أيام خالدة نعيشها مفعمة برائحة النصر ونكهة الكرامة، نصراً أعاد الحياة والكبرياء لشعب وجيش، ظن الكثيرون أنهما ماتا إكلينيكياً، ولن تقوم لهما قائمة، حرب أكتوبر ليست مجرد نصر بمعركة، بل معارك متنوعة خاضتها مصر لسنوات، وصولاً للحرب، وحتى يوم 6 أكتوبر، ليست مجرد معركة، بل حروب جسدت عبقرية وقوة وإيمان ويقين مصر وجيشها العظيم. وكما يطل علينا هذا اليوم بروعته وفخره، ما زال يذهب العقول في الجانب الآخر، فتظهر بعض الوجوه الكريهة وكأنهم مغيبون، نعم يعترفون بقوة المفاجأة والنصر المصري، لكنهم يوقفون النصر عند بداية الحرب، متوهمين أنها انتهت بنصر إسرائيلي، ألا ساء ما يدعون، وفي إفكهم يعمهون، لن ندخل في جدل فالأمر منتهٍ والنصر محسوم، ولن نرد عليهم بما يستحقون من ألفاظ يعاقب عليها القانون، لكن فقط نقول أن أي حرب لها هدف، والمنتصر من يحقق هدفه، فمن حقق هدفه من حرب أكتوبر أيها المعاتيه؟ قبل الحرب لم يتخيل أحد أن المصريين سيفكرون مجرد تفكير بالاقتراب من قناة السويس، فإذا بهم يقتحمون الحصون، ويعبرون الصعاب، متعمقين بأرض سيناء لأكثر من 15 كيلو متراً، لم يجرؤ العدو على تجاوزها، وقبل الحرب لم تكن تل أبيب تقبل مجرد الحديث عن الانسحاب أو الجلوس للتفاوض، ليأتي النصر المبين، يدفعها جبراً للتفاوض، وتعيد الأرض مرغمة لمصر، وهو الهدف الأسمى للحرب، إذن فمن المنتصر؟! قبل الحرب كانت إسرائيل تعربد في سمائنا وأرضنا ومياهنا، متي وكيفما تشاء، فهل جرؤت أو تجرؤ يوماً على أي من هذا؟، ويجسد هذا الخوف والتحسب الإسرائيلي جملة عبقرية قالها الرئيس السيسي، وهي: «الجيش اللي عملها مرة قادر يعملها كل مرة»، تلك الحقيقة مازالت كابوساً ينغص أحلام إسرائيل التوسعية ويكبح جماح مجرميها. وفي يوم النصر، ألف تحية وسلام لكل شهيد روى بدمائه الطاهرة أرض الفيروز، ولكل من شارك بالحرب من أصغر جندي لأكبر قائد، وتحية خاصة للزعيم الخالد والشهيد الذي سيظل حياً بقلوبنا البطل أنور السادات حبيب المصريين..