مساعد وزير الداخلية لشرطة السياحة والآثار ل«الوطن»: الإخوان متورطون فى نهب المتاحف

اللواء ممتاز فتحى: استعدنا 95% من الآثار المسروقة بعد 25 يناير بإجمالى 6 آلاف قطعة

دول مجاورة تمول العمليات الإرهابية لتحويل وجهة السياح إليها والدليل حادث أوتوبيس طابا
لدينا 80 متحفاً جميعها مؤمنة بالجرينوف وكاميرات المراقبة
حدّثنا خطط تأمين الأفواج لتواكب الظروف الأمنية التى تمر بها البلاد
كشف اللواء ممتاز فتحى، مساعد وزير الداخلية لشرطة السياحة والآثار، عن أن الأجهزة الأمنية ممثلة فى الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار تمكنت من استعادة 95% من المسروقات الأثرية بعد ثورة 25 يناير 2011، بإجمالى 6 آلاف قطعة أثرية جرى نهبها خلال ثورة يناير وخلال عنف الإخوان بعد ثورة 30 يونيو بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة.
وقال «فتحى» فى حواره مع «الوطن» إن تنظيم الإخوان الإرهابى متورط فى سرقة الآثار، واستعانوا ببلطجية لنهبها كما حدث فى متحف ملوى، بعد أن أحرقوه لتسهيل نهب الكنوز الموجودة داخله.
وأضاف مساعد الوزير أن دولاً بعينها ترعى الإرهاب والتفجيرات التى تقع بمصر، وتحرص على استمرار أجواء الفوضى والعنف والإرهاب حتى تحرم مصر من توافد السائحين وتتحول وجهتهم من مصر إليها مثلما حدث فى طابا، حين جرى تفجير أوتوبيس يقل فوجاً سياحياً وتبين فيما بعد أن دولة مجاورة كانت وراء الحادث. إلى نص الحوار.
* ما طبيعة عمل واختصاصات شرطة السياحة والآثار؟
- هناك دول بعينها ترعى الإرهاب والتفجيرات التى تقع بمصر وتحرص على استمرار أجواء الفوضى والعنف والإرهاب حتى تحرم مصر من توافد السائحين وتتحول وجهتهم من مصر إليها، مثلما حدث فى طابا حين جرى تفجير أوتوبيس يقل فوجاً سياحياً وتبين فيما بعد أن دولة مجاورة كانت وراء الحادث. وطبيعة عملنا فى شرطة السياحة والآثار تعتمد على محورين، الأول يتعلق بحماية وتأمين الآثار سواء كان ذلك فى المناطق المفتوحة أو المغلقة التى تبلغ مساحتها آلاف الكيلومترات فى جميع أنحاء البلاد وتحوى كنوزاً أثرية وطبيعية فريدة تنتمى لعصور عدة مثل الفرعونى والبيزنطى والإسلامى والقبطى، ونعمل على تأمين تلك المناطق الشاسعة من خلال المتابعة الأمنية المستمرة ونشر عدد مكثف من القوات، والمحور الثانى يتعلق بالتأمين السياحى، أى تأمين السائحين والمنشآت التى يقيمون بها بالتنسيق مع وزارة السياحة وعدد من الجهات الأمنية الأخرى.
* كيف تطورت خطط التأمين مع المستجدات الأمنية خصوصاً الحوادث الإرهابية؟
- بدلاً من نقاط التمركز الأمنية بالمناطق السياحية والفنادق، استوردنا سيارات جرى إمدادها بأحدث المعدات والمهام التأمينية والقتالية، وبها مجموعة مسلحة يرأسها ضابط من شرطة السياحة على اتصال لاسلكى دائم بغرفة العمليات الرئيسية بالإدارة العامة لشرطة السياحة فى الفسطاط، وهذه السيارات تعتبر وحدة شرطية متكاملة منتشرة بالمحافظات وفق خطة أمنية دقيقة.
