«لا ترقع الدايب ولا تعاتب العايب».. مثل شعبى عظيم سمعناه من أجدادنا رحمهم الله، يستحضرنى هذا المثل عندما أنظر إلى حال مستشفى بركة السبع، فكل شبر فى هذا المكان أصابه الترقيع رغم أنه «دايب». المستشفى لم يعد مكاناً للعلاج، بقدر ما أصبح شاهداً على الإهمال واللامبالاة، جدران متشققة، أسقف متهالكة، أجهزة طبية معطلة، مجموعه أكشاك تحت مسمى أقسام، ورغم ذلك لا تكفى لاستيعاب المرضى، وحتى محاولات الصيانة لا تتعدى كونها «ترقيع» هنا، أو «دهان» هناك. منذ سنوات تمت إزالة مبنى الحروق و الكلى، وهو أحد المبانى الملحقة بالمستشفي، على وعد بإعادة بنائه، لكن مرت السنوات دون أن يتحرك ساكن، وتحول المكان إلى جراج للسيارات!!، وبالرغم من تطوع أحد رجال الأعمال بتنفيذ المبنى، إلا أن المعوقات والروتين حالت دون ذلك. هل يعقل أن تظل مدينة بحجم بركة السبع بلا مستشفى يليق بأبنائها؟، هل يجرؤ أحد أعضاء مجلس النواب أن يدخل المستشفى لتلقى العلاج أو للإقامة، أو يأمن أن يجرى لأحد أبنائه عملية جراحية به، حتى إن كانت «اللوز». يا سادة، بركة السبع تحتاج إلى مستشفى جديد، و تطوير حقيقى للمبانى الموجودة، لتكون قادرة على خدمة أبناء المركز والقرى المحيطة، بدل أن يظل الأهالى رهائن لسفر طويل إلى المستشفيات المجاورة.. وأى محاولة للترقيع أو التجميل الخارجي، ما هى إلا إهدار للوقت والمال. وفى الختام، فإننى أعلم أن هناك العديد من أهل الخير، ومنظمات المجتمع المدني، على أتم الاستعداد للمساهمة فى بناء المبنى الجديد، وتطوير المبنى الحالى للمستشفى، غير أن الأمر يحتاج إلى تدخل معالى د. خالد عبد الغفار وزير الصحة، لتنظيم الإجراءات، وتذليل العقبات التى عطلت هذه الخطوة لسنوات.