كان الكابتن محمد لطيف، رحمة الله عليه، يردد مقولته الشهيرة: «الكورة اجوان»، وبالفعل بهجة كرة القدم وهدفها الأسمى تسجيل الأهداف، ولكن ما شاهدناه فى البطولة العربية يثبت أن الدنيا تغيرت، ولأن الكورة يجرى عليها ما يجرى على كل شيء فى الحياة، فقد تغيرت وتبدلت. كان زمان، فى خطط وفى لاعيبة تنفذ هذه الخطط وتتمرن عليها، وكان زمان فى ثنائيات فى الكورة، أشهرها على الإطلاق الشاذلى ومصطفى رياض، وزمان كان فى مدرب فهمان فى الشغلانة يغير خططه ويجرى تبديلات حسب سير المباراة، وكان زمان اللعب للمنتخب الوطنى قمة الأمانى، لأن أى مسابقة محلية هى الوعاء الذى يتم من خلاله اختيار أفضل العناصر، وكان زمان فى اتحاد كورة ليس له أى علاقة بألوان الفرق التى تلعب بالدورى العام، اللون الوحيد الذى كان لديه هو اللون الأحمر، لون الدم الذى كان يجرى بالعروق ويضع مصلحة منتخب يحمل اسم مصر فى العلالى ويوفر له كل أسباب الدعم والنجاح. النهارده وبعد كأس العرب، اكتشفت أنه لا يوجد هَدَّاف واحد فى الفريق المصرى، بل هناك حَدَّاف على رأى أبويا الولد الشقى السعدنى الكبير، فكل لاعب يحدف الكورة بعيدًا عنه وفى أى اتجاه كأنها رجس من عمل الشيطان. وعلى هذا الأساس، طَوَّح إخواننا الحَدَّافون بالكورة فى جميع الاتجاهات إلا فى اتجاه المنافس، وبالكاد تعادلنا مع منتخب الكويت وكان أفضل منَّا، وتعادلنا مع منتخب الإمارات بالعافية، وكان الفريق الإماراتى يستحق الفوز، وأما ثالثة المآسى فكانت الفضيحة التى لحقت بنا فى مباراة الأردن، وأظن أن الأشقاء بالأردن أرادوا احترامًا لتاريخنا الكروى المهيب أن يلعبوا بالفريق الاحتياطى لعل فريقنا يحط فى عينه «حِصرة ملح» ويلعب كرة قدم بحق وحقيق، ولكن الذى لعب كان الفريق الأردنى، والذى تفنَّن فى كل أمور الكورة كان الفريق الأردنى، والذى أحرز الأهداف بالثلاثة كان الفريق الأردنى. واكتفى كل أفراد منتخبنا الهُمام بعملية التحديف، بينما طولان اكتفى بالإشارة كأنه عسكرى ينظم المرور فى ميدان الجيزة. وبالطبع التزم الاتحاد، الصمت، وأصابتنا الأمراض وأهونها ضغط الدم الذى ارتفع فى السماء. يا إخوانا الغوووث الحقونا قبل ما يموتونا. وأعتقد أن هذا الهدف سينجحون فيه.