في إنجاز غير مسبوق، حققت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» المركز الثاني عالميًا بين الحسابات الحكومية الأعلى أداء، بعد صفحة «البيت الأبيض» الأمريكية، ليعكس هذا الإنجاز تحولًا رقميًا ومؤسسيًا واسعًا داخل الوزارة، يتجاوز مجرد التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي. وأعرب عدد كبير من المواطنين عن إعجابهم بما وصفوه ب«العظمة» التي تقدمها وزارة الداخلية «بكل أقسامها»، مشيرين إلى أن الأداء الأمني والخدمي في الأسابيع الماضية «فاق التوقعات» وحقق نقلة نوعية ملموسة لم يكن يتخيلها الكثيرون. التحول الرقمي وإعادة تعريف دور وزارة الداخلية هذا الإنجاز يعكس إعادة تعريف لدور مؤسسات الأمن في العصر الرقمي، حيث باتت العلاقة بين المواطن والأجهزة الأمنية مبنية على المشاركة، والمعلومة الفورية، والخدمة السريعة، والاستجابة المبنية على تحليل البيانات. ويعكس ذلك رؤية اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، الذي يوجه دائمًا بمواكبة التطور التكنولوجي المتسارع لتحقيق أقصى استفادة تصب في مصلحة وخدمة المواطنين. قبل سنوات، كان تصور المواطنين لدور وزارة الداخلية يقتصر على المهام الأمنية التقليدية. ومع ثورة الإعلام الرقمي، أدركت الوزارة أن معركة كسب الثقة تبدأ من خلق قنوات اتصال فاعلة، وأصبحت الصفحة الرسمية إحدى أهم أدوات بناء هذه الثقة عبر نشر البيانات المصورة، والرد على الاستفسارات، والإعلان عن الإنجازات والخدمات. ولم يكن التغيير شكليًا، بل أعاد تموضع الوزارة كجهة تقدم خدمات وليس فقط إجراءات ضبط. فقد أصبح نجاح الرسالة الأمنية لا يعتمد على القوة فقط، بل على المعلومة، والشفافية، والقرب من المواطن، وهو ما برز في استراتيجية الصفحة، التي تعتمد على محتوى مباشر وسهل الفهم، مع شرح جهود مكافحة الجريمة، حملات ضبط الأمن، كشف الحقائق بسرعة قبل انتشار الشائعات، ونشر فيديوهات توثق الإنجازات على الأرض، وإبراز بطولات رجال الشرطة. منصة موثوقة لمكافحة الشائعات والخدمات المباشرة تلعب الصفحة الرسمية دورًا مهمًا في مكافحة الشائعات، إذ أصبحت المنصة الرسمية لتوضيح ما يتم تداوله، وتقليل حالة الارتباك المعلوماتي السائدة في عصر التواصل السريع. كما تعتمد الصفحة على أدوات تحليلية دقيقة مثل قياس تفاعل الجمهور حسب الفئات العمرية، معرفة نوع المحتوى الأكثر انتشارًا، اختيار أفضل توقيت للنشر، وتقييم الاستجابة بناءً على المعلومات المتداولة، مما يجعل المتابعين شركاء في صناعة المحتوى وليس مجرد متلقين. وأبرز ما يميز الصفحة أنها أصبحت خط دعم إلكتروني مباشر للمواطنين، حيث خصصت الوزارة كوادر للرد على البلاغات المتعلقة بفقدان الأوراق الرسمية، شكاوى الخدمات المرورية، الاستفسارات عن الإجراءات، الجرائم الإلكترونية، وبلاغات عاجلة يتم تحويلها فورًا للجهات المختصة. كما أصبحت منصة خدمية، يشعر معها المواطن أنه يتواصل مباشرة مع صانع القرار الأمني، وهو ما رفع مستوى رضا الجمهور، وقرب الشرطة من المجتمع. كما تستخدم الصفحة لنشر حملات التوعية حول القضايا المهمة مثل: الابتزاز الإلكتروني، الاتجار بالبشر، الأمن المروري، مكافحة المخدرات، حماية الأطفال على الإنترنت، ومواجهة النصب والاحتيال الإلكتروني. وعندما تشتعل أزمة أو ينتشر خبر غير دقيق، تتحرك الصفحة بسرعة لتصحيح المعلومات، لتصبح منصة توضيح ووسيلة لحماية استقرار المجتمع وحاجزًا ضد الشائعات. ولم يقتصر التغيير على المحتوى فقط، بل شمل أسلوب اللغة المستخدمة، حيث ابتعدت الصفحة عن اللغة الرسمية التقليدية، واتجهت إلى لغة بسيطة، مباشرة، وقريبة من المواطنين، تتضمن أحيانًا رسائل إنسانية، ما غير الصورة الذهنية للشرطة لدى فئات واسعة من المجتمع، خاصة الشباب الذين يمثلون أكثر من 60% من مستخدمي «فيسبوك» في مصر. هذا الإنجاز الرقمي يعكس قدرة وزارة الداخلية على الجمع بين الخبرة الأمنية التقليدية والابتكار التكنولوجي، ليصبح النموذج المصري مثالًا يحتذى به عالميًا في تقديم الخدمات الأمنية والمعاملات الرقمية الموثوقة، ويعزز ثقة المواطن في قدرته على الوصول إلى المعلومات والخدمات بسرعة وشفافية، بما يرسخ مفهوم الشرطة القريبة من المجتمع .