لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    شعبة الدواجن: حرارة الجو السبب في ارتفاع أسعارها الأيام الماضية    بعد وفاة 40 مواطن لارتفاع الحرارة.. نائبة تطالب بوقف تخفيف الأحمال في أسوان    إتقان تقنيات تحليل سوق العملات    وزير إسرائيلي ثالث يعلن استقالته من حكومة الاحتلال    مفاجآة في تشكيل منتخب مصر أمام غينيا بيساو    انتحار مديرة مدرسة بحبة حفظ الغلال بالمنوفية    جدول امتحانات الثانوية العامة 2024.. تبدأ بالمواد الغير مضافة    مفاجأة.. فنان شهير ينشر صورة قديمة لعمرو دياب مع المعجب الذي صفعه بالقلم    كوريا الجنوبية تستأنف البث الدعائي ضد حملة "بالونات القمامة" لكوريا الشمالية    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم وادي الفارعة جنوب طوباس    الكويت وقطر تبحثان القضايا الإقليمية والدولية والحرب على غزة    البابا تواضروس الثاني يصلي عشية عيد القديس الأنبا أبرآم بديره بالفيوم    قنصلية فرنسا تطلق مشروع الاقتصاد الدائري بدعم الاتحاد الأوروبي    50 مليون جنيه سنويًا.. حوار بين خالد البلشي وضياء رشوان حول زيادة بدل الصحفيين    نقيب الصحفيين يؤكد ضرورة إصدار قانون حرية تداول المعلومات    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    إيهاب الكومي: الكرة ملهاش كبير.. وحسام حسن اجتمع بلاعبي المنتخب لهذا السبب    عاجل.. صفقة هجومية تتسبب في انقسام داخل الأهلي    منتخب إيطاليا يهزم البوسنة والهرسك بهدف نظيف    تقرير: الخليج يعرض محمد شريف للبيع.. وحقيقة شرط عودته ل الأهلي    رئيس البلدية: منتخب مصر خسر تواجد حسام أشرف    دعبس يوضح موعد تغيير اسم فيوتشر ل مودرن سبورت    "ابدأ": 70% من المشكلات التي تواجه المصنعين تدور حول التراخيص وتقنين الأوضاع    سياحة الشيوخ توصي بضرورة تفعيل المنتج السياحي "العمرة بلس"    إصابة 14 شخص في انفجار أنبوبة بوتاجاز بالمنيا    مقتل فلاح علي يد ابن عمه بسبب خلافات علي قطعه أرض بالفيوم    مصرع طفل في حريق سوبر ماركت بالفيوم    القائم بأعمال سفارة طاجيكستان: مصر لديها خبرة واسعة في استخدام الموارد المائية    مفاجأة.. صورة قديمة تجمع عمرو دياب بالمعجب المثير للجدل    آسر ياسين يروج ل فيلم "ولاد رزق 3 - القاضية"    محمود فوزي: الحوار الوطني ساهم في الإعفاءات عن المحبوسين.. والجهات المعنية لا تتأخر    الأونروا: وصلنا إلى طريق مسدود بسبب إغلاق إسرائيل المعابر أمام المساعدات    الأول على الإعدادية الأزهرية بالإسماعيلية: مثلي الأعلى عمي وأتمنى أن أصبح طبيبا للقلب (فيديو)    رئيس إنبي يكشف حقيقة حقيقة عروض كالوشا وأوفا    العاهل الأردني: صمدنا في مواجهة التحديات بالعزيمة والصبر    لميس الحديدى تكشف عن إصابتها بالسرطان.. لماذا أخفت المرض؟ (فيديو)    دعاء وفضل العشر الأوائل من ذي الحجة    دعاء العشر من ذي الحجة مستجاب.. «اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي»    الكشف على 1346 مواطنا بقافلة طبية مجانية بقراقص في دمنهور    وزير المالية الإسرائيلي: انسحاب جانتس من الحكومة خطوة غير مسؤولة    الإفتاء توضح أعمال الحجّ: اليوم التاسع من ذي الحجة "الوقوف بعرفة"    الطالبات يتصدرن.. «أزهر المنيا» تعلن أسماء أوائل الشهادة الإعدادية 2024    زيادة أكثر من 200 جنيه، ارتفاع سعر دواء شهير لعلاج مرضى الصرع    كم عدد أيام التشريق وحكم صيامها؟.. تبدأ من مبيت الحجاج بمنى    لمواليد «الأسد».. توقعات الأبراج في الأسبوع الثاني من يونيو 2024    ليلى عبد اللطيف تتوقع انفصال هذا الثنائي من الفنانين    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية بمنطقة أسيوط الأزهرية بعد اعتمادها رسميًا    منها مباشرة الزوجة وتسريح الشعر.. 10 محظورات في الحج يوضحها علي جمعة    بشرى سارة بشأن توافر نواقص الأدوية بعد عيد الأضحى.. فيديو    جامعة سوهاج: 1000 طالب وطالبة يؤدون امتحانات نهاية العام بالجامعة الأهلية للتعلم الإلكتروني    المرور: ضبط 28776 مخالفة خلال 24 ساعة    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق    البابا فرنسيس يحث حماس وإسرائيل على استئناف المفاوضات ويدعو لإنقاذ شعب غزة المنهك    مدرسة غبور للسيارات 2024.. اعرف مجموع القبول والتخصصات المتاحة    اعتدال بسيط في درجات الحرارة بمحافظة بورسعيد ونشاط للرياح.. فيديو وصور    ريان عربي جديد.. إنقاذ طفل سوري وقع داخل بئر بإدلب    يحدد العوامل المسببة للأمراض، كل ما تريد معرفته عن علم الجينوم المصري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ورقة وقلم
نبوءة السيسي التي تحققت بعد 4 سنوات !
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 15 - 03 - 2015

مؤتمر شرم الشيخ: نجاح فوق التصور وحصاد أغلي من الاستثمارات
منذ 4 سنوات.. استمعت إلي اللواء عبدالفتاح السيسي يتحدث في عرض شامل عن الموقف في البلاد والأوضاع التي تردت وأفضت إلي قيام ثورة 25 يناير.
كان ذلك في مارس عام 2011، وكان معنا ثلاثة من كبار المثقفين، وثلاثة من كبار القادة أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
استحوذ السيسي علي اهتمام الحاضرين ومعظمهم كان يراه للمرة الأولي برؤيته البعيدة وأفكاره المرتبة وشخصيته الودودة الآسرة التي تختلف عما هو مرسوم في الذهن عن صورة قائد يتولي منصب مدير إدارة المخابرات الحربية.
كنت أري بصيص أمل، أحسبه سرابا، في ثغرة أحدثتها ثورة يناير في جدار الفساد والاستبداد والجمود والظلم والتخلف الاقتصادي، الذي ران علي البلد قرابة أربعين عاماً.
يومها قلت للواء السيسي: هل يمكن أن نعيش لنري بلدنا في الصورة التي نحلم بها؟!
لمعت عينا السيسي، وأشرق وجهه بابتسامة خفيفة.. وقال: بكرة تشوف وأكثر!
مضت الأيام والسنون، وجرت المقادير بما جرت، ورأيت يوم أمس الأول، نفس اللمعة في عيني السيسي بعد مضي 4 سنوات، شاهدتها وهو يتابع قادة الدول العربية والأجنبية يتحدثون عن مصر التاريخ والمكانة والدور والمستقبل الواعد.
نظرت نحو الرئيس السيسي من قلب قاعة الاحتفال التي احتشدت بداخلها وفود حاشدة من 83 دولة تضم قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وصناع قرار ورؤساء شركات عالمية وأصحاب أعمال، رأيت الفرحة تكاد تقفز من وجهه وكأنه يقول: ألم أقل لكم؟!
■ ■ ■
كنت أضع يدي علي قلبي قبل انعقاد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، فلقد تعودت أن أترك التفاؤل لغيري، وأنزل بسقف توقعاتي، فإذا علت عنها النتائج، أسعد في زمن عزت فيه السعادة.
