في ظل موجة برد غير معتادة يشهدها شتاء 2025، كشفت الدكتورة ميرفت السيد، مدير المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة واستشاري طب الطوارئ والإصابات وطب المناطق الحارة، عن الأسباب الحقيقية وراء الانتشار الواسع لنزلات البرد هذا الموسم. وأوضحت أن ارتفاع معدلات الإصابة ليس نتيجة ضعف مناعة الأفراد كما يعتقد الكثيرون، بل بسبب مجموعة من العوامل البيئية والموسمية التي خلقت بيئة مثالية لانتقال الفيروسات. وقالت، إن المنازل المغلقة وقلة التهوية، إلى جانب التقارب الاجتماعي في المدارس وأماكن العمل والمواصلات، جعلت انتقال العدوى أسرع من المعتاد، فيما ساهمت التقلبات الجوية والانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة في إضعاف الأغشية المخاطية للجسم. وأكدت السيد، في بيان اليوم الجمعة، أن الفيروسات المنتشرة هذا الموسم تشمل الأنفلونزا بنوعيها A وB، وفيروسات البرد الشائعة، إلى جانب فيروس RSV الذي يظهر بكثرة عند الأطفال، إضافة إلى حالات متفرقة من فيروس كورونا بأعراض أخف مقارنة بالسنوات الماضية، الأمر الذي يصعّب تشخيص الحالات منزليًا في ظل تشابه الأعراض. وأشارت إلى أن فهم علامات الخطر يعد خطوة أساسية لتجنب المضاعفات، إذ يجب التوجه للطبيب فورًا عند استمرار ارتفاع الحرارة أو حدوث ضيق في التنفس أو ألم في الصدر أو دوخة شديدة. كما شددت على ضرورة مراجعة الطوارئ في حالة الرضع عند ظهور علامات الجفاف أو الحرارة المرتفعة، وكذلك كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة عند تفاقم الأعراض. وحذرت من الأخطاء الشائعة التي تزيد من تعقيد الحالات، أبرزها استخدام المضادات الحيوية دون سبب، أو تناول المسكنات بطريقة خاطئة، أو اللجوء للكورتيزون وبخاخات الأنف دون استشارة طبية، إلى جانب خلط الأدوية بشكل عشوائي. وقدمت مديرة المركز الإفريقي "روشتة ذهبية" للوقاية خلال فصل الشتاء، تتضمن الحرص على تهوية الأماكن المغلقة، وشرب السوائل الدافئة، وتناول العسل والزنجبيل والشوربات، مع الحصول على قسط كافٍ من الراحة عند بدء ظهور الأعراض، مشددة على أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة. وفي ختام حديثها، أكدت أن الشتاء ليس موسمًا للذعر، بل موسمًا للوعي، مشيرة إلى أن الفيروسات ستظل موجودة، لكن التعامل الصحيح معها والالتزام بإجراءات الوقاية يسهمان في حماية المجتمع.