كشف اللواء عبدالرحيم حسان, مساعد وزير الداخلية لشرطة السياحة عن وجود عدد من الخطط الأمنية التي تقوم بها الإدارة العامة لشرطة السياحة بالتعاون مع وزارتي السياحة والآثار لتأمين المواقع الاثرية المهمة والسياحة النيلية وتوفيق اوضاع الباعة الجائلين. وبدأ مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة, حواره مع الأهرام المسائي مؤكدا أن هذا القطاع يعد إرادة شعب لاسيما أن12 مليون مواطن يحصلون علي قوت يومهم من السياحة والحركة السياحية, مما يقتضي أن يكون المواطن هو الأمان الأول للسائح, كما أن السياحة تعد من أهم وأكبر مصادر الدخل القومي, ويجب أن تنال الاهتمام اللائق بها. وقال إن أكثر من ألف فندق تنتشر في ربوع مصر تعتبر الطاقة الاستيعابية للسائحين وقرابة الثمانين متحف ونحو800 منطقة أثرية هي ثروة مصر السياحية التي يمكن أن نضعها في المقدمة علي خريطة أي حركة سياحية في العالم.. وهذا يجعل من عملية تأمين السياحة والسائحين عبئا ثقيلا عملنا جادين علي تحقيقه خاصة في الفترة التي أعقبت ثورة25 يناير, وأكد حسان أن شرطة السياحة لم تنسحب من مواقعها وقمنا بحماية المواقع الاثرية, ولم يثبت أن سائحا واحدا اصيب أو تعرض لضرر في الفترة الانتقالية التي أعقبت الثورة التي انتشرت فيها الفوضي لكننا استطعنا تأمين السائحين والدليل علي ذلك أن الحركة السياحية لم تتوقف خلال هذه الفترة ولم تصدر أي بيانات سياسية لأي دولة من دول العالم تناشد رعاياها عدم السفر إلي مصر. * ما هو أسلوب عملكم لتأمين السائحين؟ ** مهمتنا تأمين السائح من لحظة وصوله إلي البلاد حتي لحظة المغادرة ويشمل التأمين خط سير الاتوبيسات السياحية بالتنسيق مع مديريات الأمن تبعا لخط سير الطريق.. كذلك تأمين أماكن الإقامة سواء في الفنادق أو المنتجعات السياحية والشاطئية. ونحن معنيون بحماية السائح وتأمين تحركاته أثناء البرنامج السياحي, وفقا لما نحصل عليه من معلومات عن البرنامج السياحي, وهل الفوج السياحي أتي مصر من أجل السياحة الثقافية أو الشاطئية أو الدينية أو الترفيهية فتبعا لكل مجال هناك خطة خاصة للتأمين ففي السياحة الثقافية مثلا يأتي السائح لزيارة الأماكن التاريخية والمتاحف, وهنا تتسع الخريطة الأمنية للسائح, والتي تبدأ من الهرم ثم تمتد إلي ربوع مصر حتي جنوب الصعيد. حيث المناطق الاثرية, وتأتي عملية التنسيق مع مديريات الأمن لتشكيل قوات مشتركة من ضباط وأفراد شرطة السياحة والمديرية تكون مهمتها تأمين السائح أثناء قيامه ببرنامجه السياحي وأثناء إقامته. * ما هي عناصر خطة تأمين السائح وهل هناك تطوير في الخطط؟! ** في كل أرجاء الجمهورية لنا فروع, وكل فرع بكل محافظة به قوة من الأفراد وعدد من الضباط علي دراية كاملة بطبيعة جغرافية المكان ودراسة تأمينه تأمينا شاملا وهم مذودين بكل المهمات التي تساعدهم علي اداء عملهم سواء كانت سلاحا أو عتادا.. أما فيما يخص عمليات التطوير الأمني فنحن بعد الثورة وانعكاس ذلك علي شكل الحياة اليومية في مصر وحجم السياحة الوافدة والقلق النفسي الذي قد يثير خوف السائح من المجيء إلي مصر, وجدنا أنه يجب الاهتمام باستحداث خط تأميني جديد فبدلا من نقاط التمركز الأمنية بالمناطق السياحية والفنادق قمنا باستيراد سيارات تم امدادها بأحدث