ما أروع الكلمات التي قيلت في حب مصر علي لسان رؤساء الوفود المشاركة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي بالأمس سواء ما قاله الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت أو الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي أو الكلمات التي كانت أشبه بقصيدة غزل ألقاها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وغيرهم من رؤساء الوفود المشاركة الذين جاءوا لمصر للوقوف إلي جانبها ودعمها ومساندتها في تلك المرحلة الصعبة التي تشهدها المنطقة العربية. ان ما شهدته مدينة شرم الشيخ بالأمس هو شهادة دولية بالوقوف بجانب مصر في حربها ضد الإرهاب فالمؤتمر الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي وإن كان الهدف منه اقتصادياً في المقام الأول حيث يحمل اسم "مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري" إلا أنه في الواقع يتخطي حدود الاقتصاد ليمتزج بالسياسة فالعائد من نجاح المؤتمر لن يكون مجرد عائد مادي بل سياسيا أيضا.. حيث ان نجاح مؤتمر شرم الشيخ بمثابة اعتراف دولي بأن مصر تتمتع بالأمن والاستقرار مما يؤهلها للدخول في مشروعات استثمارية ضخمة طالما أنها قادرة علي توفير الأمن للمستثمر الأجنبي.. تلك هي الأهمية الحقيقية لنجاح هذا المؤتمر.. فالدولة المصرية أخذت علي عاتقها محاربة الإرهاب ليس فقط بالسلاح وإنما أيضًا بالتنمية! ان الجانب السياسي لنجاح مؤتمر شرم الشيخ يفوق كثيرًا الجانب الاقتصادي وهذا ما تراهن عليه مصر حيث يعتبر المؤتمر ضربة قاضية للإرهاب الذي بدأ يتوحش من جديد في الآونة الأخيرة خاصة في الأيام التي سبقت انعقاد المؤتمر في محاولة من جماعات الإرهاب لإفساده وبالتالي فإن انعقاد المؤتمر في حد ذاته ومشاركة أكثر من 80 دولة و30 رئيسًا و2500 مشارك هو نجاح منقطع النظير ورسالة للعالم شديدة البلاغة بأن مصر دولة يسودها الأمان والاستقرار وبأن الإرهاب قد بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة وبأن القضاء علي الإرهاب ليس بالسلاح وحده وإنما بالتنمية وهذا هو ما تفعله مصر الآن وهذا هو ما يبهر العالم!!