بالكليات والبرامج الدراسية، 7 جامعات أهلية جديدة تبدأ الدراسة العام المقبل    المركزي الأوروبي: خفض أسعار الفائدة قد يتوقف    استمرار أعمال التجميل ورفع المخلفات بميادين الإسماعيلية    مصدر بالنقل: الأتوبيس الترددي أصبح واقعًا وعقوبات مرورية رادعة تنتظر المخالفات (خاص)    ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 72 شهيدا منذ فجر اليوم    تقرير: ايران تكشف إحدى أكبر الضربات الاستخباراتية في التاريخ ضد إسرائيل    رئيس الوزراء الباكستاني يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك    الصين توافق على تصدير بعض المعادن النادرة قبل المحادثات مع الولايات المتحدة    زيزو: تفاجأت من رد فعل لاعب بالزمالك كنت أُكبره.. وتغير بدون مبرر    سبورت: برشلونة يقدم عرضًا لشتيجن مقابل الرحيل هذا الصيف    مصرع عامل وإصابة 7 أشخاص من أسرة واحدة في انقلاب تروسيكل بسوهاج    ننشر النماذج الاسترشادية للثانوية العامة مادة الرياضيات البحتة 2025    رامي جمال يحدد موعدًا نهائيًا لطرح ألبوم «محسبتهاش»    القاهرة الإخبارية: شرطة الاحتلال تعتدي على المتظاهرين وسط تل أبيب    توافد جماهيري كبير على مواقع "سينما الشعب" في المحافظات.. (صور)    الحجاج يخلدون رحلتهم الإيمانية في مشاهد مصورة.. سيلفى فى الحرم بين لحظة الخشوع وذاكرة الكاميرا    جامعة القاهرة تستقبل 7007 حالة وتُجري 320 عملية طوارئ خلال يومي الوقفة وأول أيام العيد    لبنان يحذر مواطنيه من التواصل مع متحدثي الجيش الإسرائيلي بأي شكل    لأول مرة.. دعم المعمل المشترك بمطروح بجهاز السموم GC/MS/MS    استعدادات مكثفة لتأمين مركز أسئلة الثانوية الأزهرية في كفر الشيخ    اليوم.. آخر موعد للتقدم لترخيص 50 تاكسي جديد بمدينة المنيا    كل عام ومصر بخير    عيّد بصحة.. نصائح مهمة من وزارة الصحة للمواطنين حول أكل الفتة والرقاق    إعادة هيكلة قطاع الكرة داخل الزمالك بخطة تطويرية شاملة.. تعرف عليها    هدية العيد    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة بريطانيا المفتوحة للإسكواش    سلمى صادق واندريا بيكيا وشريف السباعى فى أمسية ثقافية بالأكاديمية المصرية بروما    حركة فتح: مصر تؤدي دورًا محوريًا في القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية    القومي للمرأة ينظم لقاءاً تعريفياً بمبادرة "معاً بالوعي نحميها" بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس    فى موسم الرحمة.. مشاهد البر تتصدر مناسك الحج هذا العام.. أبناء يسيرون بوالديهم نحو الجنة بين المشاعر المقدسة.. كراسى متحركة وسواعد حانية.. برّ لا يعرف التعب وأبناء يترجمون معنى الوفاء فى أعظم رحلة إيمانية    السيسي ورئيس الوزراء الباكستاني يؤكدان أهمية تعزيز التشاور والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية    مصرع سيدة أسفل عجلات قطار فى البحيرة    "أكلات العيد".. طريقة تحضير الأرز بالمزالكيا    اللحوم بين الفوائد والمخاطر.. كيف تتجنب الأمراض؟    