٫ هل جاء اهتمام أكاديمية فنون وعلوم السينما بالأفلام العربية انطلاقا من ثورات الربيع العربي وما صاحبها من رد فعل إعلامي دولي؟.. قد يبدو السؤال منطقيا في ظل القدرة المعروفة للإعلام علي التأثير وخاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة أن الأفلام الثلاثة التي رشحت جاء اثنان منها من دول الربيع العربي «عمر» قد يدين الطرف الإسرائيلي و»الميدان» و»الكرامة» لم يتجاوزا موضوعهما! الأفلام الثلاثة هي فيلم "عمر" الفلسطيني الروائي والثاني هو "الميدان" الوثائقي الطويل للمخرجة المصرية جيهان نجيم والثالث هو "لا جدران للكرامة" الوثائقي القصير للمخرجة اليمنية سارة إسحاق ولعل الفيلمين الأخيرين بالتحديد هما ما يلخص موقف النقد السينمائي وجانبا كبيرا من العقل الأمريكي تجاه الثورتين المصرية واليمنية ولعل صعودهما لتصفيات الأوسكار يأتي بمثابة رد اعتبار عن الموقف العالمي والأمريكي من الثورتين الغارقتين في تحولات تبدو لا نهاية لها بفعل التدخلات الخارجية. ويروي فيلم عمرالمرشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي قصة حياة خباز فلسطيني شاب ويلقي الضوء علي الخيارات الصعبة التي يضطر لاتخاذها بعد تورطه في قتل جندي إسرائيلي وتعرضه لضغوط من جانب المخابرات الإسرائيلية للعمل لصالحها ويضع هذا علاقة عمر بأسرته وأصدقائه والفتاة التي يحبها علي المحك. وكان الفيلم نفسه قد رشح لأكثر من جائزة في مهرجان كان 2013 وترك انطباعا جيدا حتي أنه تسبب في حالة من الحزن العميق داخل صالة العرض حين عرض للمرة الأولي شوهدت معها الدموع لحضور لا يعرفون عن فلسطين إلا اسمها. أما فيلم "لا جدران للكرامة" فهو ينقل أعمال العنف التي حدثت في ساحة التغيير خلال مظاهرات "جمعة الكرامة" التي خرجت ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح في اليمن. الفيلم شارك أيضاً في أكثر من 20 مهرجانا عالميا، وحاز علي جائزة أفضل فيلم في 4 منها وهي: "مهرجان إدندوكس" باسكتلندا في أكتوبر 2012؟ و"مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية"، و"مهرجان الأممالمتحدة للأفلام"، و"مهرجان الأفلام العربية في أمريكا". وجاء الفيلم المصري " الميدان " علي رأس الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل ويروي الفيلم حكاية الثورة المصرية منذ اندلعت في 25 يناير 2011 وحتي 30 يونيه علي لسان أبطاله وأبطالها في ذات الوقت من الثوار العاديين جدا لذا جاء متميزا بعفوية واضحة. المعروف أن أوسكار لم تمنح فيلما أو ممثلا عربيا أيا من جوائزها عبر دوراتها الخمس والثمانين السابقة وفي السادسة والثمانين لم ينجح أي من هذه الأفلام باقتناص جائزة واحدة فضلا عن الممثل الصومالي الأصل بلخاطري عبدي الذي كان مرشحا لجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم "الكابتن فيليبس" والمعروف أيضا أن أغلب الجوائز ذهبت إلي أفلام أوروبية فبدلا من "عمر" فاز فيلم "الجمال العظيم" الإيطالي وهو مع جماله يطرق موضوعا أقل تعقيدا من موضوع فيلم "عمر" والذي قد يدين في قراءة ما الجانب الإسرائيلي الذي يضع البشر في اختيارات حدية قاسية تحت تهديد القوة.. فهل من المفترض أن يفوز فيلم كهذا في ظل الوجود اليهودي في هوليوود؟!