ننشر أسعار الذهب في مستهل تعاملات اليوم الأحد 2 يونيو    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 2يونيو 2024    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: رئيس شعبة المخابز يتحدث عن تطبيق قرار الخبز    أسعار الخضار في الموجة الحارة.. جولة بسوق العبور اليوم 2 يونيو    الصحة العالمية تُحذر من أزمة صحية جديدة: الجائحة التالية مسألة وقت    سيناتور أمريكي: نتنياهو مجرم حرب ولا ينبغي دعوته أمام الكونجرس    وسام أبو علي: كهربا يوجهني دائمًا    خلال ساعات.. نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الفيوم    مصرع سيدة وإصابة آخر في حادث مروري بقنا    339 طالبًا بالثانوية الأزهرية بشمال سيناء يؤدون امتحاني الفقه والإنشاء    الفنان أحمد جلال عبدالقوي يقدم استئناف على حكم حبسه بقضية المخدرات    عاجل.. هذه الدولة العربية هي الوحيدة التي تحتفل بعيد الأضحى يوم الإثنين.. تعرف عليها    عبير صبري: وثائقي «أم الدنيا» ممتع ومليء بالتفاصيل الساحرة    ل برج الجدي والعذراء والثور.. ماذا يخبئ شهر يونيو لمواليد الأبراج الترابية 2024    ورشة حكي «رحلة العائلة المقدسة» ومحطات الأنبياء في مصر بالمتحف القومي للحضارة.. الثلاثاء    توقيف يوتيوبر عالمي شهير نشر مقاطع مع العصابات حول العالم (فيديو)    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارةً جويةً جنوب لبنان    مواعيد القطارات اليوم الأحد على خطوط السكك الحديد    عمرو السولية: معلول ينتظر تقدير الأهلي وغير قلق بشأن التجديد    الزمالك يدافع عن شيكابالا بسبب الأزمات المستمرة    الأونروا تعلق عملها في رفح وتنتقل إلى خان يونس    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    أحمد موسى: الدولة تتحمل 105 قروش في الرغيف حتى بعد الزيادة الأخيرة    براتب 50 ألف جنيه شهريا.. الإعلان عن فرص عمل للمصريين في الإمارات    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    رئيس اتحاد الكرة السابق: لجوء الشيبي للقضاء ضد الشحات لا يجوز    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نبوءة السيسي التي تحققت بعد 4 سنوات
ورقة وقلم
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 15 - 03 - 2015

مؤتمر شرم الشيخ: نجاح فوق التصور وحصاد أغلي من الاستثمارات
منذ 4 سنوات.. استمعت إلي اللواء عبدالفتاح السيسي يتحدث في عرض شامل عن الموقف في البلاد والأوضاع التي تردت وأفضت إلي قيام ثورة 25 يناير.
كان ذلك في مارس عام 2011، وكان معنا ثلاثة من كبار المثقفين، وثلاثة من كبار القادة أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
استحوذ السيسي علي اهتمام الحاضرين ومعظمهم كان يراه للمرة الأولي برؤيته البعيدة وأفكاره المرتبة وشخصيته الودودة الآسرة التي تختلف عما هو مرسوم في الذهن عن صورة قائد يتولي منصب مدير إدارة المخابرات الحربية.
كنت أري بصيص أمل، أحسبه سرابا، في ثغرة أحدثتها ثورة يناير في جدار الفساد والاستبداد والجمود والظلم والتخلف الاقتصادي، الذي ران علي البلد قرابة أربعين عاماً.
يومها قلت للواء السيسي: هل يمكن أن نعيش لنري بلدنا في الصورة التي نحلم بها؟!
لمعت عينا السيسي، وأشرق وجهه بابتسامة خفيفة.. وقال: بكرة تشوف وأكثر!
مضت الأيام والسنون، وجرت المقادير بما جرت، ورأيت يوم أمس الأول، نفس اللمعة في عيني السيسي بعد مضي 4 سنوات، شاهدتها وهو يتابع قادة الدول العربية والأجنبية يتحدثون عن مصر التاريخ والمكانة والدور والمستقبل الواعد.
