مستشفى الدعاة بسوهاج تحت الإنشاء منذ 22 عامًا

المنطقة تحولت إلى مأوى للكلاب الضالة

مشروع مستشفى الدعاة بسوهاج حلم يراود الآلاف من العاملين بوزارة الأوقاف ليس فى سوهاج فقط، بل فى كل محافظات الصعيد، فمضت أكثر من 22 عامًا على عقد إنشاء المستشفى، وتحديد المكان بجوار مركز إعداد الدعاة بمسجد العمرى بمنطقة الشهيد عبدالمنعم رياض، على مساحة 800 متر، وتم الاتفاق بين وزارة الأوقاف وشركة أطلس للمقاولات على إنشاء المستشفى، وبدأ العمل بالمشروع إلا أن يد الإهمال طالته وتأخر تسليمه وتعثر الانتهاء منه وتوقف فجأة بلا مقدمات، فهل يرى مستشفى الدعاة النور يوما ما فى محافظة سوهاج؟ الإجابة تظل حبيسة أدراج المسئولين.
المستشفى مكون من 5 طوابق، لكنه يصارع الموت داخل غرفة الإنعاش وأشباح بداخله تلتهم كل ما فيه، وتراب امتلأ به المكان، وأصبح مهجورا وأطلال تنعق فيه البوم، الظلام يخيم عليه ويحيط المبنى أكوام من القمامة وصار مرتعا للكلاب الضالة ورعى الأغنام، وأصبح المبنى فى حالة يرثى لها بعد ان ظل سنوات وسنوات ينتظر ان تمتد له يد المسئولين.
وقال عدد من الدعاة والأئمة بمديرية أوقاف سوهاج، إن مستشفى الدعاة حلم طال انتظاره رحمة بالمرضى من ابناء الصعيد من عناء السفر للقاهرة، مشيرين إلى
انه فى عام 1998 قد شهد وضع حجر الأساس إبان عهد الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، وسلَّم أراضى المستشفى لإحدى شركات المقاولات لكن توقف العمل بالمشروع دون أسباب واضحة، بالرغم من مرور 20 عاما على وضع حجر الأساس، الامر الذى يزيد من الحيرة خاصة أن هناك كثيرا من علامات الاستفهام.
وأضاف أحد الأئمة أن إيقاف العمل بالمستشفى أصاب الجميع بخيمة أمل كبيرة خاصة أن المبنى كان قد قارب على الانتهاء حيث المبنى يتكون من 5 طوابق، يتبقى فيه فقط التشطيبات النهائية وإدخال المعدات الطبية واستكمال باقى المرافق فقد توقف فجأة دون سابق إنذار، وكأن هناك يدا خفية تسببت فى إيقافه لا تريد الخير للصعيد متسائلا: هل ننتظر 20 عاما أخرى حتى يبقى حلم مستشفى الدعاة بسوهاج حقيقة؟.
إن جميع الدعاة والأئمة فى محافظات الصعيد من أسيوط وسوهاج والبحر الأحمر وقنا والأقصر والوادى الجديد واسوان ينتظرون استكمال وتجهيز مبنى مستشفى الدعاة والنظر بعين الاعتبار للمرضى
منهم الذين يتكبدون معاناة السفر للقاهرة.
كما عبر أهالى منطقة الشهيد التى يقع فيها مبنى المستشفى عن استيائهم من عدم استكمال المبنى وتركه مهجورا مما جعله مكانا لإلقاء القمامة ومرتعا للكلاب الضالة ووكرا لتعاطى المخدرات والأعمال المنافية للآداب، مناشدين وزير الأوقاف التدخل وإنقاذ مبنى المستشفى من الهلاك، خاصة ان تشغيل المستشفى سيخدم أبناء سوهاج والمحافظات المجاورة.
وأشار أحد الدعاة بمديرية الأوقاف فى سوهاج إلى أن الوزير الدكتور مختار جمعة كان قد زار المستشفى وكان موجودا حينها الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج الأسبق وتحدث الجميع فى حضورهما على استكمال المبنى وتلبية مطالب الأئمة والدعاة بمحافظات شمال وجنوب الصعيد باستكمال مستشفى الدعاة بسوهاج، ووعد الوزير بالانتهاء من المشروع وافتتاحه قريبا، لكن طال الوعد وطال الانتظار وتغير المحافظ وتغير من تلاه، وما زال مستشفى الدعاة بسوهاج على حاله وكرا للبلطجة والكلاب الضالة ومكانا لإلقاء القمامة وتعاطى المخدرات فيما الوعود من المسئولين ذهبت أدراج الرياح، فهل يستجيب معالى وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة لمطالب الآلاف من أبناء الصعيد باستكمال مبنى مستشفى الدعاة بسوهاج؟
وقال الشيخ على طيفور وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج إنه بالفعل المحافظة والصعيد بحاجة فعلية إلى استكمال المبنى خدمة لأبناء الصعيد والسوهاجية، مشيرًا إلى أن الوزير الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة تدخل شخصيا ووعد بحل المشكلة القائمة وتذليل كافة العقبات التى تواجه عدم استكمال مبنى مستشفى الدعاة، ونأمل الانتهاء من المبنى وتسليمه فى أقرب وقت خدمة للدعاة وأهل الصعيد.