«ليلة سوداء كزي الحكم».. الموت يسجل هدفا في مباراة الوحدات والفيصلي

نسى المشجعون لحظة أنهم فاكهة كرة القدم، فبغيابهم تصنف المباريات «ميتة»، الغريب أنها بحضورهم أصبحت «مميتة»، ففي ليلة أردنية سوداء كزي الحكم لا بيضاء كالشباك، خرج طفل أردني لم يتجاوز بعد الاثني عشر عاما، يدعي حسن أبو رمضان، بالقرب من منزله في منطقة ماركا الشمالية، أول أمس السبت، ليحتفل بفوز فريقه «الوحدات» بوصوله لنصف نهائي بطولة الكأس، فسقطت على صدره «طوبة» كما تقول أسرته لا على رأسه كما ذكرت أغلب المواقع، من مشجع فريق «الفيصلي» المنافس، وكأنه يسجل هدفا في شباك الخصم، فانتقل الطفل حسن من صفوف المشجعين إلى الدار الآخرة.
أصدر الأمن العام الأردني، أمس، بيانا أكد فيه إلقاء القبض على الجاني، وهو أيضا طفل لم يتجاوز بعد السادسة عشرة سنة، واعترف بفعله بدافع الغضب، الذي اندلع قبل أسبوع كامل من انطلاق المباراة التي أقيمت أول أمس، إذ بدأت شرارة الاحتقانات بين جمهوري الفريقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بكلمات الوعيد والتهديد من هنا وهناك، وهو ما جعل الأجهزة الأمنية مع اتحاد الكرة الأردني تمنع حضور الجماهير حفاظا على -شيء لم يحدث- وهو السلامة، ومنع الأمن العام الأردني حضور الجماهير هربا من الموت فحدث أن قتل طفل أثناء احتفاله بالفريق.
انتهت المبارة لصالح فريق الوحدات على حساب الفيصلي بركلات الترجيح، وفاز «الأخضر» كما يلقبه جمهوره لكنها كانت ليلة «الأحمر» بعد أن سالت دماء الطفل حسن على الطريق.
يقول والد الطفل حسن أبورمضان في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»: «خرج ابني بعد المبارة سعيد مع صديقه إيهاب ليحتفل بفوز الوحدات، شاب طايش حدفه بطوبة على صدره، نقلوه الشباب اللى كانوا حواليه على المستوصف وطلبنا الدفاع المدني ونقلناه على المستشفى لكن كانت إرادة ربنا نفذت فاتوفى في المستشفى».
وعما يدور على المواقع الأردنية الآن من إشارات إلى التعصب، أضاف والد الطفل حسن: «هي حادثة فردية، لا بتقدم ولا بتأخر، من شاب طايش الله يكون بعونه، عمره 16 سنة، شو بيعرف هو عن الكورة ولا عن التعصب، والله عندنا الكورة جميلة وما في تعصب، اللاعبين بيحبوا بعضهم وكذلك الجمهور».
وأضاف الطفل إيهاب، صديق حسن وزميله في المدرسة، عن تفاصيل الواقعة في مقطع فيديو خاص ل«المصري اليوم» فقال: «كنا نازلين من الدارة (المنزل) عشان فريق الوحدات فاز، وطلعنا أنا وحسن بعد ما سمعنا صوت الجماهير، وروحنا احتفلنا معاهم، واحد رمى طوبة عند صدره فطلعناه على عيادة الأسرة، صاروا يقولولنا حالته خطيرة كتير، فوديناه على المستشفى ولما روحنا لقيناه ميت الله يرحمه، بس احنا بنحضر عشان التسلية بس مش عشان الدم».
تواصلت «المصري اليوم» أيضا في فيديو خاص لها مع زياد السمامي، رئيس رابطة مشجعي فريق الوحدات، فوجه كلمته لأصحاب التشجيع المتعصب، مختلفا في ذلك مع والد الطفل حسن في رؤيته للحادثة باعتباره «حادثة فردية»: «الرياضة تجمع ولا تفرق، رسالة محبة وسلام لكافة أطياف الشعوب، لكن في الأردن للأسف صارت هناك أبواق (فيسبوكية) تدعو للتعصب الأعمي والنبذ والكراهية».
وطالب رئيس رابطة مشجعي فريق الوحدات السلطات والأجهزة الأمنية الأردنية: «بمتابعة كل صغيرة وكبيرة على السوشيال ميديا وملاحقة كل من يدعو للتفرقة»، ومن جانبهم كمشجعين، أضاف: «ستكون هناك حملة كبيرة لمقاومة هذه الظاهرة الجديدة على مجتمعنا العربي المسلم، وطالب الشباب بالعودة إلى أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأن يتخذوه قدوة لهم».