اكد مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار اللواء ممتاز فتحي تحسن حركة السياحية في مصر بنسبة 80% بسبب الإجراءات الأمنية المشددة لتأمين السائحين، موضحاً في حواره ل"آخرساعه" أن هناك اهتماما كبيرا من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالأمن السياحي وأن كلمات الرئيس عن السياحة خلفها مجهود أمني كبير، مشيراً إلي أن هناك استنفارا كاملا بالمناطق السياحية والأثرية لتأمينها خلال الاحتفالات المرتقبة بعيد رأس السنة الميلادية، موجهاً شكره إلي وزير الداخلية لدعمه الكامل للإدارة وموافقته علي تطوير منظومة التسليح بها، وطالب بتغليظ عقوبة الاتجار في الآثار. خطة محكمة لتأمين المنشآت السياحية خلال احتفالات رأس السنة معدلات الإشغال ارتفعت بنسبة 80%.. وشرطة سرية لمراقبة الفنادق أطالب بإعدام لصوص الآثار.. و"غرف النوم" أحدث صيحة للتهريب نجحنا في استعادة 8 آلاف قطعة أثرية خلال 14 شهراً كيف تري قول الرئيس السيسي لإحدي السائحات الروسيات "مجرد حصولك علي تأشيرة فإننا مسئولون عن تأمينك"؟ - هذا صحيح، لأن تفكير السائح في زيارة مصر يؤكد أنه يشعر فيها بالأمان، فعندما يقرر بالفعل زيارتها ويحصل علي تأشيرة الزيارة فإننا نتولي تأمينه من لحظة وصوله عبر أي منفذ إلي مصر وأثناء تحركاته وحتي مغادرته البلاد، من خلال إدارة شرطة تأمين الأفواج السياحية، التي يمتد عملها إلي تأمين مقر إقامة السياح حيث توجد بالإدارة سيارات تسمي "سيارات قطاعات" مهمتها تأمين تلك المنشآت المتواجد بها السياح من الخارج، كما ألزمنا المنشآت السياحية بتركيب كاميرات لرصد الحالة الأمنية بالمحيط الخارجي والداخلي للفندق حتي يتسني لنا التعامل مع أي شكوي من قبل السائح، لأن هذا يجعل السائح يعود إلي بلاده بصورة جيدة حول الأمان الذي شعر به خلال زيارته. كيف تتعاملون مع شكاوي السائحين؟ - بمجرد إبلاغ السائح بأي شكوي تنتقل قوات الانتشار السريع لفحص بلاغه سريعاً، وكان لذلك مردود جيد في الخارج حول مدي اهتمام مصر بتأمين السائح وتلبية احتياجاته وسرعة إغاثته، ما انعكس إيجابياً علي العملية السياحية، حيث شهدت السياحة تحسنا عقب ثورة 30 يونيو بنسبة تصل إلي 80%، وما يؤكد ذلك أن نسبة الإشغال في المنشآت السياحية وصلت إلي 80% تقريباً، وللعلم في أعقاب 14 أغسطس 2013 أي بعد فض اعتصام الإخوان حدث تحذير من قبل الدول الغربية بعدم السفر إلي مصر مما أدي إلي تراجع نسبة السياحة، وبعد ذلك تم بذل مجهود كبير لتحسين حركة السياحة حيث تم استقبال وفود أمنية وخبراء دوليين من السياحة للاطلاع علي الخطط الأمنية التي تم إعدادها لتأمين السياح وتأكد الخبراء أن الإجراءات الأمنية المتخذة تضمن توفير الأمن للسائح في مصر. ما خطتكم لتأمين المنشآت السياحية والأثرية خلال الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية؟ - هناك استنفار أمني كامل وتعزيز لخطط التأمين بمحيط تلك المناطق لأننا نتوقع زيادة نسبة الإشغال، وتتجه المؤشرات إلي تدفق السياحة علي مصر بالتزامن مع أعياد الميلاد، لأن الأوروبيين يفضلون قضاء هذه الأيام في مصر، لذلك أؤكد أننا مستعدون لتأمينهم، حيث دعم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الإدارة بأحدث وأقوي الأسلحة لتأمين المناطق السياحية بالكامل وكذلك السائحين وكذلك دعم الإدارة بأحدث ما توصلت إليه أجهزة الاتصالات والتقنيات الحديثة وأجهزة الكشف عن المفرقعات والمعادن ووجه بضرورة التصدي بكل حسم لمن يحاول تعكير صفو السياح وذلك بتطبيق القانون. الفنادق أكثر الأماكن التي تحدث بها الأعمال المنافية للآداب، كيف يتم مراقبتها؟ - لنا تواجد جيد في جميع فنادق مصر، وبالتالي يسهل علينا رصد هذه الأعمال والتنظيمات التي تقوم بها سواء كانت مصرية أو أجنبية، وللعلم العنصر النظامي بشرطة السياحة هو عنصر للتأمين وليس للبحث، كما يوجد أفراد شرطة سريين لملاحظة الحالة بالأماكن السياحية وكذلك الفنادق. ماذا عن حالات التحرش بالسائحين التي ظهرت بعض حالات منها خلال الشهور الماضية؟ - هذه الحالات ظهرت في أعقاب ثورة 25يناير 2011 وما تلاها من ركود سياحي مما أجبر أصحاب الفنادق والمنشآت السياحية علي طرد العاملين بها نظراً لعدم قدرتها علي توفير مرتباتهم وتم الاستعانة بأشخاص غير مؤهلين للعمل بتلك الأماكن مقابل حصولهم علي رواتب أقل وبالتأكيد ليس لهم خبرات للتعامل مع السياح مما أدي لظهور عمليات التحرش بصورة ملحوظة، لكن بالتنسيق مع وزارة السياحة استطعنا التغلب علي هذه المسألة. كيف تم التغلب علي هذا الأمر والحد من عمليات التحرش؟ - ألزمنا الفنادق والمنشآت السياحية بأن تخطر وزارة السياحة بأسماء وبيانات العاملين فيها، وتقوم الوزارة بإخطارنا بهذه البيانات للكشف الجنائي عنهم واستبعاد غير الصالحين للعمل، خاصة من سبق تورطهم في جرائم، كما تم وضع جميع الأفراد العاملين بهذه المنشآت تحت المتابعة والإشراف المباشر من قبل ضباط شرطة السياحة لرصد أي شخص يقوم بعمل أي تحرك غير مسئول ومعاقبته، كما اتخذنا قراراً بالتنسيق مع وزير السياحة باستبعاد المضبوطين بالتحرش نهائياً من العمل في المجال السياحي، وكل هذه الإجراءات قلّصت هذه الظاهرة إلي أدني مستوي لها. هل التيارات الإسلامية لها دور في عمليات سرقة وتهريب الآثار؟ - تحركات الإخوان غير المشروعة تشير الي أنهم قد يكونون عاملا مساعدا في تسهيل وسرقة الآثار، ففي أعقاب فض اعتصام الإخوان في ساحتي رابعة العدوية ونهضة مصر، تم سرقة متحف ملوي بالمنيا وبدأ الأمر بخروج المظاهرات الإخوانية بهدف التعدي علي المنشآت الشرطية والحكومية وكان بين تلك المظاهرات عناصر جنائية مأجورة من قبل الإخوان وقرب المتحف من قسم شرطة ملوي جعل الإخوان يسهلون عملية اقتحام المتحف لتقوم العناصر الجنائية بسرقته، لكننا تمكنا من إعادة المسروقات بالكامل وعددها ألف قطعة. أسلحة الخفراء المسئولين عن تأمين الأماكن الأثرية غير مناسبة لمواجهة العناصر الإجرامية. ما تعليقك؟ - هؤلاء الخفراء معهم أسلحة مرخصة سواء كانت بنادق خرطوش أو طبنجات، ودورهم هو ملاحظة الحالة فقط ومنع دخول أي شخص لتلك الأماكن وليس التعامل، وكل ما عليه هو إبلاغنا بأي مشكلة وتتحرك إليه قوات شرطة الآثار في أسرع وقت للتعامل مع الموقف، والسبب في عدم دعمهم بأسلحة ثقيلة مثلاً أنهم غير مدربين علي التعامل بها. كم عدد القطع الأثرية المهربة خارج مصر ؟ - لا نستطيع حصرها ، لكننا نتابع ما يتم عرضه للبيع سواء علي الإنترنت أو في مزادات خارج مصر، وفي حالة عرض أي قطعة في مزاد يتم التحرك السريع بالتنسيق مع عدة جهات بالدولة من بينها الإنتربول ووزارتا العدل والخارجية لإعداد ملف حول القطع المعروضة لاستعادتها إما ودياً أو قانونياً وتم استعادة مئات القطع المهربة للخارج من عدة دول من بينها أمريكا وفرنسا وبلجيكا ، كما أنه لا يمكن تحديد جنسية بعينها بأنها "مافيا تهريب الآثار"، وعموما تجارة الآثار استفحلت بعد "25 يناير" لكنها وصلت لأدني مستوي لها بعد "30 يونيو" بسبب الضربات الأمنية المتواصلة. كيف تواجهون "هوس" التنقيب عن الآثار؟ - العمل بالإدارة مستمر ليل نهار ويتم استهداف تلك العصابات ومعدل الضبط يتراوح بين 5 و7 قضايا يومياً، ونتيجة لمجهودنا الكبير والمتواصل في عمليات الضبط ساهمنا في التوصل إلي اكتشافات أثرية غير مسبوقة، أبرزها المعبد الأثري الكامل بكل محتوياته في أسوان الذي تم ضبط الأشخاص الذين قاموا بالتنقيب عنه. كم عدد القطع الأثرية التي تم استردادها؟ - خلال الأربعة عشر شهراً الماضية استطعنا استرداد 8 آلاف قطعة أثرية، أبرزها تمثال بنت إخناتون، كما استعدنا مقتنيات أسرة محمد علي باشا قبل تهريبها إلي خارج مصر التي تقدر بأكثر من 2 مليار جنيه. من برأيك لديهم القدرة علي استخراج الآثار خارج الدوائر الرسمية؟ - هناك أشخاص محترفون وغالبا يكونون من المقيمين قرب المناطق الأثرية، وعلي سبيل المثال هناك تجار آثار بمنطقة نزلة السمان بمحافظة الجيزة يعرفون أماكن الآثار ولديهم معلومات عنها ويعرفون قيمتها. هل العقوبة القانونية الحالية كافية لتطبيقها علي لصوص الآثار؟ - ليست كافية وأطالب بتغليظ العقوبة بأن تصل إلي الإعدام، لأن هذا المجرم يرتكب جرما كبيرا ببيعه أو تهريبه للآثار فهو يسرق تاريخ مصر وكنوزها. ما أحدث طرق محاولات تهريب الآثار إلي خارج مصر؟ - خطوط التهريب هي جميع المنافذ، أما أحدث طرق التهريب التي رصدناها فهي قيام المهرب بوضع التمثال الأثري داخل آخر مقلد للإيهام بأنه غير حقيقي، وأحياناً يتم إرسال القطعة الأثرية بالبريد السريع أو وضعها داخل قطع الأثاث في ثنايا خشب غرف النوم التي يتم تصديرها إلي الخارج.