لماذا يعشق المصريون الجدية ولا يمارسونها ؟ حين تبدأ مباريات كأس العالم في جنوب أفريقيا تخلو شوارع القاهرة من المارة.. تسأل عن الاصدقاء فيردون عليك وسط هتافات تتصورها تشجيعا لمصر حالة من الحماسة تتلبس الناس.. أعجاب بلا حدود بمهارات لاعبي أمريكا اللاتينية واوروبا.. يحفظون عن ظهر قلب اسماء اللاعبين.. يحفظون جدول المباريات. لكن فلننتقل الي الجانب الاخر: مصر لديها دوري خاص بها.. متابعة المباريات المحلية لا تنقطع.. الخلاصة التي يمكن ان تخرج بها من المقارنة: مفارقة كبيرة بين مستوي الجدية الذي يلعب بة لاعبو اوروبا وأمريكا اللاتينية.. ومستوي الجدية الذي يلعب بة لاعبونا. هل يفتقد الجمهور المصري هذة الجدية أما ان الكمال في اللعب هو ما يبهره. لدينا جمهور محبط لم يتمكن منتخبه من اللعب والمنافسة في كأس العالم منذ سنوات طويلة.هل لذلك علاقة بمستوي الاداء العام في المجتمع. ؟ هل لذلك علاقة بمستوي التقدم السياسي والاقتصادي ؟ هل لذلك علاقة بمستوي تقدم الادارة في المجتمع لمؤكد ان المجتمعات المتقدمة كانت قادرة دوما علي تحقيق انجاز رياضي منذ روما القديمة.. انتعشت الرياضة وقت الامبراطورية.. كما انتعشت الرياضة في العالم الحديث وما بعد الحديث.هناك فرق بالطبع بين رياضة زمان ورياضة النهاردة. ياضة اليوم نجحت في مضاعفة الاداء الرياضي بسبب التقدم العلمي والقدرة علي معرفة أقصي طاقة يمكن الحصول عليها من الكائن البشري. قد نجح العلم في معرفة قدرة العضلة علي العطاء.. وتوقيت ذروة عطائها.. هم استفادوا.. نحن لم نستفد.لقد وقع المصريون منذ عقدين في معضلة: هم يرون الانجاز الحضاري في الرياضة والسياسة والعلم.. وهم غير قادرين علي اللحاق بة.. حالة من التعاسة تظللها حضارة عظيمة انجزها نفس الشعب الذي أكتفي بالفرجة علي الاخرين وهم يلعبون. [email protected]