لم تفقد لطيفة قدرتها على التجديد والإبهار بعد مرور أكثر من 35 عاما على احترافها الغناء وظل خامة صوتها القوى والمميز هو ما يعطي لتجاربها الجديدة والشبابية القبول والنجاح رغم عدم قدرة بعض أبناء جيلها على التكيف أو الاستمرار بشكل متجدد مع الأوضاع الموسيقية الجديدة، فلطيفة التي بدأت مسيرتها الفنية بنبوءة من بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب واشتهرت وحققت نجاحا على يدي عمار الشريعي وزياد رحباني وزياد الطويل وعبد الوهاب محمد عادت من جديد مع نادر عبد الله ومحمد عبد المنعم وملاك عادل في البوم "احلا حاجة فيا " وللعلم أن للثنائي الأخير تجارب ناجحة في الاغنية الشعبية اشهرها اغنية "آه يادنيا " لبوسي وهو شيء يحسب للطيفة في المخاطرة والاستعانة بالثنائي "الشعبي " وهو مااضفى على صوتها الطربي والقوى "خفة وحيوية " جعل البومها الأخير من اقوى الالبومات التي طرحت حديثا. أغنية "أحلا حاجة فيا": قدمت لطيفة في البومها الجديد "احلا حاجة فيا " عددا من الالوان والاشكال الموسيقية الجديدة، وظلت محافظة على قوة صوتها الذي دائما مايكون الأكثر ظهورا وحضورا على أي توزيع موسيقي رغم استعانتها بالتكنو ميوزيك في عدد من الأغاني إلا إن صوتها مازال هو بطل إغانيها، واستطاعت لطيفة أيضا أن تقدم اشكالا متنوعة في الكلمات أيضا وقدمت اغنية تونسية وحيدة "بحة بحبة " واغاني شبابة و"خفيفة " مثل " بالعربي " و"مافورها " وحافظت على التواجد الرومانسي في الألبوم من خلال اغاني " بيقول كرهني " و" ياحبيبي انا جنبك "وحافظت أيضا على أكثر الألوان المميزة لها من خلال الاغاني الراقصة والمبهجة في "احلا حاجة فيا " ولعل من اجمل الاشياء التي ظلت لطيفة محافظة عليها منذ بدايتها الفنية إلى الآن هو الحرص على خروج تفاصيل الكليب والألبوم بشكل مبهج سواء في اختيار "صور البوستر " وتصميم الرقصات والألوان المبهجة في "الفيديو كليب " من خلال التعاون مع مخرجين سينمائيين مثل ايناس الدغيدي وعاطف سالم مرورا بطارق العريان إلى وليد ناصيف في الكليب الأخير. ومن النقاط الإيجابية في الألبوم هو الجهد الواضح الذي بذلته لطيفة في تقديم ألوان موسيقية جديدة و"لطيفة "، وتمثل ذلك في التوزيعات الموسيقية المتنوعة فمن مطلع "الهاوس والإلكترونيك" في "بنتقابل " قبل أن يسيطر صوتها على الأغنية وكذلك في "أبعد عني" التي استخدمت بجوار الترانس "آهات وهمهمات " متجانسة وموفقة، وتظل اغنية "مافورها " هي مجمل التغيير والتحديث الكبير الذي طرأ على لون لطيفة خاصة كلمات الاغنية التي بدت في البداية غريبة على لون لطيفة الغنائي مثل:"مافورها معايا" و"مصهين" و"احورها" بالإضافة إلى التوزيع الموسيقي الذي تجانس مع جو الأغنية الأقرب إلى "الشعبي ". أغنية "مافورها": وتتعامل لطيفة مع البوماتها بمنطق مختلف، لرغبتها في تكوين "حالة نفسية وموسيقية " موحدة في مجمل الألبوم إضافة إلى تحديدها لنوعية الجمهور المستهدف