نظرت نحو الرئيس السيسي من قلب قاعة الاحتفال التي احتشدت بداخلها وفود حاشدة من 83 دولة تضم قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وصناع قرار ورؤساء شركات عالمية وأصحاب أعمال، رأيت الفرحة تكاد تقفز من وجهه وكأنه يقول: ألم أقل لكم؟!
■ ■ ■
كنت أضع يدي علي قلبي قبل انعقاد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، فلقد تعودت أن أترك التفاؤل لغيري، وأنزل بسقف توقعاتي، فإذا علت عنها النتائج، أسعد في زمن عزت فيه السعادة.
غير أن النتائج فاقت كل تصور.
نحو 70 مليار دولار هي قيمة الاستثمارات المباشرة والمشروعات الممولة ومذكرات التفاهم التي جري الاتفاق عليها خلال المؤتمر، بجانب المساعدات العربية التي بلغ إجماليها 12٫5 مليار دولار، ومشروع العاصمة الجديدة الذي تبلغ تكاليفه 45 مليار دولار، وكان مخططاً أن تقام في غضون 10 سنوات، لكن الرئيس طلب اختصارها في 5 سنوات.
غير أن الأهم من تلك الاستثمارات والتدفقات التي تبلغ أضعاف ما كان مقدرا تحقيقه من المؤتمر، هو الرسالة التي أعلنها العالم من أمام منصة مؤتمر شرم الشيخ: "نحن مع مصر". هو الاعتراف من بعد تلكؤ، الانفتاح من بعد عزلة، المساندة من بعد تردد.
الأهم أن العالم جاء من جديد إلي مصر بعد طول غياب ليري بلداً في عنفوان طموحه، وشعباً في ذروة عزمه.
■ ■ ■
مؤتمر شرم الشيخ، كان محفلاً لأصدقاء مصر، وكان من بينهم فرقاء، لم يجمعهم في هذا المكان، إلا قناعتهم بأن مصر هي مفتاح الاستقرار في منطقتها ومحيطها، وأن الوقوف بجانبها إنما هو اصطفاف من أجل التحضر والسلام والأمن ودرء أخطار الإرهاب والفتن والحروب.
كان الحضور العربي البارز رفيع المستوي في شرم الشيخ، أقرب ما يكون إلي قمة عربية قبل أسبوعين من انعقادها في مدينة السلام قبل نهاية الشهر.
وكانت رسالة العرب إلي الجميع، إلي من يعرف ومن لا يريد أن يعترف، أن مصر هي قلب العروبة وحصن العرب ومحرك الأمة، وأن الوقوف مع مصر هو بث للروح في المستقبل، والاستثمار فيها هو استثمار في استقرار المنطقة.
كانت رسالة العرب واضحة للجميع، انه لا وجود للعرب في غياب مصر، ولا غني لمصر عن أمتها العربية.
هذه الرسالة سمعناها بنفس عباراتها في كلمات الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية، والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس وزراء لبنان تمام سلام.
كانت كلمة الأمير مقرن قاطعة في حسم تخرصات قيلت عن تغير مزعوم في العلاقات المصرية السعودية، بل إنه وجه انتقادات لاذعة لدول كبري في حضور ممثليها الكبار، عندما دعاها إلي البعد عن ازدواجية المعايير بين ما يجري في مصر من أحداث وما يجري في غيرها، وإلي دعم الحكومة المصرية في جهودها.
وكانت كلمة الرئيس السوداني عمر البشير رداً بليغاً علي تصور شاع بوجود توتر في علاقات البلدين بعد ثورة 30 يونيو، عندما تحدث عن شراكة البلدين من أجل شعبي وادي النيل.
وجاء الحضور اللافت للرئيس الفلسطيني محمود عباس وكلمته العامرة بالمحبة لمصر والعرفان لدورها، لتعبر عن مكانة فلسطين الحقيقية في قلب مصر، وتضامنها مع شعبها في مواجهة الإرهاب باسم الدين.
أما رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين، فكانت عبارته "إن الخيار أمامنا كان إما أن نعوم أو نغرق، وقد اخترنا أن نسبح سويا"، تعبيرا عن طريق جديد للعلاقات المصرية الإثيوبية، يطوي ملف التوتر، ويفتح صفحة التعاون والمصير المشترك الذي يجسده شريان النيل.