غير أن النتائج فاقت كل تصور.
نحو 70 مليار دولار هي قيمة الاستثمارات المباشرة والمشروعات الممولة ومذكرات التفاهم التي جري الاتفاق عليها خلال المؤتمر، بجانب المساعدات العربية التي بلغ إجماليها 12٫5 مليار دولار، ومشروع العاصمة الجديدة الذي تبلغ تكاليفه 45 مليار دولار، وكان مخططاً أن تقام في غضون 10 سنوات، لكن الرئيس طلب اختصارها في 5 سنوات.
غير أن الأهم من تلك الاستثمارات والتدفقات التي تبلغ أضعاف ما كان مقدرا تحقيقه من المؤتمر، هو الرسالة التي أعلنها العالم من أمام منصة مؤتمر شرم الشيخ: "نحن مع مصر". هو الاعتراف من بعد تلكؤ، الانفتاح من بعد عزلة، المساندة من بعد تردد.
الأهم أن العالم جاء من جديد إلي مصر بعد طول غياب ليري بلداً في عنفوان طموحه، وشعباً في ذروة عزمه.
■ ■ ■
مؤتمر شرم الشيخ، كان محفلاً لأصدقاء مصر، وكان من بينهم فرقاء، لم يجمعهم في هذا المكان، إلا قناعتهم بأن مصر هي مفتاح الاستقرار في منطقتها ومحيطها، وأن الوقوف بجانبها إنما هو اصطفاف من أجل التحضر والسلام والأمن ودرء أخطار الإرهاب والفتن والحروب.
كان الحضور العربي البارز رفيع المستوي في شرم الشيخ، أقرب ما يكون إلي قمة عربية قبل أسبوعين من انعقادها في مدينة السلام قبل نهاية الشهر.
وكانت رسالة العرب إلي الجميع، إلي من يعرف ومن لا يريد أن يعترف، أن مصر هي قلب العروبة وحصن العرب ومحرك الأمة، وأن الوقوف مع مصر هو بث للروح في المستقبل، والاستثمار فيها هو استثمار في استقرار المنطقة.
كانت رسالة العرب واضحة للجميع، انه لا وجود للعرب في غياب مصر، ولا غني لمصر عن أمتها العربية.
هذه الرسالة سمعناها بنفس عباراتها في كلمات الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية، والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس وزراء لبنان تمام سلام.
كانت كلمة الأمير مقرن قاطعة في حسم تخرصات قيلت عن تغير مزعوم في العلاقات المصرية السعودية، بل إنه وجه انتقادات لاذعة لدول كبري في حضور ممثليها الكبار، عندما دعاها إلي البعد عن ازدواجية المعايير بين ما يجري في مصر من أحداث وما يجري في غيرها، وإلي دعم الحكومة المصرية في جهودها.
وكانت كلمة الرئيس السوداني عمر البشير رداً بليغاً علي تصور شاع بوجود توتر في علاقات البلدين بعد ثورة 30 يونيو، عندما تحدث عن شراكة البلدين من أجل شعبي وادي النيل.
وجاء الحضور اللافت للرئيس الفلسطيني محمود عباس وكلمته العامرة بالمحبة لمصر والعرفان لدورها، لتعبر عن مكانة فلسطين الحقيقية في قلب مصر، وتضامنها مع شعبها في مواجهة الإرهاب باسم الدين.
أما رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين، فكانت عبارته "إن الخيار أمامنا كان إما أن نعوم أو نغرق، وقد اخترنا أن نسبح سويا"، تعبيرا عن طريق جديد للعلاقات المصرية الإثيوبية، يطوي ملف التوتر، ويفتح صفحة التعاون والمصير المشترك الذي يجسده شريان النيل.
■ ■ ■
سمعنا العالم يتحدث عن مصر، وعن آفاق التعاون معها، وعن التقدير لقيادتها، ممثلاً في دول أفريقيا وآسيا وأوربا، والقوي الكبري الولايات المتحدة، روسيا، الصين.
