كنت أنظر إلي وجه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي وأتساءل: إذا كان هذا هو حال كيري فكيف حال أردوغان وتميم والإخوان..؟؟ أعذر كيري حينما أخطأ كارثيًا خلال الإفطار أمس لمجرد رؤيته كثافة المشاركة في المؤتمر وجمال ودقة التنظيم فتلعثم وقال وهو يتحدث عن "مصر": لابد أن نعمل كلنا من أجل مستقبل "إسرائيل"..!! ثم تدارك الخطأ واعتذر..!! وأعذر كيري أكثر حين توالت عليه الصدمات وهو يتلقاها في ذهول.. كان الله في عونه: 1 عندما استمع إلي الكلمة الملهمة للرئيس السيسي في الافتتاح وهو يحدد فيها خريطة الحاضر والمستقبل لمصر علي كافة الأصعدة والإجراءات التي اتخذت والأهداف التي نسعي لتحقيقها.. ثم رسائله النارية من أن مصر دولة تنبذ العنف والإرهاب والتطرف وتحترم جوارها وتدافع ولا تعتدي وأن أحلام شعب مصر مشروعة ومستحقة وسنحولها لحقيقة بالتعاون مع الشركاء والأصدقاء.. وشكره الراقي للشعب حين قال "كل الشكر والتقدير لشعب بلادي".. ثم كان مسك الختام حين ردد "تحيا مصر" ثلاث مرات لترتج القاعة من التصفيق المتواصل.. الله عليك يا سيسي.. فقد كانت كلمة تشع صدقًا وإصرارًا وعزيمة وقوة وثقة بالنفس وبالشعب. 2 وعندما فاجأه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت بتوجيه 4 مليارات دولار لاستثمارها في مصر.. وتأكيده علي دعم بلاده اللا محدود لمصر وشعبها..!! 3 وعندما لطمه الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية مرتين: الأولي بتقديم حزمة مساعدات قيمتها 4 مليارات دولار.. والثانية حينما أدان حوادث الإرهاب في مصر وطالب المجتمع الدولي بعدم ازدواجية المعايير والفهم الدقيق لما يجري من أحداث!!!!! 4 وعندما صفعه وصفع غيره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي مرتين أيضًا: مرة وهو يمدح مصر ويتغزل فيها ويقول إنه لا وجود للأمة العربية بدون مصر. وأن مصر هي موطن السلام وقلب العروبة وبها يُصنع التاريخ. وأن الوقوف مع مصر هو بث الروح في مستقبل الأمة وهو ليس منًا علي أحد بل هو واجب وأننا نقف مع مصر ليس كرهًا في أحد ولكن حبًا لشعبها وغير ذلك من التعبيرات الرائعة التي أدمعت عيني.. ومرة أخري حينما أعلن عن دعم إضافي 4 مليارات دولار. 5 وعندما أعلن ممثل السلطان قابوس بن سعيد عن تقديم دعم من سلطنة عمان قدره نصف مليار دولار.. ليتحقق لمصر 12.5 مليار دولار في أول جلسة للمؤتمر وهو أول الغيث. لقد حاول أعداؤنا تخريب المؤتمر بعدة طرق.. تارة من خلال التأثير علي بعض الدول لتخفيض تمثيلها ونجحوا مع خمس دول "صغيرة" لم تكن لتؤثر علي المؤتمر ولو لم تشارك أصلاً. وتارة بالكذب والتضليل الإعلامي والفبركة المفضوحة في قناة "الخنزيرة" العميلة والقنوات الإخوانية بتركيا. وتارة ثالثة بتحريض الإخوان الإرهابيين علي تصعيد التفجيرات داخل مصر.. لكنهم فشلوا علي المستويات الثلاثة.. والنتيجة أن المؤتمر عُقد وحقق نجاحًا مبهرًا في أول يوم وسوف يتعزز النجاح اليوم وغدًا بإذن الله.. فليخسأ المتآمرون والعملاء والإرهابيون. وتحيا مصر.