المشاركة الدولية الكبيرة فى مؤتمر تفعيل «حل الدولتين» الذى ينعقد فى رحاب الأممالمتحدة هى تأكيد على أن العالم يتغير، وأن الحق الفلسطينى يفرض نفسه، وأن الدم الفلسطينى لا يذهب هدرا، وأن جرائم إسرائيل أصبحت أكبر من قدرة أقرب حلفائها على التحمل، وأن مصيرها لن تضمنه قوة كبرى مهما كانت بل يحدده فقط مدى خضوعها للشرعية الدولية التى أدمنت الخروج عليها دون إدراك بأن يوم الحساب قادم لا محالة!! المشاركة الدولية الكبيرة فى المؤتمر الدولى تعنى الكثير بعد إعلان أمريكا المسبق بالغياب، وبعد ضغوطها التى لم يقبلها أقرب الحلفاء من أجل عدم المشاركة، وبعد مهاجمة واشنطون للمؤتمر واعتباره عقبة على طريق السلام (!!) لتكون النتيجة فى النهاية انعكاسا لواقع دولى جديد تقف فيه معظم دول العالم منددة باحتلال صهيونى يرتكب أبشع الجرائم النازية، وتناصر شعب فلسطين فى قضيته العادلة وكفاحه الطويل من أجل حرية دولته المستقلة. على الجانب الآخر لا تجد إسرائيل رغم كل محاولات تجميل الوجه القبيح للكيان الصهيونى - صدى لإنكارها حق الشعب الفلسطينى وعدوانها على الشرعية الدولية إلا عند واشنطون التى كانت ذات يوم راعية للاتفاق بين أبو عمار ورابين ثم أصبحت اليوم ترى فى مؤتمر دولى للأمم المتحدة حول «حل الدولتين» شراً مستطيراً (!!) وتتصور أن اعتراف نحو 150 دولة بدولة فلسطين حتى الآن هو أمر لا قيمة له مادام لا يحظى بموافقة مجرم الحرب الفار من العدالة نتنياهو!! المهم الآن أن يكون لمؤتمر «حل الدولتين»خريطة طريق واضحة وعملية لتفعيل الرؤية التى توافق عليها العالم بعد أن أدرك أنه لا سلام ولا أمن إلا بقيام دولة فلسطين على حدودها المقررة بالقرارات الدولية، وأن يكون هناك تعامل جاد لحماية الشعب الفلسطينى من حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل وبأن العقوبات الرادعة ستكون هى النتيجة الفورية إذا استمرت إسرائيل فى استخدام سلاح التجويع فى غزة أو لم توقف حملات الاستيطان فى الضفة الغربية. يبقى التذكير بأن الولاياتالمتحدة ظلت تناصر النظام العنصرى فى جنوب إفريقيا حتى أدركت حجم خسارتها وقرب نهايته. ليتها تكون الآن أكثر وعيا بأن فلسطين قادمة.. بالحق المشروع، والدم الغالى، وإرادة عالم لم يعد قادرا على تحمل جرائم إسرائيل أو التواطؤ معها!!