■ ■ ■
سمعنا العالم يتحدث عن مصر، وعن آفاق التعاون معها، وعن التقدير لقيادتها، ممثلاً في دول أفريقيا وآسيا وأوربا، والقوي الكبري الولايات المتحدة، روسيا، الصين.
سمعنا وزير الخارجية الأمريكي يقول: لنا مصلحة في نجاح مصر، وكلفني الرئيس أوباما بأن أذكر التزامنا الكامل بالأمن والرفاهية والسلام التي يرغب فيها شعب مصر ويستحقها.
وكان من أبرز ما قيل، كلمة رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي الذي أكد أن الرسالة الأهم من المؤتمر هي رسالته ضد الإرهاب والتشدد وان الإرهاب لا يعكس حرباً بين حضارات أو أديان، وإنما صراع بين التحضر والتخلف.
بنفس القدر من التصميم، جاءت كلمة وزير الصناعة الإسباني خوسيه مانويل صوريا الذي قال إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست معركتها بمفردها إنما هي معركة الشرق الأوسط وأوربا وكل العالم، وأن بلاده ستقدم كل الدعم لشعب مصر ليس فقط من منظور الاستثمار وإنما لنفوز بالحرب ضد الإرهاب مهما كانت تضحياتها ومهما استغرقت.
■ ■ ■
في مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس السيسي لقادة الدول ورؤساء الوفود مساء أمس الأول، استمع الرئيس إلي عبارات الثناء والتهنئة علي نجاح المؤتمر من يومه الأول، وفي جولته بالبهو الرئيسي لقاعة المؤتمرات، بدا الرئيس في قمة سعادته وهو يشاهد المخطط المجسم لمشروع العاصمة الجديدة البديع، ثم وهو يصافح الأيادي التي امتدت إليه وسط الحشود، بينما كان المصريون يهتفون له.
الحمد لله أولاً وأخيراً.. والفضل كل الفضل للرئيس السيسي الذي أراد أن يكون المؤتمر نافذة يطل منها العالم علي مصر الجديدة، فتحقق له ولنا ما أراد وأكثر، وكان المشهد في الجلسة الافتتاحية والجلسات التالية، احتفاء عالمياً بانطلاق مصر الجديدة بلد الحضارة والحداثة، وموطن التسامح واحترام الآخر، وأرض الفرص والمستقبل الواعد، وأيضا بتدشين قيادة عالمية تتمتع بالعزم والصدق وتحظي بالاحترام والتقدير.
أما الشكر فهو للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وأعضاء حكومته، فقد تحمل ما يفوق طاقة البشر وظل ومازال يعمل ويكد بإخلاص ووطنية، وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة في الترتيب للمؤتمر ومتابعة فعالياته، حتي خرج بتلك الصورة المبهرة.
وكل التقدير والاحترام لفرق العمل المصرية من مختلف أجهزة الدولة، وأخص بالذكر د.أشرف سالمان وزير الاستثمار الشاب الدءوب الكفء الذي أشرف ومعه د. نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي علي تحقيق هذا الإنجاز، رغم عراقيل وتشكيك من كل اتجاه!
رسالة هذا المؤتمر لكل المصريين: نعم نحن نستطيع.
مؤتمر شرم الشيخ: نجاح فوق التصور وحصاد أغلي من الاستثمارات
منذ 4 سنوات.. استمعت إلي اللواء عبدالفتاح السيسي يتحدث في عرض شامل عن الموقف في البلاد والأوضاع التي تردت وأفضت إلي قيام ثورة 25 يناير.
كان ذلك في مارس عام 2011، وكان معنا ثلاثة من كبار المثقفين، وثلاثة من كبار القادة أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
استحوذ السيسي علي اهتمام الحاضرين ومعظمهم كان يراه للمرة الأولي برؤيته البعيدة وأفكاره المرتبة وشخصيته الودودة الآسرة التي تختلف عما هو مرسوم في الذهن عن صورة قائد يتولي منصب مدير إدارة المخابرات الحربية.
كنت أري بصيص أمل، أحسبه سرابا، في ثغرة أحدثتها ثورة يناير في جدار الفساد والاستبداد والجمود والظلم والتخلف الاقتصادي، الذي ران علي البلد قرابة أربعين عاماً.
يومها قلت للواء السيسي: هل يمكن أن نعيش لنري بلدنا في الصورة التي نحلم بها؟!
لمعت عينا السيسي، وأشرق وجهه بابتسامة خفيفة.. وقال: بكرة تشوف وأكثر!
مضت الأيام والسنون، وجرت المقادير بما جرت، ورأيت يوم أمس الأول، نفس اللمعة في عيني السيسي بعد مضي 4 سنوات، شاهدتها وهو يتابع قادة الدول العربية والأجنبية يتحدثون عن مصر التاريخ والمكانة والدور والمستقبل الواعد.
نظرت نحو الرئيس السيسي من قلب قاعة الاحتفال التي احتشدت بداخلها وفود حاشدة من 83 دولة تضم قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وصناع قرار ورؤساء شركات عالمية وأصحاب أعمال، رأيت الفرحة تكاد تقفز من وجهه وكأنه يقول: ألم أقل لكم؟!
■ ■ ■
كنت أضع يدي علي قلبي قبل انعقاد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، فلقد تعودت أن أترك التفاؤل لغيري، وأنزل بسقف توقعاتي، فإذا علت عنها النتائج، أسعد في زمن عزت فيه السعادة.
غير أن النتائج فاقت كل تصور.
نحو 70 مليار دولار هي قيمة الاستثمارات المباشرة والمشروعات الممولة ومذكرات التفاهم التي جري الاتفاق عليها خلال المؤتمر، بجانب المساعدات العربية التي بلغ إجماليها 12٫5 مليار دولار، ومشروع العاصمة الجديدة الذي تبلغ تكاليفه 45 مليار دولار، وكان مخططاً أن تقام في غضون 10 سنوات، لكن الرئيس طلب اختصارها في 5 سنوات.
غير أن الأهم من تلك الاستثمارات والتدفقات التي تبلغ أضعاف ما كان مقدرا تحقيقه من المؤتمر، هو الرسالة التي أعلنها العالم من أمام منصة مؤتمر شرم الشيخ: "نحن مع مصر". هو الاعتراف من بعد تلكؤ، الانفتاح من بعد عزلة، المساندة من بعد تردد.
الأهم أن العالم جاء من جديد إلي مصر بعد طول غياب ليري بلداً في عنفوان طموحه، وشعباً في ذروة عزمه.
■ ■ ■
مؤتمر شرم الشيخ، كان محفلاً لأصدقاء مصر، وكان من بينهم فرقاء، لم يجمعهم في هذا المكان، إلا قناعتهم بأن مصر هي مفتاح الاستقرار في منطقتها ومحيطها، وأن الوقوف بجانبها إنما هو اصطفاف من أجل التحضر والسلام والأمن ودرء أخطار الإرهاب والفتن والحروب.
كان الحضور العربي البارز رفيع المستوي في شرم الشيخ، أقرب ما يكون إلي قمة عربية قبل أسبوعين من انعقادها في مدينة السلام قبل نهاية الشهر.
وكانت رسالة العرب إلي الجميع، إلي من يعرف ومن لا يريد أن يعترف، أن مصر هي قلب العروبة وحصن العرب ومحرك الأمة، وأن الوقوف مع مصر هو بث للروح في المستقبل، والاستثمار فيها هو استثمار في استقرار المنطقة.
كانت رسالة العرب واضحة للجميع، انه لا وجود للعرب في غياب مصر، ولا غني لمصر عن أمتها العربية.
هذه الرسالة سمعناها بنفس عباراتها في كلمات الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية، والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس وزراء لبنان تمام سلام.
كانت كلمة الأمير مقرن قاطعة في حسم تخرصات قيلت عن تغير مزعوم في العلاقات المصرية السعودية، بل إنه وجه انتقادات لاذعة لدول كبري في حضور ممثليها الكبار، عندما دعاها إلي البعد عن ازدواجية المعايير بين ما يجري في مصر من أحداث وما يجري في غيرها، وإلي دعم الحكومة المصرية في جهودها.
