في العام الماضي طلب السيسي من الشعب المصري تفويضا لمحاربة الإرهاب وجماعات الظلام، وخرج الشعب عن بكرة أبيه وفوضه. وبالأمس القريب وفي مدينة السلام، ومن خلال المؤتمر الاقتصادي، تعالت أصوات قادة العالم ليفوضوا «السيسي» لمحاربة الإرهاب. كل كلمات القادة والملوك والرؤساء وممثلي الدول كانت تصب في خانة واحدة، كلنا ندعم مصر، كلنا مع مصر ضد الإرهاب، كلنا نؤيد سياسة مصر. كانت كلمات القادة العرب تخرج من القلب والعقل معا، السعودية ممثلة في ولي عهدها مقرن بن عبدالعزيز، والكويت ممثلة في أميرها صباح الأحمد، والإمارات ممثلة في محمد بن راشد حاكم دبي كانوا يتحدثون عن مصر وكأنهم يتكلمون عن بلدهم مؤيدين وداعمين وشركاء وإخوة، قالوا إن مصر هي موطن صناعة التاريخ، وبلد السلام والخير، وهي قلب العرب النابض، والعلاقات معها أبدية وأزلية، وأن دعمها دعم للأمة العربية، وقوتها قوة للأمة العربية، والوقوف مع مصر هو ضمان لاستقرار المنطقة ولم يكتف القادة العرب بكلمات الثناء والإشادة والمديح لمصر ورئيسها وشعبها، وتواصلا لدعمهم أعلنوا عن المساهمة ب 12 مليار دولار من الدول الثلاث. وقد حرص الأمير مقرن ولي العهد السعودي علي حضور جلسات المؤتمر وفعالياته علي مدار أيامه الثلاثة. ولعل ذلك أبلغ رد وأقوي دليل علي قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين مصر ودول الخليج التي حاول الإخوان المحتلون تعكير صفوها، وتشويهها.
ما يقرب من 20 متحدثا من القادة والرؤساء والمسئولين من مختلف الدول كانوا يعزفون نغمة واحدة ويرددون معني واحدا وهو «تحيا مصر». حتي أمريكا عادت إلي صوابها وتخلت عن النغمة النشاز التي كانت تعزفها طوال الفترة الماضية في هجومها علي مصر، ودعمها للإخوان المحتلين، واستقبالها لقادة الجماعة الهاربين من العدالة. وقال جون كيري وزير خارجيتها وممثل بلده في المؤتمر إن بلده تقف مع دول العالم لإنجاح المؤتمر الاقتصادي لأننا جميعا لدينا مصلحة في نجاح مصر، وقال إن الرئيس السيسي يستحق الإشادة لما يبذله من جهد لصالح مصر والمصريين، وأن أمريكا ملتزمة بدعم مصر.. وأخيرا اعترفت أمريكا أن مصر تتعرض للإرهاب عندما أفصح عن أنه لايوجد مبرر للإرهاب أو عذر لقتل الأبرياء، وهذا يجعل المؤتمر بالغ الأهمية.. وأكد أن الرئيس أوباما أعلن التزامه الكامل تجاه الأمن والرفاهية للشعب المصري. وجاء صوت أوروبا عبر رئيس وزراء إيطاليا معلنا الدعم المطلق والتأييد اللا محدود للسياسة وتثمين الجهود الدؤوبة للرئيس السيسي. وقالها صراحة إن بلاده ستكون لاعبا رئيسيا في خطة مصر لمحاربة الإرهاب لأن استقرار مصر استقرار لأوروبا، وكان حريصا علي فضح صور الإرهاب الذي نتعرض له قائلا ما يحدث ليس صراع حضارات أو أديان ولكنه صراع بين مجتمعات متحضرة وأخري متخلفة.. وقال إن نجاح المؤتمر رسالة قوية ضد الإرهاب والتشدد.. وأننا أقوياء وهم ضعفاء.. وأننا مصممون علي خلق مجتمع ومكان آمن. ولم تختلف كثيرا كلمة أسبانيا عن كلمة إيطاليا فالمعني واحد وإن اختلفت الألفاظ.
نجاح المؤتمر الاقتصادي «مصر المستقبل» لن يقاس ب 14 مليار دولار ودائع ودعما من دول الخليج، ولا بحجم الاتفاقيات التي تجاوزت ال 100 مليار دولار التي تم توقيعها مع كبري الشركات العالمية والكيانات الاقتصادية في مجالات الكهرباء والبترول والتعمير.. ولكن يقاس بمدي ماحققته مصر من ثقل وتوحيد للصف العربي والدولي، تجاه العدو الأول للبشرية ألا وهو الإرهاب، بالإضافة إلي أن العالم يشهد الآن أن لمصر قائدا ذا رؤية مستقبلية، وشعبا ذا إرادة علي تحدي الصعاب ومواجهة التحديات. وتتضح رؤية الرئيس وتوجهه عندما أصر علي عدم بداية كلمته الختامية إلا قبل أن يصعد الشباب المنظمون للمؤتمر علي المنصة، قائلا: (مش هتكلم إلا لما يبقي الشباب إللي نظموا المؤتمر بجانبي)، ليؤكد للجميع أن مستقبل مصر مرهون بشبابها وأنهم وقودها الحقيقي للانطلاق.. وسحر الرئيس الحاضرين وكل من تابع كلمته المؤثرة التي خرجت من القلب فلمست قلوبنا وعقولنا فرسمت الابتسامة علي الوجوه ممزوجة بدموع الفرحة بالنجاح والاعتزاز بالقائد.. فهتف الحاضرون «تحيا مصر.. تحيا مصر».. ورددها معهم الرئيس ثم هتف البعض «ويعيش رئيس مصر»، فرد الرئيس «تحيا مصر ومحدش تاني يهتف له إلا مصر.. مصر بشعبها.. مصر بشبابها.. مصر عمرها ما هاتموت.. مصر استيقظت من جديد.. والشعب إللي غير في 25 يناير و30 يونيو.. لو عايز يغير تاني هيغير، بس أنا والله العظيم لا يمكن هاستني لما يحصل فالشعب المصري العظيم بحبه وبحترمه وبخاف عليه». ولابد أن يعرف الرئيس أن شعبه أيضا يبادله نفس المشاعر فهو يحبه ويحترمه ويخاف عليه. مبروك لمصر نجاح المؤتمر مبروك علي مصر تدفق المليارات للاستثمار مبروك لمصر استعادة مكانتها مبروك للمصريين بلدنا الجديدة آخر كلمة بعد إلقا الرئيس كلمته الختامية في المؤتمر تبادل الحاضرون التهاني، ليس لنجاح المؤتمر فقط بل كانت كلمة «مبروك علينا رئيسنا».