول بعد منتصف الليل في الظلام يلحظ سرعتها وهي تمرق من باب إلي باب كأنها في مصلحة مستعجلة.. يتهمها البعض بالسرقة وأن العثور علي وكرها يعني اكتشاف كنز من الذهب.. ففي المناطق الشعبية عند اختفاء خاتم ودبلة أو سلسلة ذهبية بعد إعياء البحث عنها سرعان ما تذهب الظنون إلي (العِرسة) بأنها أخذتها. فهلا فكرت الحكومة العزيزة في مكافحة »العِرسة« ومداهمة أوكارها لعلها تجد فيما تعثر عليه.. ما تسدد به ديونها الداخلية علي الأقل؟ المرأة هي الكائن الحقيقي الذي يكتوي بنار الأسعار.. لأن يدها دائما في جيب زوجها.