* أليس صعباً إحكام السيطرة الأمنية على المناطق السياحية المفتوحة؟
- تعبير المواقع الأثرية المفتوحة‮ ‬يطلق على مئات الأفدنة من الأراضى المملوكة لوزارة الآثار، لكن لا تُبنى عليها معابد أو قلاع، ‬وتسمى مناطق‮ ‬غير معدة للزيارة، ‮وهناك مئات المواقع بمئات الأفدنة مملوكة لوزارة الآثار وممنوع الحفر والتنقيب فيها، ‬والقائم على تأمينها حراسات خاصة تابعة لوزارة الآثار تحت إشراف مفتشى الآثار، حين توجد مخالفة‮ ‬يجرى إخطارنا وننتقل نحن أو الشرطة المحلية ونحرر محضراً بالمخالفة، ‬ويكون للمحضر اتجاهان، الأول للنيابة العامة والثانى للمجلس الأعلى للآثار لاستصدار قرار إزالة، ‬وبعد صدوره تعد مديرية الأمن دراسة أمنية وتنتقل وزارة الآثار للتنفيذ فى تأمين كامل من أجهزة وزارة الداخلية‮.
* ماذا عن تأمين المتاحف والأماكن الأثرية المغلقة؟
- جميع المتاحف والمواقع الأثرية مؤمنة بالكامل ومغطاة بشبكة من كاميرات المراقبة على مدار 24 ساعة، وتلك الكاميرات متصلة بغرف عمليات فرعية وأخرى عامة فى ديوان الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار بالفسطاط كما دعمتنا الوزارة بعدد كبير من سيارات النجدة المجهزة ‬وأجهزة اتصالات ولاسلكى حديثة، وجميعها متصلة بغرفة عمليات مرتبطة وعلى اتصال دائم بأجهزة الاتصال فى غرف عمليات الإدارة، فضلاً عن أنه جرى تزويد جميع المتاحف التى يبلغ عددها نحو 80 متحفاً بأسلحة جرينوف لصد أى هجوم.
* ماذا عن تأمين الأفواج السياحية؟
- الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار تضم 25 إدارة فرعية، منها إدارة تأمين الأفواج السياحية، وهى مختصة باستقبال السائحين لدى وصولهم إلى البلاد عبر المنافذ المختلفة ومرافقتهم من خلال التأمين اللصيق من خلال فرد مدرب ومجهز بسلاح حديث وجهاز اتصال مع جميع غرف العمليات، كما أننا نجحنا فى استصدار قرار يجبر شركات السياحة على إلزام الحافلات السياحية بتركيب كاميرات مراقبة خارج وداخل الحافلة وجهاز «جى بى إس» مرتبط بغرفة عمليات شرطة السياحة والآثار ووزارة السياحة.
* كيف تواجهون هوس التنقيب عن الآثار؟
- هوس التنقيب عن الآثار موجود منذ القدم لكنه‮ ‬يزداد وفقاً‮ ‬لما‮ ‬يتردد من شائعات، ‮ ‬ومع محاولة البعض استغلال الآخرين من راغبى الثراء السريع، ‬فالجريمة باقية والمهم أن‮ ‬يكون الضبط مستمراً،‮ ‬فهى جريمة موجودة ونحاربها وكذلك مديريات الأمن، وهناك مجهودات جيدة خلال الفترة الماضية منذ يوليو 2013 وحتى يونيو 2014 وجرى ضبط نحو 6 آلاف قطعة أثرية بين مسروقة بالتنقيب أو من المتاحف، وجرى استعادة 1050 قطعة أثرية مسروقة من متحف ملوى و2500 قطعة من مخازن دهشور وسقارة و4000 قطعة تمت سرقتها من أماكن مختلفة.
* هل لكم دور فى متابعة البعثات الأجنبية التى تعمل بالمواقع الأثرية؟
- بالتأكيد، وحين تأتى هذه البعثات تخطرنا بها وزارة الآثار ونحن نبلغ‮ ‬مديريات الأمن لتتولى تأمين مقر إقامتهم ومقر العمل، ويكون مع البعثة مفتش آثار مستديم، ‬وما‮ ‬يصلون إليه تشرف عليه وزارة الآثار لنقلها إلى المخازن.