المعدات والمهام التأمينية والقتالية وبها مجموعة مسلحة يرأسها ضابط من شرطة السياحة علي اتصال لاسلكي دائم بغرفة العمليات الرئيسية بالإدارة العامة لشرطة السياحة في الفسطاط, وهذه السيارات تعتبر وحدة شرطية متكاملة منتشرة بالمحافظات وفق خطة أمنية دقيقة. حيث يتم تقسيم المدن السياحية بالمحافظات إلي قطاعات, ويتم تخصيص سيارة من هذه السيارات مهمتها تأمين القطاع بمعني أن يكون لكل قطاع سيارة خاصة به تقوم علي تأمينه يطلق عليها نجدة الاهداف السياحية والاثرية أو نجدة السياحة. * ماذا عن عمليات السطو علي المتاحف ومخازن الآثار التي وقعت بعد الثورة والفوضي التي تعرضت لها؟ ** أعترض علي مصطلح فوضي أمنية فما حدث لم يكن إلا فوضي اخلاقية من البعض الذين اعتادوا الاجرام واستغلوا ثورة مصر الشريفة للقيام بأعمال تخريبية وإجرامية. أما عن الوجود الأمني في المواقع السياحية والاثرية فقد كنا موجودين ولن نتخلي عن مواقعنا, وكانت مهمتنا الاساسية هي تأمين خروج السائحين وعودتهم إلي بلادهم آمنين. * لكن كانت هناك سرقات لقطع أثرية وتهريب البعض منها كيف حدث ذلك؟ ** بالتأكيد كانت هناك تجاوزات وعمليات سطو وسرقة لكننا قمنا بتكثيف جهودنا الأمنية بعد أن استقرت الحالة السياسية في مصر واستطعنا استعادة30 قطعة أثرية من واقع54 قطعة تم الاستيلاء عليها واستعادة30 قطعة أثرية أخري تم الاستيلاء عليها من مخازن الاثار بسقارة, وقمنا باستعادة عدد كبير من الكتب التاريخية التي سرقت من المجمع العلمي اثناء اشتعال النيران فيه. وليس مني وجود مسروقات بهذه الأماكن أننا تخلينا عن مواقعنا لكن الظروف وقتها كانت صعبة للغاية فأيام الثورة الأولي25 و26 و27 كنا موجودين بالمتحف المصري والمواقع السياحية لتأمين خروج الأفواج السياحية, ولك أن تعلم أنه في هذه الأيام لم يتعرض سائح واحد بأذي, كذلك كنا موجودين كشرطة سياحة علي مدار عام ونصف العام نقوم بمهامنا الأمنية خاصة ان الزيارات السياحية للمتحف المصري لم تنقطع برغم المليونيات التي كانت مستمرة واستطعنا تأمين دخول هذه الافواج السياحية للمتحف وخروجها دون وقوع أي حادث. ويكفي أن أقول أن عناصر من شباب مصر الطاهر الثائرين كانوا يتعاونون معنا في عملية تنظيم دخول السائحين إلي ميدان التحرير وقت المليونيات وتأمين تحركهم وسط الزحام وهذا يفسر أنه وسط المليونيات لم يحدث أي تعد علي سائح أو أتوبيس سياحي مطلقا. * ماذا عن تجارة الآثار والتنقيب عنها وعمليات التهريب ودوركم في الحد من هذه النوعية من الجرائم؟ ** أهم جرائم الآثار هي التنقيب عن الآثار ففلسفة الجريمة في هذا المجال تبدأ بالحصول علي الأثر بإخراجه من باطن الأرض, ثم تبدأ حركة التداول العامة للأثر بعد ذلك مرورا بالحيازة والاتجار إلي أن تصل إلي آخر مرحلة وهي التهريب إلي خارج البلاد واستطيع أن أقول أن لدينا خطط تأمينية موسعة تشمل كل هذه المراحل لكن تبقي مرحلة أخري يصعب فيها العمل الأمني وتأتي بعد النجاح في تهريب القطع الاثرية للخارج. حيث لا توجد وسيلة لاستعادة الاثر إلا بالمساعي الدبلوماسية. وبشكل تفصيلي دعنا نتحدث عن أولي مراحل الجرائم السياحية, وهي التنقيب هناك دراسات أمنية مستفيضة لجغرافية هذه الجرائم والأماكن التي تنتشر بها وسبل الحد منها, وألقينا