في لحظة فارقة من تاريخ الصراع الفلسطيني، تعود مصر لتثبت مجددًا أنها قلب الدبلوماسية العربية وصانعة التوازن الإقليمي، وذلك من خلال استضافتها قمة السلام من أجل غزة بمدينة شرم الشيخ، المدينة التي باتت عنوانًا عالميًا للحوار وبناء الجسور بين الشعوب. قمة في زمن الحرب القمة جاءت في ظل وضع إنساني مأساوي داخل قطاع غزة، وتطورات إقليمية ودولية متسارعة، لتؤكد أن القاهرة ما زالت اللاعب الأهم في معادلة السلام، والممر الإنساني والسياسي نحو التهدئة. وقد جمعت القمة قادة ومسؤولين من أكثر من 20 دولة ومنظمة دولية، برعاية مصرية خالصة، هدفها الأول وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وإطلاق خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة. ريادة مصرية ودور محوري منذ اللحظة الأولى للأزمة، تحركت الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بخطوات مدروسة، جمعت بين التحرك الإنساني والسياسي. استضافة القمة لم تكن مجرد عمل تنظيمي، بل تأكيد على مكانة مصر ك"دولة تملك مفاتيح الحل"، القادرة على جمع الفرقاء على طاولة واحدة، وفتح مسار جديد نحو سلام واقعي ومستدام. رسائل مصر للعالم حملت القمة رسائل واضحة، أن غزة أرض فلسطينية لا تقبل التقسيم ولا التهجير، وأن الحل لا يكون إلا بتوحيد الصف الفلسطيني، وبدعم دولي لإعادة إعمار القطاع دون شروط سياسية أو ابتزاز إنساني. كما شددت القاهرة على ضرورة تحمل القوى الكبرى لمسؤولياتها، واحترام القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة. رؤية لإعادة الإعمار طرحت مصر خلال القمة خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة، تتضمن إشرافًا دوليًا، وتمويلًا عربيًا ودوليًا، مع ضمانات مصرية للحفاظ على السيادة الفلسطينية، وضمان وصول المساعدات بشكل عاجل وآمن. وتم التأكيد على أن السلام الحقيقي يبدأ من الإنسان، وأن الإعمار لا يمكن فصله عن العدالة والاستقرار. واليوم قمة السلام من أجل غزة ليست مجرد حدث سياسي، بل رسالة إنسانية من بلد يؤمن بأن دوره ليس خيارًا، بل واجبًا تجاه الأمة العربية والإنسانية جمعاء، وهنا تبرز عودة مصر لتكتب فصلا جديدا في صناعة السلام .