مع اندلاع الحرب العدوانية الإسرائيلية على إيران، سحب جيش الاحتلال الإسرائيلى نصف قواته فى غزة للعمل فى مناطق أخرى، لكن «المجزرة الإسرائيلية» لم تتوقف ولم ينخفض معدل ضحاياها.. ربما لأن الكيان الصهيونى يخشى أن ينسى جنود جيشه مهمتهم (أو هوايتهم) فى قتل الأطفال الفلسطينيين، وربما لأنهم يريدون انتهاز فرصة انشغال العالم بخطر الحرب الإقليمية بين إيران وإسرائيل المرشحة للتوسع لكى يرتكبوا المزيد من الجرائم ضد شعب فلسطين دون أن ترتفع أصوات الإدانة فى أنحاء العالم!! المذابح مستمرة ضد شعب فلسطين، ولا يمكن أن تغيب هذه الحقيقة المفزعة عن اهتمامنا واهتمام العالم. مهما حدث ستظل أرض فلسطين التاريخية هى الهدف الأول للكيان الصهيونى، وسيظل إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لغزة والضفة والقدس هو الأولوية، وستظل فلسطين هى الجرح الذى لن يندمل إلا بقيام الدولة المستقلة التى تصحح التاريخ وتفرض العدالة التى غابت لأكثر من ثلاثة أرباع القرن. للأسف الشديد وكما كان متوقعاً تم تأجيل المؤتمر الدولى الذى كان سينعقد تحت مظلة الأممالمتحدة من أجل تفعيل حل الدولتين بسبب اندلاع الحرب ضد إيران. ولاشك أن هذا كان فى حسبان مجرم الحرب نتنياهو وحلفائه عند تحديد موعد العدوان على إيران. نتنياهو قال إن الموعد كان نهاية مايو لكنه هو من أجّله لنحو أسبوعين لأسباب عملياتية كما قال، ولكى يأتى فى الواقع قبل بضعة أيام من الموعد المحدد للمؤتمر الدولى الذى كان سيجسد انحياز العالم للحق الفلسطينى، كما يجسد عزلة إسرائيل وإدانة العالم كله باستثناء الحليف الأمريكى لجرائمها ضد الفلسطينيين وضد الإنسانية كلها. يدخل نتنياهو الحرب ضد إيران متوهما أنه سيكون سيد الشرق الأوسط دون منازع، وأنه لن يتخلص من إيران فقط بل سيفرض وهم «إسرائيل الكبرى» على الجميع، وسيسدل الستار على قضية فلسطين وسيتخلص من الفلسطينيين بالتهجير القسرى أو بحصار الجوع والإبادة الجماعية. لم يتعلم مجرم الحرب شيئا من دروس الماضى، ولم يدرك أن كل جرائم إسرائيل منذ نشأتها وحتى الآن لم تستطع شيئا مع الحقيقة الأهم فى كل صراعات المنطقة: لا أمن ولا سلام إلا بالاعتراف بالحقوق العادلة لشعب فلسطين الذى لن يترك أرضه ولن ينسى ثأره!!