سمعنا وزير الخارجية الأمريكي يقول: لنا مصلحة في نجاح مصر، وكلفني الرئيس أوباما بأن أذكر التزامنا الكامل بالأمن والرفاهية والسلام التي يرغب فيها شعب مصر ويستحقها.
وكان من أبرز ما قيل، كلمة رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي الذي أكد أن الرسالة الأهم من المؤتمر هي رسالته ضد الإرهاب والتشدد وان الإرهاب لا يعكس حرباً بين حضارات أو أديان، وإنما صراع بين التحضر والتخلف.
بنفس القدر من التصميم، جاءت كلمة وزير الصناعة الإسباني خوسيه مانويل صوريا الذي قال إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست معركتها بمفردها إنما هي معركة الشرق الأوسط وأوربا وكل العالم، وأن بلاده ستقدم كل الدعم لشعب مصر ليس فقط من منظور الاستثمار وإنما لنفوز بالحرب ضد الإرهاب مهما كانت تضحياتها ومهما استغرقت.
■ ■ ■
في مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس السيسي لقادة الدول ورؤساء الوفود مساء أمس الأول، استمع الرئيس إلي عبارات الثناء والتهنئة علي نجاح المؤتمر من يومه الأول، وفي جولته بالبهو الرئيسي لقاعة المؤتمرات، بدا الرئيس في قمة سعادته وهو يشاهد المخطط المجسم لمشروع العاصمة الجديدة البديع، ثم وهو يصافح الأيادي التي امتدت إليه وسط الحشود، بينما كان المصريون يهتفون له.
الحمد لله أولاً وأخيراً.. والفضل كل الفضل للرئيس السيسي الذي أراد أن يكون المؤتمر نافذة يطل منها العالم علي مصر الجديدة، فتحقق له ولنا ما أراد وأكثر، وكان المشهد في الجلسة الافتتاحية والجلسات التالية، احتفاء عالمياً بانطلاق مصر الجديدة بلد الحضارة والحداثة، وموطن التسامح واحترام الآخر، وأرض الفرص والمستقبل الواعد، وأيضا بتدشين قيادة عالمية تتمتع بالعزم والصدق وتحظي بالاحترام والتقدير.
أما الشكر فهو للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وأعضاء حكومته، فقد تحمل ما يفوق طاقة البشر وظل ومازال يعمل ويكد بإخلاص ووطنية، وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة في الترتيب للمؤتمر ومتابعة فعالياته، حتي خرج بتلك الصورة المبهرة.
وكل التقدير والاحترام لفرق العمل المصرية من مختلف أجهزة الدولة، وأخص بالذكر د.أشرف سالمان وزير الاستثمار الشاب الدءوب الكفء الذي أشرف ومعه د. نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي علي تحقيق هذا الإنجاز، رغم عراقيل وتشكيك من كل اتجاه!
رسالة هذا المؤتمر لكل المصريين: نعم نحن نستطيع.
مؤتمر شرم الشيخ: نجاح فوق التصور وحصاد أغلي من الاستثمارات
منذ 4 سنوات.. استمعت إلي اللواء عبدالفتاح السيسي يتحدث في عرض شامل عن الموقف في البلاد والأوضاع التي تردت وأفضت إلي قيام ثورة 25 يناير.
كان ذلك في مارس عام 2011، وكان معنا ثلاثة من كبار المثقفين، وثلاثة من كبار القادة أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
استحوذ السيسي علي اهتمام الحاضرين ومعظمهم كان يراه للمرة الأولي برؤيته البعيدة وأفكاره المرتبة وشخصيته الودودة الآسرة التي تختلف عما هو مرسوم في الذهن عن صورة قائد يتولي منصب مدير إدارة المخابرات الحربية.
كنت أري بصيص أمل، أحسبه سرابا، في ثغرة أحدثتها ثورة يناير في جدار الفساد والاستبداد والجمود والظلم والتخلف الاقتصادي، الذي ران علي البلد قرابة أربعين عاماً.