بعد تخطي إعلان زيزو 40 مليون مشاهدة في 24 ساعة.. الشركة المنفذة تكشف سبب استخدام ال«ai»    ما حكم من صلى باتجاه القبلة خطا؟.. أسامة قابيل يجيب    زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب اليونان    إعلام إسرائيلي يدعي عثور الجيش على جثة يعتقد أنها ل محمد السنوار    مها الصغير: أتعرض عليا التمثيل ورفضت    مجدي البدوي: تضافر الجهود النقابية المصرية والإفريقية للدفاع عن فلسطين| خاص    رونالدو يعلن موقفه من المشاركة في كأس العالم للأندية    بشرى تتألق بإطلالة صيفية أنيقة في أحدث جلسة تصوير لها| صور    محمد سلماوي: صومعتي تمنحني هدوءا يساعدني على الكتابة    الداخلية ترسم البسمة على وجوه الأيتام احتفالا بعيد الأضحى| فيديو    الأحوال المدنية: استمرار عمل القوافل الخدمية المتنقلة بالمحافظات| صور    لبنان.. حريق في منطقة البداوي بطرابلس يلتهم 4 حافلات    الصناعة: حجز 1800 قطعة أرض في 20 محافظة إلكترونيا متاح حتى منتصف يونيو    عيد الأضحى 2025.. ما حكم اشتراك المضحي مع صاحب العقيقة في ذبيحة واحدة؟    البابا تواضروس الثاني يعيّن الأنبا ريويس أسقفًا عامًا لإيبارشية ملبورن    تعرف على الإجازات الرسمية المتبقية فى مصر حتى نهاية عام 2025    12 عرضا في قنا مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بجنوب الصعيد    المالية: صرف المرتبات للعاملين بالدولة 18 يونيو المقبل    البحيرة.. عيادة متنقلة أمام النادي الاجتماعي بدمنهور لتقديم خدماتها المجانية خلال العيد    شعبة الدواجن تعلن هبوط أسعار الفراخ البيضاء 25% وتؤكد انخفاض الهالك    وزير الزراعة يتابع أعمال لجان المرور على شوادر وأماكن بيع الأضاحي وجهود توعية المواطنين    العيد أحلى بمراكز الشباب.. فعاليات احتفالية في ثاني أيام عيد الأضحى بالشرقية    إجابات النماذج الاسترشادية للصف الثالث الثانوي 2025.. مادة الكيمياء (فيديو)    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياسر رزق يكتب: نبوءة السيسي التي تحققت بعد 4 سنوات !
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 15 - 03 - 2015

مؤتمر شرم الشيخ: نجاح فوق التصور وحصاد أغلي من الاستثمارات
منذ 4 سنوات.. استمعت إلى اللواء عبدالفتاح السيسي يتحدث في عرض شامل عن الموقف في البلاد والأوضاع التي تردت وأفضت إلى قيام ثورة 25 يناير.
كان ذلك في مارس عام 2011، وكان معنا ثلاثة من كبار المثقفين، وثلاثة من كبار القادة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
استحوذ السيسي على اهتمام الحاضرين ومعظمهم كان يراه للمرة الأولى برؤيته البعيدة وأفكاره المرتبة وشخصيته الودودة الآسرة التي تختلف عما هو مرسوم في الذهن عن صورة قائد يتولي منصب مدير إدارة المخابرات الحربية.
كنت أرى بصيص أمل، أحسبه سرابا، في ثغرة أحدثتها ثورة يناير في جدار الفساد والاستبداد والجمود والظلم والتخلف الاقتصادي، الذي ران على البلد قرابة أربعين عاماً.
يومها قلت للواء السيسي: هل يمكن أن نعيش لنرى بلدنا في الصورة التي نحلم بها؟!
لمعت عينا السيسي، وأشرق وجهه بابتسامة خفيفة.. وقال: بكرة تشوف وأكثر!
مضت الأيام والسنون، وجرت المقادير بما جرت، ورأيت يوم أمس الأول، نفس اللمعة في عيني السيسي بعد مضى 4 سنوات، شاهدتها وهو يتابع قادة الدول العربية والأجنبية يتحدثون عن مصر التاريخ والمكانة والدور والمستقبل الواعد.
نظرت نحو الرئيس السيسي من قلب قاعة الاحتفال التي احتشدت بداخلها وفود حاشدة من 83 دولة تضم قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وصناع قرار ورؤساء شركات عالمية وأصحاب أعمال، رأيت الفرحة تكاد تقفز من وجهه وكأنه يقول: ألم أقل لكم؟!