للالبوم، فبعد البومها الخليجي الكامل الأخير عادت لتطرح البوما باللهجة المصرية يميل للخفة والشعبية حتى في اغنيتها التونسية "بحبة بحة " أيضا ومن قبله قدمت البومات بحالات مختلفة مثل البوم " معلومات اكيدة " مع زياد رحباني قبل أن تنتقل إلى تجربة كاظم الساهر في البوم "ماوحشتكش " الذي جاء هادئا مستعينة باللون الرومانسي الطربي المميز لكاظم الساهر في ذلك الوقت باستخدام المقامات العراقية والموال كما جاء في "ياسيدي مسي "، ومن قبله تجربتها مع زياد الطويل ويحيى الموجي وعبد الوهاب محمد بالبوم " حبك هاديء " حيث كانت بداية اقتحامها للون الرومانسي الحديث والذي شكل وقتها جرأة غير مسبوقة من لطيفة وتسبب ذلك في منع كليب الاغنية من العرض لفترة لجرأة كلماته. أغنية:" حبك هادي": وبالرجوع إلى ألبوم "أحلا حاجة فيا " فرغم " النقلة " التي فعلتها لطيفة في أسلوبها الغنائي ظلت محافظة على عدة أشكال موسيقية مثل "الكورال بصوتها " في أكثر من أغنية ما عدا "سيبها على الله" التي اعتمدت فيها على اصوات متعددة، إضافة إلى اجواء الحزن واليأس بعد فقدان الحبيب والمتكررة في معظم اغانيها جاءت في أغنية " يقول كرهني " والتي تقول فيها:" هو مرتاح ولا ماله ؟ نفسي اعرف ايه جراله ؟ جاله قلب ازاي يسيبني " على نمط اغاني مماثلة لها مثل "في الكام يوم اللي فاتو " بنفس محتوى الكلمات:" معقول يرضاها ليا ؟ يجي يوم الليل عليا وميبقاش جنبي فيه ؟ لو في حاجة ناويها..لأيه مقالش عليها؟". وبمجمل الألبوم جاء التوزيع الموسيقي من أهم العناصر الموفقة في الأغاني رغم تعاونها مع عدد من الموزعين مثل هاني يعقوب وهاني محروس وداني نيفيل إلا أن التوزيع جاء موفقا ومتجانسا مع شكل ومضمون الكلمات والذي سهل من اكتمال الحالة الغنائية التي قدمتها لطيفة في الألبوم فمثلا من "الريمكسات " والتكنو ميوزيك " في "بنتقابل " إلى المزامير في "مافورها " والفلكلور التونسي في "بحة بحبة " والتناسق في صوت الطبلة مع إيقاع اغنية " ياحياتي " خاصة عند كوبلية " طبلي عالواحدة.."، والهدوء التام في اغنية " مكتوب لي " إلى الناي مع الدفوف في حالة مبهجة في اغنية " مبنساش " والعودة للهاوس والتكنو ميوزك في أغنية "أبعد عني" وعكسها في أغنية "سيبها على الله" بصبغة طربية شرقية خالصة من حيث الألحان والكلمات والتوزيع الموسيقي بوجود القانون والكمان والاورج مع طبيعة الكلمات الكلاسيكية "لينا رب بنرمي تكالنا عليه.. وسيبها على الله يلا ياحبيبي.. بكرة الايام تحلى ياحبيبي ". أغنية "سيبها على الله": وفي النهاية تمثل لطيفة المعنى الكامل لعبارة "التطور الطبيعي للموهبة الفذة" لتستطيع الاستمرار على الساحة بطلات مختلفة ومتجددة بعد تاريخ من التعاون مع كبار الموسيقيين والشعراء الغنائيين مثل عبد الوهاب محمد ونزار قباني وعمار الشريعي وزياد رحباني وتجارب نادرة مع محمد الموجي وسيد مكاوي وبليغ حمدي إلى تجاربها الحديثة مع أبناء الجيل الجديد.