وكانت كلمة الرئيس السوداني عمر البشير رداً بليغاً علي تصور شاع بوجود توتر في علاقات البلدين بعد ثورة 30 يونيو، عندما تحدث عن شراكة البلدين من أجل شعبي وادي النيل.
وجاء الحضور اللافت للرئيس الفلسطيني محمود عباس وكلمته العامرة بالمحبة لمصر والعرفان لدورها، لتعبر عن مكانة فلسطين الحقيقية في قلب مصر، وتضامنها مع شعبها في مواجهة الإرهاب باسم الدين.
أما رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين، فكانت عبارته "إن الخيار أمامنا كان إما أن نعوم أو نغرق، وقد اخترنا أن نسبح سويا"، تعبيرا عن طريق جديد للعلاقات المصرية الإثيوبية، يطوي ملف التوتر، ويفتح صفحة التعاون والمصير المشترك الذي يجسده شريان النيل.
■ ■ ■
سمعنا العالم يتحدث عن مصر، وعن آفاق التعاون معها، وعن التقدير لقيادتها، ممثلاً في دول أفريقيا وآسيا وأوربا، والقوي الكبري الولايات المتحدة، روسيا، الصين.
سمعنا وزير الخارجية الأمريكي يقول: لنا مصلحة في نجاح مصر، وكلفني الرئيس أوباما بأن أذكر التزامنا الكامل بالأمن والرفاهية والسلام التي يرغب فيها شعب مصر ويستحقها.
وكان من أبرز ما قيل، كلمة رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي الذي أكد أن الرسالة الأهم من المؤتمر هي رسالته ضد الإرهاب والتشدد وان الإرهاب لا يعكس حرباً بين حضارات أو أديان، وإنما صراع بين التحضر والتخلف.
بنفس القدر من التصميم، جاءت كلمة وزير الصناعة الإسباني خوسيه مانويل صوريا الذي قال إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست معركتها بمفردها إنما هي معركة الشرق الأوسط وأوربا وكل العالم، وأن بلاده ستقدم كل الدعم لشعب مصر ليس فقط من منظور الاستثمار وإنما لنفوز بالحرب ضد الإرهاب مهما كانت تضحياتها ومهما استغرقت.
■ ■ ■
في مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس السيسي لقادة الدول ورؤساء الوفود مساء أمس الأول، استمع الرئيس إلي عبارات الثناء والتهنئة علي نجاح المؤتمر من يومه الأول، وفي جولته بالبهو الرئيسي لقاعة المؤتمرات، بدا الرئيس في قمة سعادته وهو يشاهد المخطط المجسم لمشروع العاصمة الجديدة البديع، ثم وهو يصافح الأيادي التي امتدت إليه وسط الحشود، بينما كان المصريون يهتفون له.
الحمد لله أولاً وأخيراً.. والفضل كل الفضل للرئيس السيسي الذي أراد أن يكون المؤتمر نافذة يطل منها العالم علي مصر الجديدة، فتحقق له ولنا ما أراد وأكثر، وكان المشهد في الجلسة الافتتاحية والجلسات التالية، احتفاء عالمياً بانطلاق مصر الجديدة بلد الحضارة والحداثة، وموطن التسامح واحترام الآخر، وأرض الفرص والمستقبل الواعد، وأيضا بتدشين قيادة عالمية تتمتع بالعزم والصدق وتحظي بالاحترام والتقدير.
أما الشكر فهو للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وأعضاء حكومته، فقد تحمل ما يفوق طاقة البشر وظل ومازال يعمل ويكد بإخلاص ووطنية، وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة في الترتيب للمؤتمر ومتابعة فعالياته، حتي خرج بتلك الصورة المبهرة.
وكل التقدير والاحترام لفرق العمل المصرية من مختلف أجهزة الدولة، وأخص بالذكر د.أشرف سالمان وزير الاستثمار الشاب الدءوب الكفء الذي أشرف ومعه د. نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي علي تحقيق هذا الإنجاز، رغم عراقيل وتشكيك من كل اتجاه!
رسالة هذا المؤتمر لكل المصريين: نعم نحن نستطيع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.