فى اليوم الخمسين من وقف الحرب، شنَّ طيران الاحتلال الإسرائيلى، أمس، عمليات قصف وإطلاق نار ونسف طالت عدة مناطق فى قطاع غزة، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بأن جيش الاحتلال نفذ عمليات قصف وإطلاق نار مكثف من الطيران المروحى شرق مخيم البريج، وسط القطاع. كما شن طيران الاحتلال 6 غارات شرقى مدينة رفح الفلسطينية، جنوبى القطاع وفى خان يونس، أطلقت مدفعية الاحتلال قذيفة على منزل ببلدة بنى سهيلا شرقًا. اقرأ أيضًا | الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار بقصف مناطق بقطاع غزة وأطلقت المروحيات الإسرائيلية النار بكثافة شرق جباليا شمالى القطاع، ونفذ الاحتلال عملية نسف ضخمة تزامنًا مع قصف مدفعى شرقى خان يونس، جنوبًا كما أطلقت قوات الاحتلال النار بكثافة من الآليات الإسرائيلية قرب محور موراج شمال مدينة رفح الفلسطينية. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أنه اغتال 4 مسلحين من العالقين فى نفق برفح الفلسطينية. ويأتى مقتل الأربعة بعد أن أكدت عدة مصادر الخميس الماضى أن مفاوضات جارية بشأن مصير عشرات المقاتلين من حركة حماس المحاصرين منذ أسابيع داخل الأنفاق تحت المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن هناك توقعات بأن يستكمل الجيش تمشيط منطقة الخط الأصفر التى يسيطر عليها فى غزة خلال أسابيع. فى الوقت نفسه، أكدت مصادر أمنية لموقع واللا الإسرائيلى، أمس، أن تل أبيب تمارس ضغوطًا على حماس عبر الولاياتالمتحدة ووسطاء آخرين، للدفع بإعادة جثث المحتجزين المتبقية. وأشارت المصادر، التى لم يذكر «واللا» هويتها، إلى أنه لم يُسجَّل أى تقدُّم أو ورود معلومات جديدة من قطاع غزة. وأوضح الموقع أنه فى السابق دار نقاش حاد فى المجتمع الإسرائيلى عن صفقة المحتجزين، وطُرِح كثيرًا أنه إذا لم تُعِد حماس جميع المحتجزين، فسيعود الجيش الإسرائيلى إلى القتال، كما تحدث رئيس الأركان، إيال زامير، معلنًا التزامه العلنى بعودة جميع المحتجزين من قطاع غزة. وفى المقابل، انتشلت طواقم الدفاع المدنى فى قطاع غزة، أمس، جثمان شهيدة مجهولة الهوية داخل عمارة الأحلام بالقرب من مفترق المالية بمدينة غزة. كما انتشلت طواقم الدفاع المدنى جثمان شهيدة فى شارع الجلاء بالقرب من نقابة المهندسين بغزة. يأتى هذا فى إطار جهود انتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض منازل قصفتها طائرات الاحتلال الإسرائيلى فى القطاع. وفى سياق متصل، حذّر اتحاد بلديات قطاع غزة، أمس، من تدهور خطير يهدد بانهيار الخدمات الأساسية فى القطاع، نتيجة النقص الحاد فى الوقود، خاصة السولار، اللازم لتشغيل مرافق العمل البلدى، محملًا الاحتلال الإسرائيلى ومكتب الأممالمتحدة لخدمات المشروعات (UNOPS) مسؤولية تفاقم الأزمة. فى غضون ذلك، أفاد مسؤولون أمريكيون، أن خطة الرئيس دونالد ترامب لنشر قوة دولية فى غزة تواجه صعوبة فى التنفيذ، مضيفة أن هناك تساؤلات جوهرية لا تزال قائمة بشأن نزع السلاح. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» نقلا عن المسؤولين، «أن إدارة ترامب تواجه صعوبة فى حشد تعهدات بالمشاركة فى القوة الدولية للاستقرار، التى تمثل أحد بنود خطة الرئيس الأمريكى، والتى أقرها مجلس الأمن الدولى بموجب القرار الصادر يوم 17 نوفمبر الفائت». وأشارت الصحيفة إلى أن المخاوف تتصاعد فى العواصم الأجنبية، بشأن احتمال أن يطلب من جنود هذه القوة استخدام القوة ضد الفلسطينيين، مما دفع بعديد من الدول إلى التراجع عن عروضها الأولية. وذكرت أن دولة مثل إندونيسيا التى أعلنت أنها سترسل ما يصل إلى 20 ألف جندى من قوات حفظ السلام، تبحث الآن تخفيض التزامها العسكرى، وتوفير وحدة أصغر بكثير، وفقا لمسؤولين فى جاكرتا، فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم. كما قال مسؤولون مطلعون على المناقشات إن أذربيجان -التى كان من المتوقع أيضا أن ترسل قوات- أعادت التقييم أيضا، فى حين لم تلتزم أى دولة عربية بالمساهمة بالجنود. ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول أمريكى أنّ هناك تساؤلات جوهرية لا تزال قائمة بشأن نزع السلاح من غزة، حيث يظل السؤال الشائك عن كيفية نزع سلاح حركة حماس هو العقبة الأبرز أمام الدول المشاركة. وفى الضفة الغربيةالمحتلة، شنَّ جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة فى قرى وبلدات غرب مدينة سلفيت مساء السبت وفجر أمس، أسفرت عن اعتقال نحو 48 فلسطينيًّا، وذلك بالتزامن مع إغلاق مداخل قراوة بنى حسان، ومسحة، ودير بلوط، وبديا، عبر الحواجز العسكرية، والبوابات الحديدية، والسواتر الترابية.