في خطوة جريئة، تخوض النجمة التونسية لطيفة تجربة موسيقية جديدة من خلال ألبومها "قلبي ارتاح" الذي تميز بتنفيذه بتقنية ال" Dolby Atmos"، في سابقة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، وخاضت أيضًا من خلال الألبوم رحلة مع 14 أغنية متنوعة، عكست كل منها تجربة عاشتها لطيفة، ليكون هذا الألبوم بمثابة حالة متكاملة في مشوارها.. تتحدث لطيفة في حوارها مع "أخبار النجوم" عن كواليس صناعة واختيار أغنيات الألبوم، وفريق العمل الذي تعاونت معه، وسر الكيمياء الخاصة التي تجمعها بالعراقي كاظم الساهر، والشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، كما تكشف تفاصيل حفلها المرتقب غدًا ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي في تونس، والعديد من التفاصيل الأخرى. في البداية تحدثت لطيفة عن أصداء وردود أفعال الجمهور حول أولى 9 أغنيات من ألبومها الجديد، قائلة: "أنا في قمة سعادتي منذ طرح أغنيات الألبوم بسبب ردود أفعال الجمهور، وبصراحة لم أر حفاوة وسعادة بالأغنيات بهذه الطريقة المُفرحة منذ فترة طويلة". أطللت على جمهورك من خلال الألبوم بشكل جديد ومختلف كُليًا على جميع الأصعدة سواء باللوك، الكلمات، الموسيقى، الأفكار، وطريقة الطرح.. كيف كانت رحلتك مع الألبوم وكواليس التحضير له؟ لم أسع للتخطيط أو الترتيب يومًا، وهذا هو نمط حياتي، وبدوره انعكس على الفن، فمنذ بداياتي الفنية وأنا أسعى لأن أكون "شبه نفسي" بكل شيء سواء في اختيار الأغنيات، الألحان، التوزيع، التنفيذ، الكليبات، اللوكات، وأنا أؤمن بالتجديد والابتكار، وأعي أن الفنان الذي لا يُجدد من مشروعه يقع في فخ التكرار والنمطية، لذا لا أُحبذ تكرار التعاونات أو الأفكار حتى الناجحة منها، فضلًا عن أنني احترمت جمهوري منذ البداية، ووصلت إلى ما أنا عليه اليوم بعد تعب سنوات طويلة ودراسة سواء بأكاديمية الفنون، أو على يد أساتذة في تونس، وفرنسا، فأنا مُهيأة لهذا المجال منذ البداية، ولابد أن أُفكر في التجديد مع كل خطوة جديدة أُقدم عليها. لماذا اخترتِ "قلبي ارتاح" تحديداً لتحمل عنوان الألبوم؟ لم أتدخل في اختيار عنوان الألبوم، وتركت هذا الأمر لجمهوري، فهم سندي بعد الله، حيث عرضت عليهم 4 اختيارات من ضمنها "قلبي ارتاح"، ووقع اختيارهم عليها، ووجدته مناسب لأنه عنوان بسيط وسهل الحفظ. متى تقول لطيفة "قلبي ارتاح"؟ قلت ذلك بعدما انتهيت من تسجيل جميع أغنيات الألبوم، حيث يُمثل حالة خاصة بالنسبة لي، وكل أغنية تحمل قدرًا من لحظات ومشاعر عشتها، لذلك هو الأقرب لي، واستمتعت للغاية في كل مراحل تنفيذه وتحضيره، وعندما استمع إلى الأغنيات مُجددًا أشعر أن قلبي بالفعل ارتاح. تنوعتِ خلال الألبوم بين أنماط موسيقية عديدة بعضها فاجأ الجمهور.. هل قصدتِ ذلك؟ ليس لدي أي خطط أو حسابات، فأنا ببساطة أُغني ما أُحبه، وأرى أنه يتناسب معي سواء من حيث الأفكار أو المشاعر، وليس ما يتناسب مع السوق الغنائي، لكن عندما أُقدم ألبوم كامل أحرص دائمًا على التنوع بين أكثر من شكل موسيقي ما بين السلو، الهاوس، المقسوم، الرومبا، والقصائد، فكل شكل له جمهوره، لذا اخترت توليفة تُرضي جميع الأذواق، لكن الأهم أن تُرضيني وتتناسب معي أولًا. لكن هذا التنوع والتغيير لاسيما في الأنماط الموسيقية وطريقة أدائك لبعض الأغنيات أمر قد لا يستوعبه الجمهور.. هل تخوفتِ من ذلك؟ لم أتخوف أبدًا، لأن ذوق الجمهور متغير ومتنوع، والألبوم يضم جميع الأنماط، وكل مستمع سيجد بالتأكيد ما يبحث أو يُعبر عنه، ومَن يتذوق الفن الحقيقي، سيشعر بالتغيير ويُقدره. قررتِ تنفيذ ألألبوم كاملًا بتقنية "Dolby Atmos"، وهي سابقة في العالم العربي.. ماذا تعني لكِ هذه الخطوة؟ نحن نعيش في عصر التطور الغير مسبوق، فقديمًا كنا نعمل بتقنية "الأنالوج"، أما صناعة الموسيقى أصبحت قائمة حاليًا على "الديجيتال"، وبصراحة عندما استمعت لتجربة "Dolby Atmos" في أحد أهم الاستوديوهات في مصر، لمست الفرق الحقيقي، وقررت من غير تردد أن يتميز الألبوم بهذه التقنية الحديثة، لإنها تجعل المستمع يشعر وكأنه داخل الاستديو والفرقة الموسيقية تُحيط به، حيث تُبرز جماليات كل آلة على حدة، وتُحقق تجربة سمع مُمتعة لأقصى درجة، وعندما استمعت إلى الأغنيات مرة أخرى بنسخة ال"Stereo"، تعجبت وقلت "إزاي كنا بنشتغل قبل كده"؟!. لكن الاستعانة بهذه التقنية بالتأكيد زادت من تكاليف صناعة الألبوم؟ نعم، هي جرأة، لكن لم يشغلني الأمر إطلاقًا، لأنني لا أحسبها بالمال، ولا أُفكر في التكلفة، وكل ما يُهمني هو تقديم أفضل ما لدي للجمهور، وأحببت التجربة من قلبي، حيث أنها تفتح آفاق فنية جديدة في التوزيع والاختيار، والفنان الذي يُحب عمله لا يبخل عليه أبدًا. فتحتِ الفرصة والمجال من خلال هذا الألبوم لجيل جديد من الشعراء والملحنين والموزعين.. ألا ترين أنها مُخاطرة؟ إطلاقًا، "أنا بتاعة الrisk"، وأخوض التجارب الجديدة والجريئة منذ بداياتي عندما قدمت "حبك هادي، يا أبيض يا أسود، ما تروحش بعيد"، جميع هذه الأعمال كانت مجازفة ومخاطرة حينها، لكنها حققت نجاحًا كبيرًا، وأُفضل دائمًا التعاون مع الوجوه الجديدة، ولا أخشى المخاطرة فجميعهم موهوبين ومتمكنين، ولديهم أفكار مختلفة، فضلًا عن أنني أتبع نهج الكِبار، فعندما بدأت أولى خطواتي الفنية، تعاونات مع العظيم عمار الشريعي، صلاح الشرنوبي وزياد الطويل، ولم يقلقوا حينها من التعاون معي، وفي هذا الألبوم أتعاون مع أسماء جديدة لأول مرة مثل مصطفى حدوتة، محمد شافعي، إسلام رفعت، جابر جمال، إسلام الجريني، مصطفى الشعيبي، حسام سعيد، محمد ياسر، وليد العطار وكلوبكس، وهذا سر المتعة، كما تشرفت بالتعاون مع الكِبار أمثال عبد الوهاب محمد، كاظم الساهر، وزياد الطويل، فالعمل معهم له طابع وطعم خاص، ونستكمل معًا رحلة نجاحاتنا السابقة، وهذا شرف كبير لي. لكن كيف تُقيمين تجربة التعاون مع شاعر المهرجانات مصطفى حدوتة في 4 أغنيات هم "Sorry، معرفكش، عندنا وبس، وأخبارك إيه"؟ تجربة رائعة واستمتعت بها كثيرًا، حيث أن كل أغنية تحمل موضوع مختلف.. أيضًا الموزع كلوبكس من أشطر الموزعين الذين تعاونت معهم، وأضيف إلى القائمة الملحنين وليد العطار، أردني، إسلام رفعت، مصطفى الشعيبي، والشعراء محمد شافعي، حسام سعيد وإسلام الجريني. ماذا عن تعاونك مع المطرب والملحن العراقي الكبير كاظم الساهر في أغنية "أنا والله ما أنا"؟ أتشرف وأسعد بالتعاون مع قيمة فنية وموسيقية كبيرة مثل كاظم الساهر، فهو مدرسة في الموسيقى، ورحلة تعاونا سويًا تمتد لسنوات طويلة منذ أول ألبوماتي، وأفخر بأرشيفنا المُثمر، حيث قدمنا أغنيات كثيرة ناجحة منها "يا سيدي مش استحالة" و"حاسب من الوحدة" وغيرها، ووجوده معي في هذا الألبوم شرف كبير في أغنية "أنا والله ما أنا"، وهي من أصدق ما غنيت من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وتوزيع ميشيل فاضل. على ذكر الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد.. ما سر العلاقة الفنية الخاصة التي جمعتكما؟ هو حالة استثنائية في حياتي الفنية والإنسانية، وكان يختار لي موضوعات جريئة للغاية، وأذكر عندما قُلت للملحن الكبير زياد الطويل أنني أُريد غناء كلمات "حبك هادي"، قال لي "دي جريئة أوي"، رديت عليه بحماس: "ده الأستاذ عبد الوهاب اللي كاتبها"، وعندما استشعر حماسي قال لي: "إنتيِ مجنونة"، لكنني أصررت على غناءها، وحرصت على أن يضم ألبومي الجديد أغنيتين من كلماته هما "أنا والله ما أنا" و"ألف وأرجعله"، وهو بنفسه قال لي: "لو مُت الأغاني دي للطيفة، محدش ياخدها غيرها"، وبالفعل أنا محتفظة بكامل أرشيفه، وهناك الكثير من الأغنيات التي لم تُطرح بعد. ما الهدف من خطتك في طرح أغنيات الألبوم على دفعات؟ اتفقت مع شركة التوزيع على طرح الألبوم على مراحل، فقد طرحت في البداية 4 أغنيات، ثم طرحت 5 أغنيات أخرى، على أن يتم طرح ال5 أغنيات المتبقية خلال الأيام القليلة المقبلة، والهدف من خطة الطرح هو تشويق الجمهور للجديد، وأيضًا من أجل أن تحظى كل أغنية بفرصتها في الاستماع والانتشار، ولا تضيع وسط زحام الألبوم. لماذا قررتِ تصوير عدد من أغنيات الألبوم بشكل استعراضي حيوي؟ انتقيت الأغنيات التي تحمل إيقاع مُبهج وراقص، وقررت تصويرها بشكل استعراضي لإبراز حالة الأغنية، وهو الأمر الذي يتفاعل معه الجمهور من خلال الفيديوهات بشكل أسرع، وأعطيت كل أغنية إهتمامًا كبيرًا بالرؤية الإخراجية لتخرج كل منها بفكرة مختلفة تعكس حالتها، أما باقي الأغنيات سيتم عرضها بطريقة ال Video Lyrics. لكِ تجارب عديدة في الكتابة، التلحين، التمثيل، وتقديم البرامج.. أيهما الأقرب لقلبك؟ وما التجربة التي تتمنين تكرارها؟ لا أعتبر نفسي مؤلفة، لكن أكتب خواطر وأفكار، وأُلحن من قلبي، وليس بالمعنى التقليدي، بمعنى أنه من الممكن أن أقترح على الملحن أن أُغني من مقام مُعين لتوصيل إحساس الأغنية بطريقة ما، أما عن تقديم البرامج، والتمثيل سواء في السينما، المسرح، والدراما، فجميع هذه التجارب قريبة لقلبي، لكن أتمنى تقديم المسرح الغنائي، وأتمنى أيضًا العودة للسينما، أما الدراما فلها متعة أخرى، لكن أُفضل تقديم عمل واحد مؤثر بدلًا من تكرار نفسي. هل هناك تجارب تمثيلية تُحضرين لها خلال الفترة الحالية؟ بالفعل، انتظروني قريبًا على المسرح، فقد أُحضر حاليًا لمشروع كبير عالمي سينطلق من مصر، لن أستطيع أن أفصح عن تفاصيله في الوقت الحالي، لكن المشروع يُنفذ بخطوات ثابتة. يشهد صيف 2025 انتعاشة غنائية قوية، وزخم كبير لعدد من الألبومات الغنائية في سابقة هي الأولى منذ سنوات طويلة.. كيف تُقيمين المشهد الغنائي حاليًا؟ سعيدة بكافة الألبومات والأعمال التي طُرحت حتى الآن، وأرى أن هذا الموسم واحد من أقوى المواسم الغنائية خلال السنوات الأخيرة من حيث الكم، والكيف، وأُبارك للجميع على أعمالهم المُميزة، واستمعت إلى ألبومات أصالة، عمرو دياب، رامي صبري ورامي جمال، وبصراحة جميع الألبومات نالت إعجابي خاصة أغنيات رامي جمال مع نوردو، وحمزة نمرة، وبالمناسبة أنا أُحب حمزة نمرة للغاية. أخيرًا.. ماذا عن تحضيراتك لحفلك المرتقب ضمن فعاليات الدورة ال55 لمهرجان قرطاج الدولي، والذي يأتي بالتزامن مع احتفال تونس بعيد الجمهورية؟ هذا حدث هام بالنسبة لي للغاية، ولي الشرف بأن أكون جزءًا منه، وأعد الجمهور بمفاجأت خاصة خلال الحفل، وسنعيش ليلة لا تُنسى، فوجودي وسط الجمهور التونسي والعربي يعطيني أمل أكثر في الحياة، ثقة وإرادة. اقرأ أيضا: لطيفة تطرح الدفعة الثانية من ألبوم «قلبي ارتاح» وتضم 5 أغنيات