رغم مرور أربعة عقود على انطلاقتها الفنية لا تزال لطيفة التونسية تمشي على الحافة، تختار الأصعب، وتخوض التجارب الجديدة بروح أول يوم، ومع إصدار ألبومها الجديد «قلبي ارتاح»، تؤكد أنها ليست فنانة تبحث عن الراحة، بل عن المغامرة، تبدو أكثر نضجًا، لكنها أيضًا أكثر اندفاعًا إلى الشباب، إلى المغامرة، إلى التجديد. ◄ «أنا والله ما أنا» تجربة استثنائية مع كاظم الساهر ◄ الراحل عبد الوهاب محمد أوصى أسرته أن أغنى هذه الكلمات «ما يشدنى هو أن أكون مختلفة»، تقولها وكأنها تختصر سر بقائها حاضرة في ذاكرة ثلاثة أجيال. منذ أغنيتها الأولى «اوعى تغير» مع عمار الشريعى عام 1988، ضمن ألبوم «أكتر من روحي بحبك»، وهى تعرف أن الطريق محفوف بالجرأة. لم تكن تعرف وقتها أن خطوة واحدة ستضعها في صف الكبار، لكنها كانت تدرك أن الفن لا يحتمل الخوف. واليوم، بعد أربعين عامًا، تعود لتثبت أن قلبها ما زال يتسع للتجربة، وللإصرار على البقاء شابة بالفن، لا بالزمن. تؤكد أن فى «قلبى ارتاح»، تنفتح على كتاب وملحنين شباب، وعلى تجارب صوتية غير مسبوقة مثل تقنية Dolby Atmos التى أدخلتها إلى الغناء العربى، لتقول إن الفن ليس مجرد حنين للماضى بل هو مستقبل يكتب الآن. ◄ بداية.. كيف جاء اختيار «قلبي ارتاح» لألبومك الأخير؟ الاسم ليس مجرد عنوان، بل حالة. فعندما أستمع للأغانى أشعر أن قلبى ارتاح. فمن خلال الألبوم حاولت أن أقدّم تنوعًا كبيرًا، فيه ما هو مفرح، وأخرى تلمس القلب، وأغنية ترقص، وكلها طالعة من إحساسى ومن قلبى. كما أننى عرضت 4 اختيارات على الفانز والمقربين منى، وهم اختاروا «قلبى ارتاح». الاسم بسيط وسهل، ويعبر عن حالتى وقت تسجيل الألبوم، وأرى فى الجمهور شريكًا لا متلقيًا. ◄ اقرأ أيضًا | لطيفة: أنا بتاعة الRisk .. حوار ◄ هل كان لديك خطة في هذا التنوع؟ إطلاقًا ولا أى خطة! فأنا أغنى ما أحبه، وأشعر به ويتناسب مع طبيعتى. فقدمت فى الألبوم سلو، هاوس، رومبا، مقسوم.. توليفة ترضى كل الأذواق، لكن فى النهاية لا بد أن تعجبنى أنا أولًا. ◄ لماذا قمت بطرح الألبوم على مراحل؟ اتفقنا أن نطرح أول 4 أغان، وبعدها نكمل على دفعات. الهدف كان أن يظل الجمهور متشوقًا ومتابعًا، وكل مرحلة تكون لها احتفالاتها وردود فعلها. ◄ منذ بداية انطلاقتك الفنية وأنت تحرصين على التنوع والتجديد حتى على مستوى التوزيع والتلحين؟ بالفعل، وأخوض ذلك من باب المغامرة والخروج عن المألوف، خاصة أن فريق العمل فى هذا الألبوم أتعامل معهم لأول مرة، من شعراء، وملحنين، وموزعين، وحتى مخرجين. أنا أحب أن أفتح الباب للجديد والتجديد، وأعطى فرصة لهم. وهذه التجربة «مغامرة جميلة»، لأننى لا أرى فى التعامل مع المبدعين الجدد مخاطرة بقدر ما هو رهان على المستقبل، مثلما وثق بى الكبار فى بداياتى، وفى مقدمتهم عمار الشريعي وصلاح الشرنوبى. ◄ رغم هذا التنوع إلا أن تعاونك مع النجم كاظم الساهر كان له سحر وطابع خاصان؟ النجم والفنان كاظم الساهر قيمة فنية كبيرة ومدرسة فى الموسيقى، وقدمنا فى هذا الألبوم أغنية «أنا والله ما أنا» من كلمات عبد الوهاب محمد وتوزيع ميشيل فاضل. والتعاون معه شرف كبير. ◄ كانت تربطك علاقة قوية بالشاعر الراحل عبدالوهاب محمد لذا حرصتِ أن يكون لك أغنية من كلماته فى ألبوماتك؟ طبعًا، فهو حالة استثنائية فى حياتى الفنية والإنسانية، فكان يختار لي مواضيع جريئة جدًا، ودائمًا يقفل لي الثغرات في الكلام، مثلًا، أغنية «حبك هادى» وقتها زياد الطويل استغرب من جرأتها، لكنى أصررت أن أغنيها، وفى الألبوم الجديد هناك غنوتان من كلماته، وهو بنفسه كان أوصى أن تتغنيا بصوتي أنا فقط، وهما «ألف وارجع له» و«أنا والله ما أنا». ◄ في بدايتك الفنية كان لك مساهمة في تطوير التوزيع الموسيقى، صفها لنا؟ كنت قد اقترحت أن نستخدم آلة «الميزويت» التونسية، وندخلها فى الأغانى المصرية، وأحضرت عازفين متخصصين من تونس. وفى أغنية «النار النار» استخدمنا مقام «المزموم»، ولم يكن يستخدم حينها فى الأغانى المصرية. ◄ ما تقييمك لتجربة «حكايات لطيفة»؟ كانت تجربة جديدة ومختلفة، وشعرت حينها أننى وسط أصحابى ولست محاورة فى برنامج، خاصة أننا جميعًا كنا نكتشف جوانب من شخصياتنا لم نكن نعرفها.