يومها قلت للواء السيسي: هل يمكن أن نعيش لنري بلدنا في الصورة التي نحلم بها؟!
لمعت عينا السيسي، وأشرق وجهه بابتسامة خفيفة.. وقال: بكرة تشوف وأكثر!
مضت الأيام والسنون، وجرت المقادير بما جرت، ورأيت يوم أمس الأول، نفس اللمعة في عيني السيسي بعد مضي 4 سنوات، شاهدتها وهو يتابع قادة الدول العربية والأجنبية يتحدثون عن مصر التاريخ والمكانة والدور والمستقبل الواعد.
نظرت نحو الرئيس السيسي من قلب قاعة الاحتفال التي احتشدت بداخلها وفود حاشدة من 83 دولة تضم قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وصناع قرار ورؤساء شركات عالمية وأصحاب أعمال، رأيت الفرحة تكاد تقفز من وجهه وكأنه يقول: ألم أقل لكم؟!
■ ■ ■
كنت أضع يدي علي قلبي قبل انعقاد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، فلقد تعودت أن أترك التفاؤل لغيري، وأنزل بسقف توقعاتي، فإذا علت عنها النتائج، أسعد في زمن عزت فيه السعادة.
غير أن النتائج فاقت كل تصور.
نحو 70 مليار دولار هي قيمة الاستثمارات المباشرة والمشروعات الممولة ومذكرات التفاهم التي جري الاتفاق عليها خلال المؤتمر، بجانب المساعدات العربية التي بلغ إجماليها 12٫5 مليار دولار، ومشروع العاصمة الجديدة الذي تبلغ تكاليفه 45 مليار دولار، وكان مخططاً أن تقام في غضون 10 سنوات، لكن الرئيس طلب اختصارها في 5 سنوات.
غير أن الأهم من تلك الاستثمارات والتدفقات التي تبلغ أضعاف ما كان مقدرا تحقيقه من المؤتمر، هو الرسالة التي أعلنها العالم من أمام منصة مؤتمر شرم الشيخ: "نحن مع مصر". هو الاعتراف من بعد تلكؤ، الانفتاح من بعد عزلة، المساندة من بعد تردد.
الأهم أن العالم جاء من جديد إلي مصر بعد طول غياب ليري بلداً في عنفوان طموحه، وشعباً في ذروة عزمه.
■ ■ ■
مؤتمر شرم الشيخ، كان محفلاً لأصدقاء مصر، وكان من بينهم فرقاء، لم يجمعهم في هذا المكان، إلا قناعتهم بأن مصر هي مفتاح الاستقرار في منطقتها ومحيطها، وأن الوقوف بجانبها إنما هو اصطفاف من أجل التحضر والسلام والأمن ودرء أخطار الإرهاب والفتن والحروب.
كان الحضور العربي البارز رفيع المستوي في شرم الشيخ، أقرب ما يكون إلي قمة عربية قبل أسبوعين من انعقادها في مدينة السلام قبل نهاية الشهر.
وكانت رسالة العرب إلي الجميع، إلي من يعرف ومن لا يريد أن يعترف، أن مصر هي قلب العروبة وحصن العرب ومحرك الأمة، وأن الوقوف مع مصر هو بث للروح في المستقبل، والاستثمار فيها هو استثمار في استقرار المنطقة.
كانت رسالة العرب واضحة للجميع، انه لا وجود للعرب في غياب مصر، ولا غني لمصر عن أمتها العربية.
هذه الرسالة سمعناها بنفس عباراتها في كلمات الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية، والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس وزراء لبنان تمام سلام.
كانت كلمة الأمير مقرن قاطعة في حسم تخرصات قيلت عن تغير مزعوم في العلاقات المصرية السعودية، بل إنه وجه انتقادات لاذعة لدول كبري في حضور ممثليها الكبار، عندما دعاها إلي البعد عن ازدواجية المعايير بين ما يجري في مصر من أحداث وما يجري في غيرها، وإلي دعم الحكومة المصرية في جهودها.
