الاحتلال يكثّف عدوانه على غزة

واصل الاحتلال الإسرائيلى حرب الإبادة والتجويع ضد أهالى غزة، لليوم ال 253 على التوالى، فى ظل استمرار القصف الهمجى لمنازل الفلسطينيين وخيامهم، حيث استشهد 14 فلسطينيا وأصيب أكثر من 50 مدنيًا جراء قصف 3 منازل بحيى «الشجاعية والتفاح» فى شمال القطاع.
واستشهد 5 مدنيين؛ بينهم طفلان وسيدتان، وأصيب عدد آخر فى قصف إسرائيلى استهدف منزلًا لعائلة «حتحت» فى حى التفاح شرق مدينة غزة، فيما انتشلت طواقم الدفاع المدنى، 4 شهداء بينهم رضيعة وعدد من الجرحى بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة «الجماصى» فى منطقة الشعف شرق المدينة.
وقصفت طائرات الاحتلال، منزل عائلة «الرملاوى» فى منطقة الشعف، ما أدى لاستشهاد فلسطينى وإصابة 12 آخرين، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، وفى جنوب القطاع، أطلقت آليات ودبابات الاحتلال العسكرية النار بشكل مكثف، شرقى مدينة خان يونس، واستشهد الشاب «سالم جميل أبو طه» جراء قصف مدفعى وإطلاق نار وسط مدينة رفح، تزامنًا مع عدة استهدافات فى حى البرازيل.
وقصفت زوارق حربية إسرائيلية منطقة العزبة غربى مدينة رفح، كما وقعت إصابات بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلى فى محيط دوار العلم غربى المدينة، فيما ذكرت تقارير إعلامية أنه جرى انتشال جثامين 8 شهداء من مناطق متفرقة فى مدينة رفح، وفى وسط القطاع، نسف الاحتلال مبانى سكنية فى منطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات، ووصلت جثامين 3 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى، مساء أمس الأول، جراء القصف الإسرائيلى.
فى المقابل، وجه المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أبوعبيدة، رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام، مطالبا إياهم بأن يتذكروا إخوانهم فى غزة وفلسطين بدعواتهم الخالصة فى المشاعر المقدسة وأثناء مناسك الحج وأن يستحضروا غزة «شعبها الصابر ومجاهديها فى هذه الأوقات العظيمة المباركة».
وأضاف المتحدث باسم «القسام»، فى بيان، أمس: «إذ يؤدى ضيوف الرحمن فريضة الحج فإننا نؤدى فريضة الجهاد ضد أعداء الله المحتلين الغاصبين نيابة عن أمة الإسلام الكبيرة»، لافتًا إلى أن «طوفان الأقصى» انطلق من أجل ثالث الحرمين الشريفين، معتبرا أن «مناسك الحج» فرصة لتذكير «أمة المليارى مسلم» بحقيقة الصراع الفلسطينى مع الاحتلال الذى ينتهك مسرى رسول الله ويعيث فيه فسادًا وتهويدًا كل يوم.
واستهدفت كتائب القسام جرافة إسرائيلية من نوع «D9» بقذيفة «الياسين 105» فى الحى السعودى بتل السلطان غرب مدينة رفح جنوب القطاع، فيما أعلنت، أمس الأول، تمكن مقاتليها من تفجير عين نفق فخخت مسبقا بقوة إسرائيلية راجلة وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح شرق حى الزيتون فى مدينة غزة شمال القطاع، علاوة على قصفها موقع «كيسوفيم» العسكرى الإسرائيلى بوابل من الصواريخ.
وفيما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين لديها، أعلنت «القسام»، مقتل اثنين من أسرى الاحتلال بقصف إسرائيلى على رفح جنوبى قطاع غزة، حيث نشرت مقطع فيديو خاطبت فيه عائلات الأسرى الإسرائيليين، قائلة: «جيشكم قتل اثنين من الأسرى فى القصف الجوى على مدينة رفح قبل أيام.. جيشكم يخدعكم، ويستمر فى خداعكم، وحكومتكم لا تريد أن تعيد الأسرى إلا فى توابيت».
من جهتها، نشرت سرايا القدس الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى، مقطع فيديو لعملية قنص جندى إسرائيلى فى محور «نتساريم» جنوب غرب مدينة غزة شمال القطاع، فيما قصفت، مساء أمس الأول، «سديروت» ومستوطنات غلاف غزة بوابل من الصواريخ.
إلى ذلك، نقل موقع «معا» الفلسطينى عن موقع «حدشوت بزمان» الإسرائيلى، مقتل 8 جنود احتراقاً داخل آلية عسكرية جنوبى قطاع غزة، وقال إن 8 جنود من وحدة الهندسة ذهبوا للاستراحة داخل مركبة خاصة بنقل الجند من نوع «نمر» وتم تفجير الناقلة بهم وهم نيام.
وأشار الموقع إلى أنه فى غزة تم إطلاق صاروخ مضاد للدروع على آلية بها 8 جنود وضباط، فانفجرت على الفور واشتعلت النيران بشكل كامل فى جميع المقاتلين النائمين بداخلها، وقتل ال 8 على الفور واحترقوا داخل المركبة.
فى سياق متصل، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن منظمة «نفجاشيم» الإسرائيلية، أن آلاف الجنود الإسرائيليين يعودون من قطاع غزة وهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن أكثر من 10 آلاف جندى فى الاحتياط طلبوا تلقى خدمات الصحة العقلية، وقبل أيام أفادت الإذاعة الإسرائيلية بانتحار جندى بعد تلقيه أمرًا بالعودة للخدمة العسكرية فى قطاع غزة، فيما كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن 10 ضباط وجنود إسرائيليين انتحروا منذ 7 أكتوبر الماضى، عدد منهم انتحر خلال المعارك فى مستوطنات غلاف غزة.
من جانبه، اعتبر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى السابق، إيهود باراك، أن الحرب ضد حركة حماس «فاشلة»، ويجب وقفها وإعادة المحتجزين باتفاق سياسى، مؤكدًا أنه يجب شل ما سمّاه «الدولة» وحشد مليون متظاهر و50 ألف معتصم أمام «الكنيست».