في كل مرة تطل فيها المطربة التونسية لطيفة على جمهورها، تثبت أنها فنانة لا تشبه سواها، فصوتها يحمل وجع القلب، وبهجة العاشق، وشجن الوطن، وعلى مدار مسيرتها، ظلت لطيفة وفيةً لفنها، حريصة على أن تكون كل خطوة محسوبة ومبنية على رؤية فنية واضحة. وفي حوارها الخاص مع "البوابة نيوز"، فتحت قلبها وتحدثت عن أعمالها الجديدة، ورأيها في تحولات الساحة الغنائية، وعلاقتها بمصر التي احتضنت بداياتها، وغير ذلك من التفاصيل التي تروي ملامح فنانة لا تؤمن إلا بالجودة والصدق والي نص الحوار.
■ كيف ترين تجربتك في الغناء باللهجات المختلفة؟ - أعتبر نفسي محظوظة لأنني تنقلت بين لهجات عربية متنوعة، وغنيت المصري والتونسي والخليجي والمغربي واللبناني، وهذا منحني قاعدة جماهيرية عريضة في الوطن العربي. لكن تبقى اللهجة المصرية الأقرب إلى قلبي، لأنها كانت بدايتي ولأنني عشت في مصر، فهي بلدي الثاني، وأدين لها بالكثير. ■ هل تأثرت الأغنية العربية بانتشار "التريندات" والمحتوى السريع؟ - للأسف نعم، هناك هوس بالتريند دفع البعض إلى اختزال الفن في جملة أو مقطع، وكأن الهدف هو فقط الانتشار المؤقت. لكنني أومن بأن الفنان الحقيقي لا يجب أن يركض خلف "التريند"، بل عليه أن يصنع محتوى يليق باسمه وتاريخه. أنا لا أقبل أن أُقحم نفسي في مساحة فنية لا تشبهني، فقط لأصبح "تريند"! ■ كيف تختارين أعمالك الفنية ؟ -أنا لا أتعامل مع الأمور الفنية بخطط صارمة، بل أترك الإحساس يوجّهني. هذا هو الواقع الذي أحياه، والفن الذي أحلم به منذ بدايتي. أحرص دائمًا أن أكون قريبة من ذاتي في اختياراتي للأغاني، الألحان، التوزيع، الإخراج، الكليبات، وحتى الإطلالات. وأومن تمامًا أن الفنان الذي لا يجدد، يكرر نفسه، وأنا لا أحب التكرار أبدًا. احترمت جمهوري منذ اللحظة الأولى، وقطعتُ طريقًا طويلًا من التعب والدراسة، في تونس وفرنسا، حيث تخرجت في أكاديمية الفنون، لذا، فإن كل خطوة جديدة لي، يجب أن تكون مختلفة، والشباب لا يخيفونني.. وأنا ابنة المجازفة، "أنا مش جاية غنية.. بعت عربيتي لأُنتج أول ألبوم". ■ ألا تخشين العمل مع وجوه جديدة؟ - أبدًا، لا أخاف على الإطلاق، فالشباب الذين أعمل معهم اليوم مبدعون وموهوبون، حين بدأت، أيضًا لم يخشَ العمل معي الكبار مثل الموسيقار عمار الشريعي، وصلاح الشرنوبي، وزياد الطويل. بدأنا تسجيل الألبوم منذ أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين وأنا لا أقوم بشيء سوى العمل: أزور الاستوديوهات، أتدرب، ألتقي الشعراء والملحنين في أماكنهم. لا أنتظر أحدا ليأتي إليّ. ■ حدثينا عن الأسماء التى تقدم للمرة الأولى فى الألبوم والتعاون غير التقليدى الذى حدث؟ - في هذا الألبوم، تشرفت بالعمل مع أصوات جديدة مثل: مصطفى حدوته، كلوبكس، العطار، الأردني، محمد شافعي، إسلام رفعت، جبر جمال، أسامة الجريني، مصطفى الشعيبي، حسين سعيد، وآخرين. كما كان لي شرف التعاون مع كبار مثل عبدالوهاب محمد، كاظم الساهر، وزياد الطويل، فالعمل معهم له نكهة خاصة، ونجاحاتنا السابقة ما زالت مستمرة. ■من اختار اسم الألبوم؟ - رغم رغبتي في التدخل، فإنني أعتمد بعد الله على جمهوري والإعلاميين، عرضت عليهم أربعة اقتراحات، وكان اختيارهم "قلبي ارتاح"، لأنه اسم بسيط وسهل، ويحمل إحساسًا عميقًا. ■ هل ردود الأفعال على الألبوم من قبل الجمهور نالت إعجابك ؟ - ردود الفعل كانت مذهلة، لدرجة أنني شعرت بسعادة حقيقية، فالألبوم تم تنفيذه بتقنية Dolby Atmos، وهي من أحدث تقنيات الصوت في العالم، وقد أعدتُ عملية الميكس بالكامل بعد اكتشاف الفارق الهائل. جربت التقنية في أحد أهم استوديوهات مصر، فقررت استخدامها فورًا، فكل آلة موسيقية تُسمَع بوضوح، والصوت يحيط بالمستمع من كل اتجاه. تجربة سمعية استثنائية. ■ ماذا عن التنوع الموسيقى في ألبومك؟ الألبوم يضم 14 أغنية، تم طرحها على مراحل: أربع أغنيات أولًا، ثم خمس، وبعدها خمس أخرى، هذا التدرج هدفه إبقاء الجمهور في حالة ترقب وتشويق، فكل أغنية تم اختيارها بحب، والتنوع حاضر بقوة: من الفانكي والمقسوم، إلى الهاوس والرومبا والقصائد والسلو، وكل عمل سيعرض بصيغة مناسبة: بعضه كليب، وبعضه فيديو ليركس. ■وماذا عن المسرح و حفلاتك المقبلة ؟ - أُحضر حاليًا لمشروع مسرحي كبير، عالمي الطموح، مصريّ المنشأ، والتفاصيل سيتم الكشف عنها لاحقًا، لكنني أعد الجمهور بشيء مختلف، أما الآن، فأستعد لحفلي في قرطاج يوم 25 يوليو، وهو شرف كبير لي. ■ حدثينا عن لقائك مع عمار الشريعي لأول مرة ؟ - لطالما كنت مولعة بالأغاني السريعة، الراقصة، التي تحمل نغمة قريبة من القلب، أتذكر جيدًا أول لقاء مع الأستاذ عمار الشريعي، حين قلت له إنني أحب "شغل الصبّاتي"، فابتسم وسألني: "أأنتِ متأكدة؟"، وقلت له بثقة: "جداً"، ومن هنا بدأت الرحلة. أول ألبوم لي ضم ثماني أغنيات، وهو رقم لم يكن مألوفًا حينها، مولت الألبوم من مالي الخاص، وبعتُ سيارتي، بل سيارتين، لأنني لم أكن أملك سوى الحلم والرغبة الحقيقية في تقديم فن محترم. ■وماذا عن الأعمال الغنائية الجديدة ؟ - أتابع الأعمال الغنائية الجديدة قدر الإمكان، فأحببت ما قدمته أصالة، وعمرو دياب، ولفتني أيضًا رامي جمال ورامي صبري، خصوصًا تعاونهما مع حمزة نمرة، الذي أحبه جدًا. ■ ما التكريم الحقيقي بالنسبة لك ؟ - تلقيت رسائل تهنئة كثيرة من زملائي، وهذا ما أسعدني من قلبي، وأول من بارك لي كانت الفنانة جنات، كما تلقيت رسائل من نوال الزغبي، نجوى كرم، وسميرة سعيد، وأنا بدوري أفرح بنجاح أي زميل أو زميلة، فنحن جيل يحب بعضه بصدق.