شهد شتاء 2025 انتشارًا ملحوظًا لنزلات البرد والإنفلونزا بين مختلف الفئات العمرية، مما أثار تساؤلات عديدة حول أسباب ازدياد الإصابات رغم اتباع الكثيرين لنمط حياة صحي، أوضحت د. ميرفت السيد، مدير المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة واستشاري طب الطوارئ والإصابات وطب المناطق الحارة، أن ما يحدث هذا العام يعود إلى عوامل بيئية وموسمية بالأساس، وليس ضعفًا في مناعة الأفراد. اقرأ أيضا| مع افتتاح المتحف المصري الكبير... كيف كتب الفراعنة أول روشتة في التاريخ وأكدت أن الشتاء الحالي يُعد من أكثر المواسم التي تشهد انتشارًا للفيروسات، صرحت ان هذا العام مختلف.. كل بيت تقريبًا يوجد به من يعاني من رشح أو سعال. وأوضحت أن الأسباب الرئيسية هى قلة التهوية داخل المنازل والمكاتب خلال البرودة الشديدة، مما يسهّل انتقال الفيروسات، والتقارب الاجتماعي في المدارس وأماكن العمل ووسائل المواصلات، والتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة التي تُضعف الأغشية المخاطية وتجعل الجسم أكثر قابلية للإصابة بالعدوى. وأضافت أن الفيروسات الأكثر انتشارًا هذا الموسم هي الإنفلونزا الموسمية بنوعيها A و B، وفيروس RSV خاصة بين الأطفال وفيروس كورونا، لكن بصورة أقل حدة وأعراض أخف مقارنة بالسنوات السابقة. ونبّهت د.مرفت إلى أن تشابه الأعراض بين هذه الفيروسات يجعل التشخيص المنزلي صعبًا في بعض الأحيان، ما يستدعي استشارة الطبيب عند اللزوم. وأشارت د. ميرفت السيد إلى العلامات التحذيرية التي تتطلب زيارة الطبيب فورًا، وهى ارتفاع الحرارة المستمر وضيق أو صعوبة في التنفس وآلام شديدة في الصدر ودوخة أو فقدان الوعي وعلامات الجفاف عند الرضع وتفاقم الأعراض لدى كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة ..كما شددت على تجنب الأخطاء الشائعة التي تزيد من المضاعفات، مثل استخدام المضادات الحيوية دون داعٍ، أو الإفراط في المسكنات وبخاخات الأنف، أو تناول الكورتيزون بدون استشارة طبية. وقدمت مجموعة من النصائح الذهبية للوقاية خلال الشتاء، أهمها التهوية الجيدة للأماكن المغلقة والإكثار من السوائل الدافئة وتناول الشوربات والعسل والزنجبيل والراحة عند بدء الأعراض والتطعيم ضد الإنفلونزا خاصة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة كما أكدت د. ميرفت السيد أن الشتاء ليس موسم خوف.. بل موسم وعي. الفيروسات موجودة دائمًا، لكن يمكننا التعايش معها بأمان إذا التزمنا بالتهوية والراحة والنصائح الصحية الصحيحة.