■ ■ ■
كنت أضع يدي على قلبي قبل انعقاد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، فلقد تعودت أن أترك التفاؤل لغيري، وأنزل بسقف توقعاتي، فإذا علت عنها النتائج، أسعد في زمن عزت فيه السعادة.
غير أن النتائج فاقت كل تصور.
نحو 70 مليار دولار هي قيمة الاستثمارات المباشرة والمشروعات الممولة ومذكرات التفاهم التي جرى الاتفاق عليها خلال المؤتمر، بجانب المساعدات العربية التي بلغ إجماليها 12٫5 مليار دولار، ومشروع العاصمة الجديدة الذي تبلغ تكاليفه 45 مليار دولار، وكان مخططاً أن تقام في غضون 10 سنوات، لكن الرئيس طلب اختصارها في 5 سنوات.
غير أن الأهم من تلك الاستثمارات والتدفقات التي تبلغ أضعاف ما كان مقدرا تحقيقه من المؤتمر، هو الرسالة التي أعلنها العالم من أمام منصة مؤتمر شرم الشيخ: "نحن مع مصر". هو الاعتراف من بعد تلكؤ، الانفتاح من بعد عزلة، المساندة من بعد تردد.
الأهم أن العالم جاء من جديد إلي مصر بعد طول غياب ليري بلداً في عنفوان طموحه، وشعباً في ذروة عزمه.
■ ■ ■
مؤتمر شرم الشيخ، كان محفلاً لأصدقاء مصر، وكان من بينهم فرقاء، لم يجمعهم في هذا المكان، إلا قناعتهم بأن مصر هي مفتاح الاستقرار في منطقتها ومحيطها، وأن الوقوف بجانبها إنما هو اصطفاف من أجل التحضر والسلام والأمن ودرء أخطار الإرهاب والفتن والحروب.
كان الحضور العربي البارز رفيع المستوي في شرم الشيخ، أقرب ما يكون إلى قمة عربية قبل أسبوعين من انعقادها في مدينة السلام قبل نهاية الشهر.
وكانت رسالة العرب إلى الجميع، إلى من يعرف ومن لا يريد أن يعترف، أن مصر هي قلب العروبة وحصن العرب ومحرك الأمة، وأن الوقوف مع مصر هو بث للروح في المستقبل، والاستثمار فيها هو استثمار في استقرار المنطقة.
كانت رسالة العرب واضحة للجميع، انه لا وجود للعرب في غياب مصر، ولا غني لمصر عن أمتها العربية.
هذه الرسالة سمعناها بنفس عباراتها في كلمات الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية، والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس وزراء لبنان تمام سلام.
كانت كلمة الأمير مقرن قاطعة في حسم تخرصات قيلت عن تغير مزعوم في العلاقات المصرية السعودية، بل إنه وجه انتقادات لاذعة لدول كبرى في حضور ممثليها الكبار، عندما دعاها إلى البعد عن ازدواجية المعايير بين ما يجري في مصر من أحداث وما يجري في غيرها، وإلى دعم الحكومة المصرية في جهودها.
وكانت كلمة الرئيس السوداني عمر البشير رداً بليغاً علي تصور شاع بوجود توتر في علاقات البلدين بعد ثورة 30 يونيو، عندما تحدث عن شراكة البلدين من أجل شعبي وادي النيل.
وجاء الحضور اللافت للرئيس الفلسطيني محمود عباس وكلمته العامرة بالمحبة لمصر والعرفان لدورها، لتعبر عن مكانة فلسطين الحقيقية في قلب مصر، وتضامنها مع شعبها في مواجهة الإرهاب باسم الدين.
أما رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين، فكانت عبارته "إن الخيار أمامنا كان إما أن نعوم أو نغرق، وقد اخترنا أن نسبح سويا"، تعبيرا عن طريق جديد للعلاقات المصرية الإثيوبية، يطوي ملف التوتر، ويفتح صفحة التعاون والمصير المشترك الذي يجسده شريان النيل.