القبض علي تجار وأصحاب بازارات وضبطنا749 قطعة أثرية يقومون بتداولها تجاريا تعود إلي عصور إسلامية مختلفة بالجمالية وخان الخليلي وايضا نجحنا خلال الاشهر الماضية في القبض علي42 تاجرا احترف ترويج القطع الاثرية المسروقة من المخازن والحفائر الحديثة بين السائحين ومهرب الآثار. كما تمكنا من إحباط أربع قضايا تهريب لقطع أثرية كانت آخرها قضية تاجر الآثار التركي الشهيرة التي كانت تعد من أكبر الجرائم العالمية في تجارة تهريب الآثار, التي بدأت بالاشتباه في أحد الركاب بمطار القاهرة وبتفتيشه عثر معه علي4 قطع أثرية تعود إلي مراحل تاريخية مختلفة.. وبتطوير المناقشة معه وبإجراء التحريات المكثفة أمكن التوصل إلي رجل أعمال تركي كان يتعامل معه الراكب المقبوض عليه وبمداهمة المسكن الذي دلت التحريات عليه ويتخذه وكرا لتجارة الآثار تمكنت القوات من إلقاء القبض علي التاجر الزكي وعثر بالمسكن علي مخزن كبير يحتوي علي أكثر من700 قطعة أثرية لها قيمة تاريخية عظيمة, ولذلك أعتبر أن عمليات التنقيب العشوائية التي يقوم بها أفراد تعتبر في ذاتها مشروعات لكشف أثري, ولكن بطرق غير شرعية لأنه في أحيان كثيرة يتوصل هؤلاء المنقبون إلي سراديب وجدران لمعابد مدفونة وعليها رسومات وكتابات هيروغليفية يعتبرها علماء الآثار بأنها ترقي إلي أن تكون حفائر ذات قيمة. وهناك من يقوم باستغلال أراضي الآثار التي يشتبه في احتوائها علي حفريات أثرية ويضع يده عليها ويقيم عليها أعمال بناء ونحن قمنا بالتصدي لهذه الظاهرة التي كانت في قمة ذروتها بعد الثورة ظنا من البعض أن قبضة الأمن ضعفت ونجحنا في تنفيذ162 قرار إزالة للتعديات علي أراض أثرية في مناطق متفرقة علي مستوي الجمهورية أكثرها في الجنوب. كما تم ضبط800 قضية متنوعة متعلقة بالنشاط السياحي في حملات موسعة استمرت بضعة أشهر علي الفنادق والبازارات والمواقع الأثرية. * هل هناك ما يمكن أن يسمي تقسيما جغرافيا للأمن السياحي؟! ** هذه نظرية أمنية معروفة فنحن لدينا في مصر مناطق مهمة ومناطق أقل أهمية والمناطق المهمة مثل الهرم بالجيزة ووادي الملوك والبر الغربي بالأقصر, حيث تكثر فيها أعداد السائحين, ولما للهرم من أهمية خاصة كان له اهتمام كبير, حيث قمنا بعد الثورة بوضع رؤية أمنية جديدة لتأمين الهرم طرحناها علي وزارة السياحة ووزارة الآثار تكمن في أن منطقة الهرم تعرضت بعد الثورة لتجاوزات بعض البلطجية وكان لزاما حتي تكتمل المنظومة الأمنية أن يعاد ترميم السور المحيط بالمنطقة الأثرية, حيث تهدم جزء كبير منه, أيضا يجب إعادة النظر في منظومة الكاميرات وأجهزة التسجيل بالمنطقة, حيث يجب تطويرها وفق أحدث النظم العالمية وبعد زرع شبكة الكاميرات الحديثة سوف يتم توصيلها بغرفة تحكم رئيسية متصلة بغرفة العمليات بالمركز الرئيسي للوزارة بالفسطاط, وبذلك يتحقق الاحكام الكامل للسيطرة الأمنية علي المنطقة. السيناريو نفسه سيتم العمل به في مناطق أثرية مهمة بالأقصر علي أن ينتهي العمل بالبنية التحتية الأمنية في هذه المناطق خلال شهر ونصف الشهر. وسيكون للأسوار شكل حجري به رسومات جمالية تعود لمراحل تاريخية مختلفة وستقوم علي تنفيذ هذا المشروع هيئة التنمية السياحية بوزارة السياحة والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة.