نجحت شرطة السياحة والآثار فى إحباط عملية تهريب قطع أثرية نادرة خارج مصر فى أمتعة مواطن تركى يدعى يونس بينازي، 37 عاما تاجر ملابس جاهزة، بعد ضبط أربعة أقنعة أثرية بحوزته لدى مغادرته من مطار القاهرة. هذه الواقعة أكدت جهود اللواء عبد الرحيم حسان، مساعد وزير الداخلية لقطاع السياحة والآثار، فى تحجيم محاولات البعض الاستيلاء على آثار مصر وتراثها وتهريبها مستغلين حالة الانفلات الأمنى الذى تمر به حاليا، حيث قادت هذه الواقعة رجال إدارة الآثار للكشف عن مخزن آثار بأكتوبر يملكه المتهم التركى, ويضم 679 قطعة أثرية نادرة ترجع إلى العصور الفرعونية والإسلامية وعصر ما قبل التاريخ بينها 3 مومياوات كاملة و3 توابيت خشبية بهيئة آدمية و67 تمثالا نادرا لآلهة الفراعنة وهو ما يعنى توجيه ضربة قاسمة لتجار الآثار فى مصر. «الوفد الأسبوعى» التقت اللواء عبد الرحيم حسان ليشرح تفاصيل القبض على المتهم التركى وخطط الإدارة لتأمين الآثار المصرية, وإلى نص الحوار: سألناه: كيف بدأت عملية الضبط؟ - أجاب: منذ حوالى 9 أيام اشتبه الضباط فى راكب تركى، وبتفتيش أمتعته تم العثور على أربعة أقنعة أثرية فرعونية مغطاة بالذهب وبعض الآثار الأخرى, إلى هنا كان يمكن وبمنتهى السهولة أن تنتهى القضية، لكن تم استئذان النيابة لمناقشة المتهم الذى حاول مراوغة رجال الشرطة بعد أن قال إنه قام بشراء تلك الأقنعة من خان الخليلى بالحسين، إلا أن التحريات التى قام بها أفراد شرطة السياحة والآثار وتحقيق خطوط السير الخاصة به داخل القاهرة بالإضافة إلى البيانات الموجودة معه بالمذكرة الخاصة به والتى أشارت إلى أن له مسكناً خاصاً بأكتوبر، دفعت رجال الشرطة للشك فى أقواله، فاصطحبوه إلى هذا المسكن، وبمواجهته اعترف بوجود مخزن يضم نحو 700 قطعة أثرية تعود لكل العصور المصرية, الجديد الذى أحب أن أشير إليه أن ما حدث هو اختلاف الروح لأفراد الشرطة وكان التعامل مع المتهم التركى مختلف وتعاملنا معه بحرفية عالية حتى توصلنا من خلاله إلى مخزن من المضبوطات. وكيف قادتكم الأقنعة الأربعة التى تم ضبطها مع المتهم إلى باقى القطع الأثرية؟ - فى البداية قاد الحس الأمنى لدى رجال شرطة السياحة والآثار لأنهم يعلمون أن وجود أربعة أقنعة يعنى وجود أربعة مومياوات وأربعة توابيت، بالتأكيد توجد فى مقبرة وهو ما يعنى أن الآثار تم تجميعها والحصول عليها من خلال عمليات التنقيب عن الآثار. وماهى المضبوطات بالتفصيل؟ - تمكنا من العثور على تابوت خشبى بهيئة آدمية يرجع لعصور مختلفة فرعونى وبطلمى وكفن من الكارتوناج الكتان والجص ترجع للعصر الفرعونى و29 قناعا من الخشب ترجع للعصر المتأخر من الحضارة الفرعونية و2 قناع من الطين المغطاة بطبقة من الجص الملون ترجع للعصر المتأخر من الحضارة الفرعونية و13 مسند رأس من الخشب ترجع للعصر المتأخر من الحضارة الفرعونية وقبوة لسيدة ذات شعر مصفف وقلادة ذهبية ترجع لعصر الدولة الفرعونية الحديثة. هل يمكن أن يكون هناك شخصيات كبيرة متورطة فى هذه العملية؟ - بالتأكيد الكمية المضبوطة تدل على وجود عصابة كبيرة إلا أننا حتى الآن لم نحدد أشخاصا، ونحن الآن بعد الثورة فى دولة القانون ومهما كان المتهم فإننا لن نتهاون معه لأنه سارق تراث عالمى وسارق من الدخل القومى لكل مصري, إلا أن ما يجب قوله هو أن ما تم ضبطه هو ما تم منعه من الخروج من البلاد بالإضافة إلى أن المتهم المقبوض عليه هو المتهم الرئيس, وقد يكون هو الممول الرئيسى للقضية. ما القيمة المالية للآثار المضبوطة؟ - الآثار لا تقدر بمال, لكنها تتجاوز ملايين الجنيهات, وهناك لجنة أثرية قامت بجرد الآثار وتصنيفها وبعرض المضبوطات على لجنة من مركز الوحدات الأثرية بالميناء أكدت أن المضبوطات ترجع للعصور مختلفة بداية من العصر الفرعونى المتأخر والأسرة الفرعونية الثانية وبعض الأسر الفرعونية المتتالية انتهاء بالعصر الفرعونى الحديث، وآثار أخرى تعود إلى الحضارة اليونانية ثم الحضارة القبطية ثم الإسلامية وهى تخضع لقانون حماية الآثار وكان هناك حوالى 30 قطعة فقط لم تجيزها اللجنة. ما نص الحوار الذى دار بينك وبين وزير الداخلية بعد إبلاغه بالقضية؟ - أبلغنا بسعادته واحترامه للمجهود الذى قام به ضباط الإدارة وقال إننا جميعاً حلقة فى النهضة الأمنية التى يجب أن تشهدها مصر خاصة فى نطاق اختصاص الإدارة ونحن نفرح لفرح المواطن خاصة لدى شعوره بالأمن وخلال الفترة الماضية أصدر إبراهيم قرارات بمكافأة حوالى 100 من الضباط والأفراد فى قضايا آثار, لكننا لم نكافأ حتى الآن على هذه القضية. ما فوائد تلك الضبطية؟ - أولا أحمد الله على توفيقه لضباطنا فى تلك القضية لأن الآثار لو غادرت مصر فإنه من الصعب استردادها وخاصة أنها آثار غير مسجلة وليس لها رقم ولا محفوظة فى المتاحف أو المخازن و مثبتة فى سجلات إلا أننى أحب أن أوجه رسالة لكل مصرى يخاف على تراث مصر أن ما فى باطن الأرض من آثار هو مستقبل أولادنا، وأحفادنا ويجب استخراجه بطريقة شرعية لتدخل المتاحف المصرية لزيادة السوق السياحى المصرى وأطالب كل مصرى شريف بأن يبلغ عن أى قطعة أثرية فى أى مكان شرطى. خلال الفترة الماضية انتشرت ظاهرة النصب بالآثار خاصة فى ظل غياب الشرطة..؟ - بالفعل خلال الفترة الماضية وحتى قبل الثورة كانت هناك طرق مختلفة للنصب بالآثار وخصوصاً مجموعات تتركز فى شمال المنيا وجنوب بنى سويف وبعض قرى الفيوم يقوموا بإرسال رسائل نصية على التليفونات المحمولة مضمونها انه عثر على آثار ويرغب فى التصرف فيها والحقيقة أن المتلقى إما يبلغ الشرطة هو عدد قليل أو يذهب للشراء وهنا يكون قد وقع ضحية للنصب لأن ما يشتريه فى النهاية يكون حجراً أو جيراً أو عملات نحاسية. تردد فى الفترة الأخيرة أن هناك مجموعة من المنتمين للتيار الإسلامى اشترت الملاهى الليلة الموجودة بشارع الهرم لإغلاقها وتحويل مسار عملها.. - لم يحدث وكلها شائعات فجميع الملاهى الموجودة بشارع الهرم مازالت تعمل بتراخيصها ولم نسجل حالة إغلاق واحدة حتى الآن وللعلم خلال الفترة الماضية تمكنت شرطة مباحث السياحة والآداب برئاسة العقيد أحمد كشك من العودة بنسبة كبيرة لأداء عملها بعد التراجع الذى شهده قطاع الشرطة خلال الفترة الماضية. وسوف نغلق أي محل مخالف، وهذه تعليمات الوزير لمدير آداب السياحة وهم ضباط ذوو كفاءة عالية. ما الخطط الأمنية لتأمين الآثار والمناطق الأثرية؟ - التأمين يشمل المتاحف الأثرية والتاريخية والفنية والحديثة وقمنا بتشكيل لجان لزيادة مستوى التأمين بالتعاون مع وزارتى الآثار والثقافة بالإضافة إلى خطط تأمين المخازن الأثرية والقديمة والبعثات الأثرية حتى يتم نقل الآثار إلى المتاحف من الأماكن التى يتم التنقيب فيها وزودتنا الوزارة بحوالى 100 سيارة تستخدم فى نجدة الأهداف الأثرية لأن الآثار المصرية تراث عالمى يجب استخدامه للترويج للسياحية المصرية ويجذب عدداً جديداً من السياح إلى مصر.