■ ■ ■
سمعنا العالم يتحدث عن مصر، وعن آفاق التعاون معها، وعن التقدير لقيادتها، ممثلاً في دول أفريقيا وآسيا وأوربا، والقوى الكبرى الولايات المتحدة، روسيا، الصين.
سمعنا وزير الخارجية الأمريكي يقول: لنا مصلحة في نجاح مصر، وكلفني الرئيس أوباما بأن أذكر التزامنا الكامل بالأمن والرفاهية والسلام التي يرغب فيها شعب مصر ويستحقها.
وكان من أبرز ما قيل، كلمة رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي الذي أكد أن الرسالة الأهم من المؤتمر هي رسالته ضد الإرهاب والتشدد وان الإرهاب لا يعكس حرباً بين حضارات أو أديان، وإنما صراع بين التحضر والتخلف.
بنفس القدر من التصميم، جاءت كلمة وزير الصناعة الإسباني خوسيه مانويل صوريا الذي قال إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست معركتها بمفردها إنما هي معركة الشرق الأوسط وأوربا وكل العالم، وأن بلاده ستقدم كل الدعم لشعب مصر ليس فقط من منظور الاستثمار وإنما لنفوز بالحرب ضد الإرهاب مهما كانت تضحياتها ومهما استغرقت.
■ ■ ■
في مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس السيسي لقادة الدول ورؤساء الوفود مساء أمس الأول، استمع الرئيس إلى عبارات الثناء والتهنئة على نجاح المؤتمر من يومه الأول، وفي جولته بالبهو الرئيسي لقاعة المؤتمرات، بدا الرئيس في قمة سعادته وهو يشاهد المخطط المجسم لمشروع العاصمة الجديدة البديع، ثم وهو يصافح الأيادي التي امتدت إليه وسط الحشود، بينما كان المصريون يهتفون له.
الحمد لله أولاً وأخيراً.. والفضل كل الفضل للرئيس السيسي الذي أراد أن يكون المؤتمر نافذة يطل منها العالم علي مصر الجديدة، فتحقق له ولنا ما أراد وأكثر، وكان المشهد في الجلسة الافتتاحية والجلسات التالية، احتفاء عالمياً بانطلاق مصر الجديدة بلد الحضارة والحداثة، وموطن التسامح واحترام الآخر، وأرض الفرص والمستقبل الواعد، وأيضا بتدشين قيادة عالمية تتمتع بالعزم والصدق وتحظي بالاحترام والتقدير.
أما الشكر فهو للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وأعضاء حكومته، فقد تحمل ما يفوق طاقة البشر وظل ومازال يعمل ويكد بإخلاص ووطنية، وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة في الترتيب للمؤتمر ومتابعة فعالياته، حتى خرج بتلك الصورة المبهرة.
وكل التقدير والاحترام لفرق العمل المصرية من مختلف أجهزة الدولة، وأخص بالذكر د.أشرف سالمان وزير الاستثمار الشاب الدءوب الكفء الذي أشرف ومعه د. نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي علي تحقيق هذا الإنجاز، رغم عراقيل وتشكيك من كل اتجاه!
رسالة هذا المؤتمر لكل المصريين: نعم نحن نستطيع.
مؤتمر شرم الشيخ: نجاح فوق التصور وحصاد أغلي من الاستثمارات
منذ 4 سنوات.. استمعت إلى اللواء عبدالفتاح السيسي يتحدث في عرض شامل عن الموقف في البلاد والأوضاع التي تردت وأفضت إلى قيام ثورة 25 يناير.
كان ذلك في مارس عام 2011، وكان معنا ثلاثة من كبار المثقفين، وثلاثة من كبار القادة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
استحوذ السيسي على اهتمام الحاضرين ومعظمهم كان يراه للمرة الأولى برؤيته البعيدة وأفكاره المرتبة وشخصيته الودودة الآسرة التي تختلف عما هو مرسوم في الذهن عن صورة قائد يتولي منصب مدير إدارة المخابرات الحربية.
كنت أرى بصيص أمل، أحسبه سرابا، في ثغرة أحدثتها ثورة يناير في جدار الفساد والاستبداد والجمود والظلم والتخلف الاقتصادي، الذي ران على البلد قرابة أربعين عاماً.