* إذن لماذا نجحت البعثة الألمانية فى سرقة خراطيش خوفو؟
- ضبطنا المتورطين بالفعل وأحلنا 15 مسئولاً بالآثار إلى النيابة العامة، ونعمل حالياً على استعادتها من خلال إدارة الاسترداد التابعة للإدارة.
* ماذا عن الآثار المهربة للخارج؟
- نتعاون مع الإنتربول الدولى لإعادة عشرات التماثيل التى جرى تهريبها للخارج، ونجحنا فى استعادة تمثال من فرنسا عن طريق الإنتربول وآخر من إسرائيل، ومعظم هذه التماثيل جرى تهريبها خلال الأشهر الماضية ومعظم هذه التماثيل تخرج بطرق غير مشروعة، عن طريق الموانئ من خلال عصابات التهريب عبر السواحل الطويلة بالبحرين الأبيض المتوسط والأحمر، كما تم ضبط 150 قضية فى عدد من المناطق الأثرية بمحافظات الجيزة والفيوم وبنى سويف والمنيا والأقصر، وجرى وضع هذه التماثيل الأثرية النادرة داخل مخازن أثرية للحفاظ عليها.
* وكيف يجرى تأمين رحلات السفارى؟
- أنشأنا إدارة جديدة تابعة منذ سنتين تقريباً لاستقبال الأفواج السياحية ومرافقتها فى رحلات السفارى التى تنتشر فى الوادى الجديد والواحات، وهذه الإدارة مجهزة بكل التقنيات اللازمة للحماية والإنقاذ، ودعمنا أفراد التأمين فيها بأجهزة اتصال «الثريا».
* هل لتنظيم الإخوان علاقة بسرقات الآثار؟
- بالطبع، وثبت أنهم يقفون وراء حوادث نهب المتاحف والمناطق الأثرية.
* ما فعاليات الحركة السياحية خلال الفترة الماضية؟
- فى الفترة من يوليو 2013 حتى يوليو 2014 بلغ عدد المترددين على المناطق الأثرية مليوناً و320 ألف شخص، وبلغ عدد مقار الإقامة بالعائمات السياحية 156184 مقراً، وبلغ عدد التأمين اللصيق 127499، أما المتابعة الأمنية فبلغت 129463 والشخصيات المهمة 893، وبلغ عدد الاجتماعات والمؤتمرات 1951.
* وما النجاحات التى حققتها الإدارة خلال تلك الفترة؟
- ضبط 214 قضية آثار و83 قضية سياحة و381 قضية سرقة و318 مخالفة للفنادق السياحية و660 مخالفة للشركات السياحية و3061 كشفاً أثرياً و851 حالة مضايقة للسائحين، ونحقق باستمرار نجاحات متميزة، وتوجد لدينا إدارة مباحث على أعلى مستوى بقيادة اللواء كمال القلاوى، وكيل الإدارة، واللواء علاء السباعى، مدير المباحث، والعميدين أحمد كشك، مدير مباحث آداب السياحة، وناجح زكى، مدير مباحث الفنادق، وللأمانة هم من أكفأ القيادات وعلى مستوى فنى وقانونى وعملى مرتفع جداً، ويكفى أننا نجحنا فى إدخال 50 مليون جنيه إلى خزينة الدولة من الخمور المهربة لمصلحة الفنادق الكبرى.
* وما أهم القضايا التى جرى ضبطها مؤخراً؟
- نجحنا مؤخراً فى ضبط أكبر محاولة لتهريب آثار قيمتها تتجاوز 3 مليارات جنيه، وهى خاصة بأسرة محمد على وأحبطنا فيها تهريب 247 قطعة أثرية، وسوف نعقد مؤتمراً عالمياً 24 أغسطس الحالى لإعلان تفاصيلها.
* هل استعددتم لموسم الحج، خصوصاً أنه موسم تكثر فيه وقائع النصب على راغبى أداء الفريضة؟
- جرى بالفعل تشكيل فرق عمل أمنية لمراقبة الشركات وتلقى البلاغات والرقابة على عمليات التسفير من خلال 1400 شركة سياحة.