وكانت كلمة الرئيس السوداني عمر البشير رداً بليغاً علي تصور شاع بوجود توتر في علاقات البلدين بعد ثورة 30 يونيو، عندما تحدث عن شراكة البلدين من أجل شعبي وادي النيل.
وجاء الحضور اللافت للرئيس الفلسطيني محمود عباس وكلمته العامرة بالمحبة لمصر والعرفان لدورها، لتعبر عن مكانة فلسطين الحقيقية في قلب مصر، وتضامنها مع شعبها في مواجهة الإرهاب باسم الدين.
أما رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين، فكانت عبارته "إن الخيار أمامنا كان إما أن نعوم أو نغرق، وقد اخترنا أن نسبح سويا"، تعبيرا عن طريق جديد للعلاقات المصرية الإثيوبية، يطوي ملف التوتر، ويفتح صفحة التعاون والمصير المشترك الذي يجسده شريان النيل.
■ ■ ■
سمعنا العالم يتحدث عن مصر، وعن آفاق التعاون معها، وعن التقدير لقيادتها، ممثلاً في دول أفريقيا وآسيا وأوربا، والقوي الكبري الولايات المتحدة، روسيا، الصين.
سمعنا وزير الخارجية الأمريكي يقول: لنا مصلحة في نجاح مصر، وكلفني الرئيس أوباما بأن أذكر التزامنا الكامل بالأمن والرفاهية والسلام التي يرغب فيها شعب مصر ويستحقها.
وكان من أبرز ما قيل، كلمة رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي الذي أكد أن الرسالة الأهم من المؤتمر هي رسالته ضد الإرهاب والتشدد وان الإرهاب لا يعكس حرباً بين حضارات أو أديان، وإنما صراع بين التحضر والتخلف.
بنفس القدر من التصميم، جاءت كلمة وزير الصناعة الإسباني خوسيه مانويل صوريا الذي قال إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست معركتها بمفردها إنما هي معركة الشرق الأوسط وأوربا وكل العالم، وأن بلاده ستقدم كل الدعم لشعب مصر ليس فقط من منظور الاستثمار وإنما لنفوز بالحرب ضد الإرهاب مهما كانت تضحياتها ومهما استغرقت.
■ ■ ■
في مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس السيسي لقادة الدول ورؤساء الوفود مساء أمس الأول، استمع الرئيس إلي عبارات الثناء والتهنئة علي نجاح المؤتمر من يومه الأول، وفي جولته بالبهو الرئيسي لقاعة المؤتمرات، بدا الرئيس في قمة سعادته وهو يشاهد المخطط المجسم لمشروع العاصمة الجديدة البديع، ثم وهو يصافح الأيادي التي امتدت إليه وسط الحشود، بينما كان المصريون يهتفون له.
الحمد لله أولاً وأخيراً.. والفضل كل الفضل للرئيس السيسي الذي أراد أن يكون المؤتمر نافذة يطل منها العالم علي مصر الجديدة، فتحقق له ولنا ما أراد وأكثر، وكان المشهد في الجلسة الافتتاحية والجلسات التالية، احتفاء عالمياً بانطلاق مصر الجديدة بلد الحضارة والحداثة، وموطن التسامح واحترام الآخر، وأرض الفرص والمستقبل الواعد، وأيضا بتدشين قيادة عالمية تتمتع بالعزم والصدق وتحظي بالاحترام والتقدير.
أما الشكر فهو للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وأعضاء حكومته، فقد تحمل ما يفوق طاقة البشر وظل ومازال يعمل ويكد بإخلاص ووطنية، وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة في الترتيب للمؤتمر ومتابعة فعالياته، حتي خرج بتلك الصورة المبهرة.
وكل التقدير والاحترام لفرق العمل المصرية من مختلف أجهزة الدولة، وأخص بالذكر د.أشرف سالمان وزير الاستثمار الشاب الدءوب الكفء الذي أشرف ومعه د. نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي علي تحقيق هذا الإنجاز، رغم عراقيل وتشكيك من كل اتجاه!
رسالة هذا المؤتمر لكل المصريين: نعم نحن نستطيع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.