يومها قلت للواء السيسي: هل يمكن أن نعيش لنرى بلدنا في الصورة التي نحلم بها؟!
لمعت عينا السيسي، وأشرق وجهه بابتسامة خفيفة.. وقال: بكرة تشوف وأكثر!
مضت الأيام والسنون، وجرت المقادير بما جرت، ورأيت يوم أمس الأول، نفس اللمعة في عيني السيسي بعد مضى 4 سنوات، شاهدتها وهو يتابع قادة الدول العربية والأجنبية يتحدثون عن مصر التاريخ والمكانة والدور والمستقبل الواعد.
نظرت نحو الرئيس السيسي من قلب قاعة الاحتفال التي احتشدت بداخلها وفود حاشدة من 83 دولة تضم قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وصناع قرار ورؤساء شركات عالمية وأصحاب أعمال، رأيت الفرحة تكاد تقفز من وجهه وكأنه يقول: ألم أقل لكم؟!
■ ■ ■
كنت أضع يدي على قلبي قبل انعقاد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، فلقد تعودت أن أترك التفاؤل لغيري، وأنزل بسقف توقعاتي، فإذا علت عنها النتائج، أسعد في زمن عزت فيه السعادة.
غير أن النتائج فاقت كل تصور.
نحو 70 مليار دولار هي قيمة الاستثمارات المباشرة والمشروعات الممولة ومذكرات التفاهم التي جرى الاتفاق عليها خلال المؤتمر، بجانب المساعدات العربية التي بلغ إجماليها 12٫5 مليار دولار، ومشروع العاصمة الجديدة الذي تبلغ تكاليفه 45 مليار دولار، وكان مخططاً أن تقام في غضون 10 سنوات، لكن الرئيس طلب اختصارها في 5 سنوات.
غير أن الأهم من تلك الاستثمارات والتدفقات التي تبلغ أضعاف ما كان مقدرا تحقيقه من المؤتمر، هو الرسالة التي أعلنها العالم من أمام منصة مؤتمر شرم الشيخ: "نحن مع مصر". هو الاعتراف من بعد تلكؤ، الانفتاح من بعد عزلة، المساندة من بعد تردد.
الأهم أن العالم جاء من جديد إلي مصر بعد طول غياب ليري بلداً في عنفوان طموحه، وشعباً في ذروة عزمه.
■ ■ ■
مؤتمر شرم الشيخ، كان محفلاً لأصدقاء مصر، وكان من بينهم فرقاء، لم يجمعهم في هذا المكان، إلا قناعتهم بأن مصر هي مفتاح الاستقرار في منطقتها ومحيطها، وأن الوقوف بجانبها إنما هو اصطفاف من أجل التحضر والسلام والأمن ودرء أخطار الإرهاب والفتن والحروب.
كان الحضور العربي البارز رفيع المستوي في شرم الشيخ، أقرب ما يكون إلى قمة عربية قبل أسبوعين من انعقادها في مدينة السلام قبل نهاية الشهر.
وكانت رسالة العرب إلى الجميع، إلى من يعرف ومن لا يريد أن يعترف، أن مصر هي قلب العروبة وحصن العرب ومحرك الأمة، وأن الوقوف مع مصر هو بث للروح في المستقبل، والاستثمار فيها هو استثمار في استقرار المنطقة.
كانت رسالة العرب واضحة للجميع، انه لا وجود للعرب في غياب مصر، ولا غني لمصر عن أمتها العربية.
هذه الرسالة سمعناها بنفس عباراتها في كلمات الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية، والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس وزراء لبنان تمام سلام.
كانت كلمة الأمير مقرن قاطعة في حسم تخرصات قيلت عن تغير مزعوم في العلاقات المصرية السعودية، بل إنه وجه انتقادات لاذعة لدول كبرى في حضور ممثليها الكبار، عندما دعاها إلى البعد عن ازدواجية المعايير بين ما يجري في مصر من أحداث وما يجري في غيرها، وإلى دعم الحكومة المصرية في جهودها.
وكانت كلمة الرئيس السوداني عمر البشير رداً بليغاً علي تصور شاع بوجود توتر في علاقات البلدين بعد ثورة 30 يونيو، عندما تحدث عن شراكة البلدين من أجل شعبي وادي النيل.
وجاء الحضور اللافت للرئيس الفلسطيني محمود عباس وكلمته العامرة بالمحبة لمصر والعرفان لدورها، لتعبر عن مكانة فلسطين الحقيقية في قلب مصر، وتضامنها مع شعبها في مواجهة الإرهاب باسم الدين.
أما رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين، فكانت عبارته "إن الخيار أمامنا كان إما أن نعوم أو نغرق، وقد اخترنا أن نسبح سويا"، تعبيرا عن طريق جديد للعلاقات المصرية الإثيوبية، يطوي ملف التوتر، ويفتح صفحة التعاون والمصير المشترك الذي يجسده شريان النيل.
■ ■ ■
سمعنا العالم يتحدث عن مصر، وعن آفاق التعاون معها، وعن التقدير لقيادتها، ممثلاً في دول أفريقيا وآسيا وأوربا، والقوى الكبرى الولايات المتحدة، روسيا، الصين.
سمعنا وزير الخارجية الأمريكي يقول: لنا مصلحة في نجاح مصر، وكلفني الرئيس أوباما بأن أذكر التزامنا الكامل بالأمن والرفاهية والسلام التي يرغب فيها شعب مصر ويستحقها.
وكان من أبرز ما قيل، كلمة رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي الذي أكد أن الرسالة الأهم من المؤتمر هي رسالته ضد الإرهاب والتشدد وان الإرهاب لا يعكس حرباً بين حضارات أو أديان، وإنما صراع بين التحضر والتخلف.
بنفس القدر من التصميم، جاءت كلمة وزير الصناعة الإسباني خوسيه مانويل صوريا الذي قال إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست معركتها بمفردها إنما هي معركة الشرق الأوسط وأوربا وكل العالم، وأن بلاده ستقدم كل الدعم لشعب مصر ليس فقط من منظور الاستثمار وإنما لنفوز بالحرب ضد الإرهاب مهما كانت تضحياتها ومهما استغرقت.
■ ■ ■
في مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس السيسي لقادة الدول ورؤساء الوفود مساء أمس الأول، استمع الرئيس إلى عبارات الثناء والتهنئة على نجاح المؤتمر من يومه الأول، وفي جولته بالبهو الرئيسي لقاعة المؤتمرات، بدا الرئيس في قمة سعادته وهو يشاهد المخطط المجسم لمشروع العاصمة الجديدة البديع، ثم وهو يصافح الأيادي التي امتدت إليه وسط الحشود، بينما كان المصريون يهتفون له.
الحمد لله أولاً وأخيراً.. والفضل كل الفضل للرئيس السيسي الذي أراد أن يكون المؤتمر نافذة يطل منها العالم علي مصر الجديدة، فتحقق له ولنا ما أراد وأكثر، وكان المشهد في الجلسة الافتتاحية والجلسات التالية، احتفاء عالمياً بانطلاق مصر الجديدة بلد الحضارة والحداثة، وموطن التسامح واحترام الآخر، وأرض الفرص والمستقبل الواعد، وأيضا بتدشين قيادة عالمية تتمتع بالعزم والصدق وتحظي بالاحترام والتقدير.
أما الشكر فهو للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وأعضاء حكومته، فقد تحمل ما يفوق طاقة البشر وظل ومازال يعمل ويكد بإخلاص ووطنية، وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة في الترتيب للمؤتمر ومتابعة فعالياته، حتى خرج بتلك الصورة المبهرة.
وكل التقدير والاحترام لفرق العمل المصرية من مختلف أجهزة الدولة، وأخص بالذكر د.أشرف سالمان وزير الاستثمار الشاب الدءوب الكفء الذي أشرف ومعه د. نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي علي تحقيق هذا الإنجاز، رغم عراقيل وتشكيك من كل اتجاه!
رسالة هذا المؤتمر لكل المصريين: نعم نحن نستطيع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.